سر الأميرة

محمود قاسم
محمود قاسم

آخر تحديث: الجمعة 6 يناير 2023 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

اعتمادنا فى كتابة هذه المقالات على مشاهدات لأفلام نادرة معروضة على اليوتيوب، وأحيانا على أفلام موجودة فى القنوات الكلاسيكية، شيئا فشيئا ضاقت الحلقة لوجود أفلام لا تناسب الكتابة عنها، هذا الأسبوع اكتشفت أن هناك مصدرا جديد لبعض الأفلام توجد فى هذا المصدر أفلام لم نسمع عنها من قبل أو نسخ من الأفلام التى اقتصت منها مشاهد لأسباب متعددة ويتم عرضها للبيع كاملة وأنا أشكر الصديق الذى وضع لى سبعة أفلام من إنتاج الأربعينيات تناسب رسالتنا فى التفتيش عن الأفلام الضائعة فى السينما المصرية بمعنى أنها ليست موجودة فى وسيلة أخرى منها على سبيل المثال فيلم «سر الأميرة» إخراج نيازى مصطفى عام 1949 ومن تأليف محمد كامل حسن المحامى واشترك فى الحوار أبو السعود الإبيارى، ولا شك أن عنوان الفيلم يوحى بأن هناك أميرة تحمل سرا وأن الفيلم يفصح عن هذا السر، وباعتبار أن الأحداث الأولى تدور فى الأقصر فلا مانع أن تكون هذه الأميرة هى فرعونية عاشت فى التاريخ وأنها تسكن التابوت أسوة بأبطال قصص المومياوات ولكن من متابعة الفيلم الذى يصعب تلخيصه سنكتشف أن القصة بوليسية لم يتحرك أصحابها عن الحاضر بمعنى أننا لسنا أبدا أمام قصة بوليسية أسوة بالأفلام العالمية ليأتى من خلالها أشخاص من تاريخ الفراعنة كى يمارسوا أعمالهم السحرية فى الواقع المعاصر، ولكن ما حدث هو توهمات بأن الفتاة الصعيدية «فضة» كوكا، هى نفسها شخصية فرعونية متخيلة باسم الأميرة أهورا وأن المشاهد قد رأى كافة التوهمات التى جعلت الناس يتخيلون أن أهورا هذه يمكنها أن تفعل المعجزات وأن تكون الثروات للدجال شهريار الذى استغل حكاية سقوطها فى مقبرة ووقوع قناع الأميرة على وجهها بأنها هى ابنة التاريخ الفرعونى ومن هنا تأتى الحدوتة التى أبلغناكم أن تلخيصها صعب فما أكثر التفاصيل، لكنها فى المقام الأول قصة تقليدية حول الابنة التى ترث أرضا من أبيها ويطمع فى الزواج ابن عمها الذى يشتبك معها فى معارك وخناقات وينقذها الساحر شهريار الذى تساعده أمه بينما تقع فضة فى غرام شاب يدعى وحيد «كمال الشناوى» ويتزوجها ويرتاب فى أمرها إلى أن يكتشف الحقيقة ويخلصها من خصومها.

يغلب على هذه القصة الطابع البوليسى المفتوح الذى يكتبه محمد كامل حسن المحامى، فالقصة واضحة المعالم بدون غموض أمام المشاهد، ويبقى الغموض ساكنا فى أغلب أبطال القصة الذين يتعسر فهم طبيعة التغيرات التى حدثت لفضة.

كنت أتصور أن نيازى مصطفى سوف يذهب إلى التاريخ الفرعونى الذى لم يحبه أبدا، بينما هو عاشق للتاريخ الصحراوى العربى وأن يذهب بنا إلى تاريخنا الخاص لإثبات أن لدى الفراعنة الكثير من القصص المهمة التى تصلح لعدد كبير من الأفلام، إلا أن المشاعر الخاصة للمخرج دفعته أن تردد فضة بدون سبب «ما أحلى الغناء العربى»، كى يطلع علينا المطرب عبدالعزيز محمود بأغنيتين متلاحقتين فى نهاية الفيلم لا لزوم لهما بالمرة ليؤكد لنا ما سبق أن أكدناه فى مقال سابق وهو أنه منحاز جدا لقصص العشق العربى التى جسدها فى أفلام كثيرة وهو بذلك يختلف عن فطين عبدالوهاب عندما قدم لنا قصة فرعونية تدور فى الستينيات من خلال فيلم «عروس النيل». إذن لقد ظل المخرج وفيا للنوع الذى يقدمه ولأبطال هذه الروايات ومنهم عنتره وسمراء سيناء وغيرها.

الغريب أنه ليس هناك مخرج آخر عشق هذا النوع من الأفلام سوى إبراهيم لاما الفلسطينى الأصل.
امتلأ الفيلم بأبطال السينما ومنهم كمال الشناوى فى بدايته لكن البطل الحقيقى هو أحمد البيه الذى كان متألقا فى تلك السنوات وهو الذى قام بدور الثائر الشعبى فى فيلم «لاشين»، وقام ببطولات فى أفلام قليلة لا تزال مجهولة أيضا ونبحث عنها لدى الهواة الذين يعثرون على مثل تلك الأفلام بمهارات خاصة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved