حينما يبكى العيد
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 6 يونيو 2025 - 6:00 م
بتوقيت القاهرة
• تهنئة بعيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، الذى يذكرنا بالمجد العظيم للأسرة الإبراهيمية المباركة لنعيش مع استسلام وتضحيات إبراهيم وانقياد وصبر إسماعيل، وهمة ورضا هاجر التى شرفت مصر.
• ما أجمل تضحيات هذه الأسرة، وما أعظم معانى الفداء، وما أجمل نداء الرسول الكريم فى مثل هذه الأيام «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، فى شهرِكُمْ هَذَا، فى بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت» تحريم مغلظ من نبى يودع أمته وكأنه يقرأ مستقبلها فيرى السودانى والليبى كل منهما يقتل أخاه، والمغربى يتربص بالجزائرى.
• من يصدق أن الميليشيات السودانية تحرق القرى وتقتل عشرات الأطفال وتفخر بما تصنع من عار وخزى، أين عقل هذه الأمة، غزة تنزف أمامهم فيتركونها تحتضر وحدها دون سند ولا عون وليتهم يصمتون وكفى، ولكنهم يمزقون أوطانهم ويدمرون ما تبقى منها، ويروعون البسطاء الآمنين فى القرى، تفوقوا على إسرائيل فى البغى والعداون.
• يأتى عيد الأضحى حزينًا على أمة الإسلام والعرب الممزقة والتى يقهرها الصهاينة وهى أمة المليار، لا تستطيع أمامهم حولًا ولا قوة، تضرب إسرائيل بلادهم بالطائرات، تمزق فلسطين إربًا، تدمر غزة فلا تترك فيها حجرًا على حجر، وتقتل فيها قرابة ١٣ ألف طفل، منهم أكثر من ألف لم يتجاوز عمرهم العام، وتسفك بإجرام دماء قرابة ٥٣ ألفًا من القتلى وأضعافهم من الجرحى، تحاصرهم وتمنع عنهم الطعام والغذاء والدواء فلا يحرك المسلمون ساكنًا.
• لم يجد أهل غزة من يمزق صحيفة مقاطعتهم وحصارهم، ويفك معاناتهم ويطعم جائعهم، مثلما حدث مع صحابة رسول الله.
• تقصف إسرائيل بطائراتها بين الحين والآخر خمس دول عربية دون رد يذكر ودون نكير.
• فإذا ذهبت إلى السودان رأيت ميليشيات الدعم السريع تقتل وتذبح وتغتصب النساء وتسرق الماشية والثمار والأموال، تدمر كل شىء فى السودان، كل ذلك من أجل سلطة فانية على بلد خراب لا زرع فيه ولا ضرع فصدق فيهم قول القائل «حبذا الإمارة ولو على الحجارة».
• فإذا انتقلت إلى بلاد أخرى رأيتها تمنح ثروات شعوبها لعدوها الذى لا يرحمها ولن يرحمها، فإذا ذهبت إلى ليبيا وجدتهم يتقاتلون على الحطام دون عقل ولا حكمة وبلدهم ممزقة.
• سار العيد فى بلاد العرب والمسلمين فوجدهم أقل نصرة لغزة من بلاد غير مسلمة مثل جنوب إفريقيا وأيرلندا وإسبانيا، العيد حزين على أحوال المسلمين ويكاد ينفطر ألمًا على ما آلت إليه بلاد العرب والمسلمين من تمزق وتخلف.
• جاء عيد الأضحى ليشهد تراجع الاهتمام العربى والإسلامى بقضية فلسطين حيث لم تعد قضيتهم الرئيسية بل توارت إلى الظل.
• مناظر غزة والضفة الغربية والسودان وليبيا وبلاد العرب الممزقة يشيب لها الولدان.
• يمر العيد على غزة فلا يستطيع مواساتها، وبأى شىء سيواسيها، الأرملة ما زالت تبكى، الجائع يئن، الجريح لا يجد العلاج، الأب المكلوم فى أولاده قلبه ممزق.
• آلاء النجار خنساء فلسطين لا تدرى أتبكى على أولادها التسعة أم تبكى على زوجها، أم على خذلان قومها لها.
• العيد يبكى لبكائهم ويتمزق لألمهم، يستصرخ السماء أن يقتص الله لهم، يعلم أنه لن يجيبه العرب والمسلمون، وقد عانقوا من يمد إسرائيل بالمال والسلاح ومنحوه كل شىء.
• الفداء الذى نزل على إسماعيل عليه السلام يعنى فيما يعنى أن حياة الإنسان أعظم من أن يقامر بها أحد، فلا تنهض الأمم على أشلاء الإنسان الذى كرمه الله، ولا تتقدم الأمم على ترمل ويتم الآلاف من أبنائها، ولا يبنى جاه القادة على دماء أبنائه أو دماء الآخرين.
• كل عام وأنتم بخير.