السودان يرحب بالسفن الأمريكية والروسية وسط تصاعد صراع النفوذ

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: السبت 6 مارس 2021 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع AlــMonitor مقالا للكاتب Jared Szuba، تناول فيه تصاعد حدة فرض النفوذ على منطقة القرن الإفريقى بين الولايات المتحدة وروسيا وسط ترحيب الحكومة السودانية بسفن القوتين، كما ذكر الكاتب الخطوات الأمريكية لمواجهة وتفادى النفوذ الروسى هناك.. نعرض منه ما يلى.

رست مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية يوم الاثنين الماضى فى بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر، فى الوقت الذى تتطلع فيه واشنطن إلى توسيع علاقاتها مع حكومة ما بعد الثورة فى الخرطوم. وبحسب ما أفادت وكالة فرانس برس، وصلت حاملة الطائرات ونستون تشرشل إلى الميناء بعد يوم واحد فقط من رسو الفرقاطة الروسية الأدميرال جريجوروفيتش فى مكان قريب قبل تنفيذ الصفقة الأخيرة التى ستسمح لموسكو بإنشاء قاعدة بحرية هناك.
فبعد أن رفعت الولايات المتحدة الحكومة السودانية من قائمة الدول الراعية للإرهاب العام الماضي ــ بعد أن اتخذ مسئولون فى الخرطوم خطوات نحو إقامة دولة ديمقراطية ووافقوا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ــ منحت الخرطوم الكرملين حقوق إنشاء مركز لوجستى بحرى قادر على إيواء السفن التى تعمل بالطاقة النووية فى خليج فلامنجو، شمال مدينة بورتسودان الساحلية الشرقية. يخضع هذا الاتفاق ــ مدته 25 عامًا ــ للتجديد فى كل اتفاق لاحق. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن روسيا ستزود السودان بالأسلحة والعتاد العسكرى فى المقابل.
بموجب هذا الاتفاق ستحتفظ روسيا بالحق فى نقل الأسلحة والذخيرة إلى القاعدة، التى ستحميها القوات المسلحة السودانية. تسمح الاتفاقية كذلك للجيش الروسى بتقديم التدريب والدعم التعاونى لجيش الخرطوم ــ وهو تكتيك لبناء نفوذ لطالما سعى القادة الأمريكيون إلى تفاديه بتقديم عروض منافسة.
بدأ النفوذ الروسى فى القارة السمراء عندما سمح دعم موسكو للرئيس السورى بشار الأسد، فى الحرب الأهلية الوحشية فى بلاده، للكرملين بالاحتفاظ بقاعدته البحرية المتوسطية الوحيدة فى طرطوس ومنحه قاعدة جوية فى حميميم.
مكّنت القاعدة الجوية فى حميميم روسيا من إرسال مقاتلى فاجنر المسلحين وأسلحة إلى ليبيا لمساعدة المشير خليفة حفتر فى حربه ضد حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس.
دفع ظهور أنظمة الرادار الروسية فى ليبيا فى عام 2019 قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند للتعبير علنًا عن قلقه من أن الدفاعات الجوية الروسية الدائمة فى شمال أفريقيا قد تمنع وصول الناتو إلى الجزء الجنوبى.
فى الشهر الماضى، أصبحت سفينة النقل السريع التابعة لقيادة النقل البحرى العسكرى «يو إس إن إس كارسون سيتى» USNS Carson City، أول سفينة عسكرية أمريكية ترسو فى السودان منذ عقود. وتأتى هذه التطورات فى أعقاب زيارة التقى خلالها الأدميرال البحرى الأمريكى هايدى بيرج والسفير أندرو يونغ، نائب أفريكوم لقائد المشاركة المدنية والعسكرية، مع كبار المسئولين فى الخرطوم لمناقشة «مسارات الشراكة».
ردا على الخطوات الروسية المذكورة أعلاه، دمج الجيش الأمريكى قيادة قواته العسكرية فى أفريقيا وأوروبا فى نوفمبر الماضى. كما سعى بشكل متزايد فى السنوات الأخيرة إلى إعادة تركيز أولوياته على معارضة محاولات كل من روسيا والصين لتوسيع نفوذهما فى الخارج.
بشكل عام، جذبت منطقة شرق أفريقيا اهتمامًا أمريكيًّا استراتيجيًا متزايدًا وسط الإمكانات الاقتصادية المتزايدة، فضلا عن الحرب المستمرة فى اليمن والتهديدات للأمن البحرى فى بحر العرب والخليج العربى.
وذكرت مجلة فورين بوليسى فى وقت سابق من هذا الشهر أن إدارة بايدن تدرس إنشاء منصب مبعوث خاص للقرن الأفريقى حيث ناقش المسئولون الأمريكيون ما إذا كان سيتم إعادة قوات العمليات الخاصة إلى الصومال أم لا، حيث قاموا بتدريب القوات المحلية على القتال ضد متطرفى حركة الشباب.
قد يسمح الوجود البحرى الروسى المتجدد على البحر الأحمر لموسكو بممارسة الضغط على تدفق البضائع من المحيط الهادئ إلى أوروبا وربما على الإمدادات البترولية من الخليج العربى. وفى غضون ذلك، تسارع موسكو لإكمال خط أنابيب ثانٍ إلى ألمانيا يتجاوز أوكرانيا ويضاعف قدرة تصدير الغاز الطبيعى الروسى إلى أوروبا. ولكن رغم ذلك، وبسبب التهديد الأمريكى بفرض عقوبات على الشركات التى تشارك فى مشروع نورد ستريم 2، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس قبل أسبوع تقريبا بانسحاب 18 شركة مؤخرًا من المشروع خوفا من التهديد بفرض عقوبات أمريكية ضدها.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:ه هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved