الإثيوبيون الإسرائيليون.. كونوا شاكرين أنكم لستم عربا

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 6 يوليه 2019 - 9:45 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة Haaretz مقالا للكاتب Odeh Bisharat تناول فيها الحديث عن الاحتجاجات الأخيرة فى إسرائيل التى قام بها يهود إثيوبيون ردا على قتل شاب من الناشطين اليهود الإثيوبيين على يد شرطى إسرائيلى.. متخيلا الكاتب فيه الموقف وطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية والشرطة مع الاحتجاجات إذا كانت فجرت من قبل متظاهرين عرب.

يمكن للمرء أن يتخيل ما قد كان سيحدث إذا قام محتجون عرب بغلق طريق أيالون السريع وتعطيل الحركة المرورية لساعات. وبدلا من شن هجوم إعلامى من جانب المحللين الاجتماعيين والسياسيين على احتجاجات اليهود الاثيوبيين، لكان هناك محللون عسكريون وأمنيون ومتحدثون رسميون باسم منظمات استخباراتية مختلفة.

ولكنا أيضا سمعنا المحللين الاستراتيجيين والمؤرخين، ومن الممكن أن تراهن على أنه سيتم تذكيرنا ثانية بالمؤامرات الشريرة لمفتى القدس ضد اليهود والذى همس بها فى أذن هتلر (فى رواية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو).

ولكانت جريدة يديعوت أحرونوت عرضت فى صفحتها الأولى صورة كبيرة لشاب فلسطينى يحمل مجموعة من الحجارة على وشك استخدامها لإسقاط الدولة اليهودية. ولكنا سمعنا عن «الغوغاء المحرضين»، «الكراهية فى عيونهم» و«صرخات تهتف بذبح اليهود» التى يبدو أنها لا تسمع إلا من قبل آذان الصحفيين الوطنيين المدربين تدريبا جيدا حول عمليات قتل اليهود التى لم تحدث أبدا.

وبغض النظر عن إغلاق الطرق الرئيسية من قبل المتظاهرين الغاضبين، إلا أننا فى هذه المرة لم نسمع تصريحات بطولية مثل التى سمعناها من قبل خلال مظاهرات العرب فى أكتوبر سنة 2000 ــ بأن الشرطة لن تسمح بإغلاق أى طريق، حتى لو كان ذلك يعنى ضرب وقتل المتظاهرين. فالجميع يعلم أن شريان المرور الإسرائيلى يمثل خط ماجينو أبيض وأزرق – مثل خط ماجينو الذى أنشأته فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى على حدودها – والذى بسقوطه يمثل سقوط الدولة اليهودية. ولكن فى اليوم التالى، سقطت خطوط الماجينو واحدة تلو الأخرى ومازالت الدولة اليهودية قائمة.

صحيح أن السائقين عانوا. صحيح أنهم شعروا بالغضب والعجز. لكن هذا ثمن الاحتجاج المؤلم والعادل. إخوانى وأخواتى اليهود الإثيوبيين، فقط كونوا ممتنين أنكم لست عربًا! إذا هاجم الشباب العربى سيارة أو ألقوا الحجارة عليها أو حاولوا إيذاء السائق (الأشياء التى يتفق الجميع على أنها غير مقبولة)، أضمن لك أن المهاجمين لن يفلتوا بحياتهم.. إنهم ومن تصادف وجودهم حولهم كان سيقابلهم وابل من الرصاص.

إليكم رؤية أخرى عن أحداث الأيام الأخيرة: حجر فى يد يهودى هو مجرد لعبة لطفل غير مؤذية، بينما حجر فى يد عربى هو سلاح قتل. لكنها ليست فقط الحكومة التى تعتقد ذلك، ولكن أيضا الأشخاص الذين تسممت عقولهم من قبل الحكومة ودعاتها الذين يعتقدون أن دولتهم المليئة بالأسلحة فى خطر.

وعند التعرض لخطر مميت، يجب تبنى كل الطرق حتى لو تطلب ذلك قتل 13 مواطنا عربيا فى أكتوبر 2000 وجرح العشرات علما بأن قوات الأمن التى قامت بإطلاق النار لم تكن قد تعرضت لأى خطر مميت بأى شكل من الأشكال.

تقول الشرطة إن لديها معلومات حول نية بعض المحتجين الإثيوبيين إطلاق النار على ضباط الشرطة. لحسن الحظ، لم تشهد الاحتجاجات أى خسائر فى الأرواح. فى أكتوبر 2000، لم تكن هناك معلومات عن المتظاهرين العرب الذين قد يفتحون النار على الشرطة، ومع ذلك كان القناصة متمركزين على أسطح المنازل وفى مواقع استراتيجية أخرى.

على الرغم من كل هذه الفوضى، لم نسمع بعد وزير الأمن العام يلقى اتهامات كاذبة. عندما يقول الوزير المسئول عن الشرطة للعرب «أننا كلنا إخوة» مثلما قال للمحتجين اليهود، فسنعلم أننا فى فجر يوم جديد. وحتى يحين ذلك، لدينا طريق طويل لنجتازه.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved