حزب الله قد يواصل هجماته فى الخارج

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 6 يونيو 2015 - 10:16 ص بتوقيت القاهرة

اعتقال أحد نشطاء حزب الله فى قبرص قبل أيام حيث كان يخطط لهجوم ضد أهداف إسرائيلية إثر معلومات استخباراتية دقيقة من مصدر غربى، كشف مرة أخرى منظومة التخطيط لهجمات فى الخارج لهذا التنظيم الإرهابى الشيعى. وليست هذه المرة الأولى التى يعمل فيها حزب الله أو يحاول أن يتحرك بهذه الطريقة. ففى السنوات الأخيرة حاول الحزب القيام بهجمات فى أذربيجان (مرتين)، وفى الهند، وقبرص، ونيجيريا، وبلغاريا (الهجوم فى مطار بورغاس)، وفى البيرو.

• منذ حرب لبنان الثانية يوليو 2006 يحرص حزب الله على عدم تجاوز الحدود فى كل ما يتعلق بعلاقات الردع المتبادلة بينه وبين إسرائيل
خوفا من أن ترد بالطريقة التى ردت فيها سنة 2006 بناء على ذلك، فإن منظومة الهجمات الدولية للحزب تسمح له بالمبادرة والرد بعنف ضد أهداف
إسرائيلية من دون أن تحطم هذه الهجمات القواعد فتشكل ذريعة تدفع إسرائيل إلى الرد بعنف كبير عليه، كما أن غموض هذه العمليات يتيح له مجالا للإنكار.

• وبالاستناد إلى مصادر أجنبية، تستغل إسرائيل الحرب الأهلية فى سوريا كى تضعف حزب الله ونظام الأسد من خلال شن عمليات موضعية ومركزة ضد قوافل السلاح التى تنقل وسائل قتالية متطورة، ومنشآت استراتيجية، وكبار المسئولين فى التنظيم أو من المقربين منه. وتتيح هذه الهجمات الغامضة التى لا يمكن معرفة المسئول عنها بصورة رسمية، مجالا للإنكار يجعل من السهل على حزب الله أو نظام الأسد تجاهلها من دون أن يشعرا بالإهانة أو تعرضهما لضغط داخلى يجبرهما على الرد.

• لا يعنى هذا أن إسرائيل استطاعت أن تردع حزب الله. فمع نشوب الحرب الأهلية فى سورية والتدخل العميق للحزب فيها لإنقاذ نظام الأسد، وتدخله أيضا فى الحرب الداخلية فى العراق، لا نستطيع أن نجزم بدقة بأن الحزب ارتدع.

• والراهن اليوم فى ضوء الوضع الجيوسياسى الحالى فى الشرق الأوسط، فإن حزب الله يجد نفسه مطوقا إلى حد كبير، وحتى لو كانت إسرائيل لم تردعه، فثمة شك فى أنه سيتجرأ على فتح جبهة جديدة فى هذه الفترة التى يغرق فيها مقاتلوه فى الوحلين السورى والعراقى، ويواجه الحزب انتقادا شديدا من
الداخل [اللبنانى] بتهمة الدفاع عن المصالح الإيرانية، ونقل النزاع إلى داخل لبنان.

• علاوة على ذلك، فإن مواجهة شاملة مع دولة إسرائيل لا تندرج حاليا ضمن مصالح إيران التى يعتبر حزب الله فرعا منها ويرتبط بها مباشرة. ومن المتوقع فى وقت قريب أن يُحسم مصير الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى، والإيرانيون معنيون بأن يسوقوا فى العالم صورتهم كمصدر للتوازن فى الشرق الأوسط لا كطرف يشعل الحرائق فيه ويشجع ويمول الإرهاب.

• ولايزال حزب الله يشعر بالإهانة وبأنه ملزم بالرد على عدة حوادث جرت فى الماضى ينسبها إلى إسرائيل ولا يقبل بالمرور عليها مرور الكرام مثل اغتيال عماد مغنية، وإحباط فتح الجبهة التى كان الحزب يحاول إقامتها فى الجولان برعاية نظام الأسد، الأمر الذى أدى إلى اغتيال جهاد مغنية وبعض الضباط الإيرانيين الكبار.

• ومع استمرار الحرب الأهلية الدموية فى سوريا، فمن الصعب أن نرى حزب الله يفتح جبهة مباشرة ضد دولة إسرائيل، ولا سيما أن الرد الإسرائيلى الأخير لايزال ماثلا فى ذهنه (على الرغم من الإدارة الضعيفة لحرب 2006). لكن من المتوقع أن تواصل منظومة الهجمات الدولية للحزب عملها ضد إسرائيل وتحديها لها.

عومر دوسترى.. محلل سياسى
يسرائيل هَيوم
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved