التلوث البيئي في غزة يهدد الأمن القومي الإسرائيلي

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 6 يونيو 2019 - 8:58 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Haaretz مقالا للكاتب «زافرير رينات» تناول فيه أضرار التلوث البيئى فى المياه والهواء على أمن إسرائيل.

أعد خبراء من جامعة بن جوريون وجامعة تل أبيب لصالح منظمة السلام الأخضر فى الشرق الأوسط ــ وهى منظمة بيئية غير حكومية تعمل على تعزيز التعاون بين إسرائيل والأردن والفلسطينيين ــ تقريرا تم تقديمه فى المؤتمر السنوى للجمعية الإسرائيلية لأطباء ومدارس الصحة العامة، والذى كان تحت رعاية الجمعية البيطرية الإسرائيلية أيضا.

أشار التقرير إلى أن البنية التحتية المنهارة للمياه والصرف الصحى والكهرباء فى قطاع غزة تشكل خطرا على المياه الجوفية ومياه البحر والشواطئ ومحطات تحلية المياه فى إسرائيل. ويشير إلى أن حرق القمامة، بالإضافة إلى إطلاق بالونات حارقة من غزة لشن هجمات على إسرائيل، يخلق بالفعل مشكلة تلوث الهواء فى الأراضى الإسرائيلية.

يبلغ الطلب فى غزة نحو 450 ميجاوات حتى الآن، لكن الطاقة الإنتاجية عادة ما تكون بين 120 و140 ميجاوات. وهذا كان من نتائجه عدم عمل محطات الصرف الصحى، وبالتالى فإن 70 فى المائة من مياه الصرف الصحى غير المعالجة فى غزة تذهب مباشرة إلى البحر. وتستخدم غزة المياه الجوفية بشكل كبير وبالتالى معظم المياه الجوفية أصبحت ملوثة بالفعل. بحلول العام المقبل وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، لن يكون هناك مياه جوفية فى غزة صالحة للاستخدام الآدمى.

استنادا إلى نتائج معهد إسرائيل لعلوم المحيطات والبحار، يقول التقرير إن إلقاء مياه المجارى تسبب بالفعل فى إغلاق محطة تحلية المياه الإسرائيلية فى عسقلان قبل ثلاث سنوات. يمكن أن يؤدى تصريف المجارى فى غزة إلى زيادة تركيز البكتيريا فى أقصى الشمال. فى غزة نفسها، لا يمكن استخدام ما يقرب من نصف الشواطئ بسبب الجراثيم الموجودة فى الماء.

كما أن تلوث مياه الصرف الصحى يهدد مصدرا مهما للمياه الجوفية لإسرائيل جنوب شرق عسقلان. وتحول إسرائيل بالفعل بعض مياه الصرف الصحى الفلسطينية إلى محطة معالجة فى سديروت. ولكن التسرب، خاصة أثناء فيضان الشتاء، يهدد بتلويث المياه الجوفية. علاوة على ذلك، عندما يصبح المجرى ملوثا، فإن هذا يجلب البعوض الذالناقل للأمراض ــ بما فى ذلك حمى غرب النيل.

ولايزال تلوث الهواء مشكلة بيئية أخرى تزايدت فى العام الماضى. يقارن التقرير بين مستويات الضباب الدخانى فى الصيف الماضى – عندما كان الفلسطينيون يرسلون بالونات حارقة إلى الأراضى الإسرائيلية – وصيف 2017. ووجد الباحثون زيادة فى تركيز الجزيئات التى يمكن أن تدخل الرئتين وتسبب الأمراض. فى عام 2017، وصل تركيز الجزيئات الصغيرة إلى 37.25 ميكروغرام لكل متر مربع من الهواء. وبعد سنة وصل التركيز إلى 51 كحد أقصى.

ينجم تلوث الجسيمات من البالونات والطائرات الورقية الحارقة التى تسببت فى اشتعال الأشجار والحقول، إضافة إلى حرق القمامة فى القطاع لتقليل حجمها.

تمكنت إسرائيل حتى الآن من تخفيف تأثير التلوث البيئى فى غزة على إسرائيل، من خلال مراقبة جودة مياه البحر وإغلاق محطة تحلية أشدود إذا لزم الأمر. ويمكن أيضا معالجة مياه الصرف الصحى فى غزة نفسها. ولكن كلما زاد عدد السكان فى غزة، زادت كمية مياه الصرف الصحى، وزاد خطر أن يلحق أضرار جسيمة بالشواطئ والمياه الجوفية فى إسرائيل.

يقول جدعون برومبرج، المدير الإسرائيلى لمنظمة السلام الأخضر فى الشرق الأوسط، إن التقرير عن الوضع البيئى له آثار على الأمن القومى لإسرائيل. «شعب إسرائيل، وخاصة سكان الجنوب، يتعرضون نتيجة للوضع فى غزة للعديد من التهديدات، وليس فقط تلك التى عرفناها بالفعل. بدون تحرك عاجل وقوى، ستندلع الأوبئة والالتهابات التى قد تكلف الكثير من الأرواح، سواء فى إسرائيل أو فى غزة، ولا يمكن أن يمنعهم أى سياج أو قبة حديدية. قال برومبرج «إذا لم يتم اتخاذ خطوات لحل هذه المشكلة، فإن النتيجة ستكون رعب سياسى فى شكل مئات الآلاف من سكان غزة الذين يفرون تجاه إسرائيل من أجل حياتهم ــ خوفا من الإصابة بالمرض.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved