العالم يستعد للعمل من المنزل فى زمن «كورونا»!

خالد سيد أحمد
خالد سيد أحمد

آخر تحديث: الجمعة 6 مارس 2020 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

حالة الهلع التى تجتاح العالم جراء فيروس كورونا، ولجوء العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية عديدة، مثل إغلاق الجامعات والمدارس وملاعب الكرة أمام الجماهير، دفعت البعض إلى التفكير فى الخطوة التالية، والتى ستتمثل فى منع البشر من الذهاب إلى أماكن عملهم، وتكليفهم بأن يؤدوا مهامهم الوظيفية من المنزل.
هذا السيناريو ليس من وحى خيال مؤلف مبدع، لكنه اتجاه حقيقى يتم التفكير به جديا خلال هذه المرحلة الغامضة فى زمن كورونا، وفقا لما أكده الدكتور سيف الظاهرى، المتحدث الرسمى للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدولة الإمارات، فى كلمته خلال فعاليات المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، الذى عقد على مدى يومين فى نهاية الأسبوع الماضى بإمارة الشارقة.
سيف الظاهرى قال إن الإمارات تمتلك نموذجا رائدا فى إعداد البنية التقنية والمعرفية للتحول إلى مفهوم استمرارية الأعمال أثناء التعامل مع «فيروس كورونا المستجد» أو «كوفيد 19» وفق تسمية منظمة الصحة العالمية له، والقيام بما هو مطلوب لاستمرار الحياة فى المجتمع، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع العديد من الجهات المعنية لضمان جاهزية المؤسسات وموظفيها للعمل عن بعد.
وتابع المسئول الإماراتى أن فيروس كورونا يشكل أزمة عالمية، ونحن جزء من هذه المنظومة، وجهود الهيئة لم تقف على وضع خطط للسيطرة على انتشار الفيروس فقط بما يتعلق بمسألة بالتعليم عن بعد، بل بحثنا مع الجهات والمؤسسات المعنية فى الدولة لوضع آلية للاستعداد لهذه الخطوة التى لن تشمل جميع المؤسسات ولكن معظم تلك الجهات قد تضطر للعمل عن بعد.
تفعيل الاتصال بين مختلف الجهات الحكومية، وإيجاد طرق للتنسيق المشترك، من أجل التغلب على هذه المشكلة الصحية التى تترك الكثير من التداعيات السلبية المخيفة على مختلف دول العالم، شكل عنصرا مهما فى جميع الجلسات التى شهدها المنتدى، الذى شارك فيه 64 شخصية من كبار المسئولين الحكوميين، ونخبة من الخبراء يمثلون 16 دولة عربية وأجنبية، قدموا 57 فعالية متنوعة بين جلسات حوارية وخطابات ملهمة وورش عمل وجلسات عصف ذهنى ومنصات تفاعلية.
قضية أخرى كان لها نصيب بارز فى الجلسات الأخرى التى عقدت على هامش المنتدى، وتتقاطع خطوطها العريضة مع أزمة انتشار كورونا عالميا، وهى قضية الشائعات التى تملأ جنبات الكون، وتتمدد فى مختلف منصات التواصل الاجتماعى، ودور وسائل الإعلام الوطنية فى التصدى لها، حيث تم التشديد من قبل المشاركين فى المنتدى على ضرورة تطبيق مناهج دراسية متخصصة فى فهم وتحليل المعلومات الصادرة عن وسائل الإعلام المختلفة، وتطوير أدوات قياس علمية لمعرفة مصادر الأخبار، حتى لا تتحول إلى حقائق بغير أساس من الصحة.
أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، قال فى كلمته خلال إحدى الجلسات التى تناولت هذه القضية أن وسائل التواصل الاجتماعى، وعلى الرغم من أهميتها، أصبحت بيئة خصبة يستخدمها البعض للشائعات ونشر الأخبار الكاذبة والمعلومات غير الدقيقة والمغرضة، خاصة مع انتشار الجيوش الإلكترونية التى تهدف إلى زعزعة استقرار الكثير من المجتمعات ومن بينها العربية.
بعض المشاركين فى المنتدى، شددوا على ضرورة اتجاه الحكومات إلى التفاعل والرد سريعا على الشائعات المتعلقة بالقضايا التى تشغل بال المواطنين مثل قضية كورونا، واعتبروا أنه كلما كان لدى المسئولين فى مختلف مواقعهم، المصداقية والشفافية والوضوح، تم التغلب على هذه الشائعات ووأدها فى مهدها، قبل أن تتحول إلى حقائق ومسلمات غير صحيحة على الإطلاق، تهدد استقرار وأمن المجتمعات.
التوصيات الختامية لمنتدى الاتصال الحكومى، ركزت على هذا الأمر بشكل لافت، حيث شددت على ضرورة اقتراح تشريعات وسياسات تدعم تطوير منظومة اتصال حكومى فاعلة، وقادرة على منافسة مصادر المعلومات المختلفة على الساحتين المحلية والعالمية، ووضع نموذج مبتكر لممارسات الاتصال الحكومى أثناء الأزمات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved