نتنياهو ذهب إلى موسكو لتقريب وجهات النظر

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 6 أبريل 2019 - 11:35 م بتوقيت القاهرة

هذا الأسبوع، وفى اللحظة التى جرى فيها التأكد من هوية جثمان زخاريا باومل، الجندى المفقود فى معركة السلطان يعقوب، اتصل بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين وطلب الاجتماع معه ليشكره، وللتباحث فى موضوعات أخرى تتعلق بما يجرى فى سوريا ظلت مفتوحة بعد اللقاء السابق بينهما فى فبراير الماضى. الموضوع الأكثر أهمية الذى سيطرحه نتنياهو فى اجتماعه فى موسكو هو حقيقة أن الإيرانيين يواصلون جهودهم لإقامة بنية تحتية عسكرية فى سوريا تسمح لهم بفتح جبهة شمالية ــ شرقية إضافية من سوريا ضد إسرائيل.
كما يحاول الإيرانيون التمركز فى ميناء اللاذقية الواقع فى قلب المنطقة الشيعية – العلوية التى يسيطر عليها النظام والموالون لعائلة الأسد. مؤخرا تحدثت معلومات عن إرسال الإيرانيين وحدات من حزب الله وعناصر الميليشيات الشيعية إلى المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل التى سيطر عليها تنظيم داعش حتى هزيمته فى الأسابيع الأخيرة. إسرائيل مهتمة بمنع الإيرانيين من الوصول إلى البحر المتوسط، لكنها تواجه صعوبة فى مهاجمة هذه المنطقة لقربها من منطقة النشاط الروسى.
من المفترض أن نتنياهو سيعرض كل هذه الحقائق على بوتين ويقول له إذا كانت روسيا تريد تهدئة وحلا دبلوماسيا فى سوريا، فإن إسرائيل مستعدة لممارسة ضبط النفس والامتناع بقدر الممكن من القيام بعمليات هجومية فى سوريا. لكن أيضا على روسيا احترام وعودها والضغط على الإيرانيين لمنعهم من إقامة بنية تحتية ومن الاقتراب من خط وقف النار، الأمر الذى يعرض أمن إسرائيل للخطر الشديد.
موضوع آخر مطروح على جدول أعمال الاجتماع هو الموافقة على تطوير وتفعيل التنسيق الأمنى بين سلاحى الجو الإسرائيلى والروسى فى أجواء سوريا بهدف منع المواجهات. من المحتمل أن يجرى خلال الاجتماع فى موسكو توقيع اتفاق جديد مطور يمنع وقوع أخطاء وحوادث غير مرغوب فيها، مثل إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية فى الصيف الماضى.
ومن المفترض بهذا الاتفاق الجديد أن يؤدى إلى تهدئة الأجواء بين المؤسسة العسكرية والأمنية فى روسيا وبين المؤسسة العسكرية فى إسرائيل التى توجد بينهما آليات تنسيق.
موضوع آخر سيطرح هو نقل السيطرة على بطاريات اعتراض الطائرات والصواريخ من طراز Sــ300 إلى جيش بشار الأسد. هاتان البطاريتان من الصواريخ الروسية، القادرتان على اعتراض طائرات فوق أجواء إسرائيل كلها، أعطيت إلى سوريا بعد إسقاط طائرة التجسس الروسية. ففى تقدير الجيش الإسرائيلى أن إسرائيل قادرة على شل هاتين البطاريتين وتدميرهما إذا اقتضت الضرورة، لكن فى إسرائيل يريدون الامتناع عن ذلك كى لا يحرجوا الروس وكى لا يمسوا بهيبة صناعة إنتاج هذا السلاح، الأمر الذى يمكن أن يفاقم العلاقات مع روسيا. لذلك سيطلب نتنياهو من بوتين عدم نقل السيطرة الكاملة على بطاريات Sــ300 إلى السوريين، وإلا فإن إسرائيل ستضطر إلى ضربها، وبصورة غير مباشرة المس بسمعة صناعة السلاح الروسى.
الموضوع الرابع الذى سيطرح فى المحادثات هو وجود القوات الأمريكية فى سوريا. حيث أن لإسرائيل مصلحة فى بقاء الجنود الأمريكيين فى سوريا أيضا بعد أن خسرت داعش مواقعها شرقى نهر الفرات. فى المقابل يريد الروس والإيرانيون خروج الأمريكيين من الأراضى الخاضعة للسيادة السورية. وذلك ما يريده بشار الأسد أيضا.
سيحاول نتنياهو إقناع بوتين بأن هذه القوات يجب أن تبقى لأن داعش لا يزال ينشط شرقى الفرات، ولا تزال هناك حاجة إلى قوة أمريكية صغيرة لمواصلة مساعدة الأكراد فى خوض الحرب ضد التنظيم.
المحادثات بين نتنياهو وبوتين هناك من يرى فيها خطوة تهدف إلى جمع أصوات لنتنياهو فى المعركة الانتخابية، لكن فى الحقيقة توقيت الزيارة تحدد لأن الموضوعات ملحة، ولأنه مؤخرا كانت هناك مواجهات للروس مع الإيرانيين فى أراضى سوريا، لذلك فإن هذا هو التوقيت الأنسب لإسرائيل للحديث مع موسكو عما سيحدث لاحقا.

رون بن يشاى
يديعوت أحرونوت

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved