منتدى جيل المساواة.. أين نساء منطقتنا بعد 25 عامًا من مؤتمر بيجين؟

مزن حسن
مزن حسن

آخر تحديث: الثلاثاء 6 يوليه 2021 - 7:30 م بتوقيت القاهرة

عقد فى الأيام الماضية منتدى «جيل المساواة» فى العاصمة الفرنسية والذى يعد الثانى بعد منتدى المكسيك، وكان مقررا للمنتدى أن يعقد العام الماضى إلا أن جائحة كوفيدــ19 وضعت ظلالها على هذا المؤتمر كما كانت حاضرة فى كل تفاصيل حياتنا اليومية العام الماضى.
عقد منتدى باريس بحضور ممثلات الدول والمؤسسات الدولية وناشطات الحركة النسوية والنسائية بالعالم على عكس منتدى المكسيك الذى كان فقط عبر الإنترنت، وكأن هذا المؤتمر كان جرس إعادة الحياة وأنه يمكن أن يعود الناس لحياتهم السابقة خاصة بعد تزايد عدد الذين تلقوا تطعيم فى دول العالم الغربى.
ولنا كنسويات فى هذه المنطقة اهتماما شديدا بهذا المنتدى والذى جاء بعد 25 عاما من إقرار منهج عمل بيجين والذى طرح من خلاله، وفيما بعد، التزامات الدول حول قضايا خاصة بالنساء مثل الختان، والعنف ضد النساء، والحقوق الصحية والإنجابية وغيرها من قضايا بلورت عدة آليات للتعامل معها من خلال مؤتمر بيجين والتحالفات التى انبثقت بعده والتى ربطت بشكل كبير الحركات النسوية القاعدية فى عديد من دول العالم ببعضها.
أما عن هذا العام وهذا المنتدى فقد خرج بالعديد من الالتزامات والتحالفات التى تضع العديد من الدول والمؤسسات الدولية أمام التزامات بدعم الموارد للحركة النسوية، وتطوير أجندة السياسات النسوية داخل الدول وخاصة السياسات الخارجية النسوية كالتى أقرتها السويد وفرنسا والمكسيك مثلا، وقضايا المرأة وبناء السلام وغيرها من القضايا.
جاء هذا المنتدى ولازالت الجائحة تضرب دول منطقتا ــ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ــ مع تأخر فى نسبة عدد الحاصلين والحاصلات على اللقاح، بالإضافة إلى وباءات من سنوات تعانى منها المنطقة مثل: العنف والحروب فى عدد كبير من الدول، والعنف ضد النساء، والأزمات الاقتصادية، وغياب الديمقراطية ودولة القانون. وكان للجائحة تأثيرها على تلك الأوبئة فقد استفاد الظالمين وأصحاب السلطة والنفوذ من تلك الجائحة بأن زادت قبضتهم على من يتحكموا فيهم، وكأن الجائحة جاءت عذرا لهم على استمرار عنفهم وفشلهم. ويظهر هذا جليا من خلال تزايد نسبة العنف ضد النساء داخل نطاق الأسرة، أو أشكال العنف الجنسى المختلفة. فقد تم حجر الضحايا مع معنفيهم، فماذا يفعل هذا المعنف والكل مشغول بعيدا عنه غير آبه بزيادة قبضته وأساليب عنفه؟
كان حضور نسويات منطقتنا ليس كبيرا فى باريس نتيجة العديد من إشكاليات حرية التنقل لدينا فى المنطقة خاصة فى إطار كوفيدــ19. ولم يحتو المنتدى على ترجمة باللغة العربية. وكان وجود لقاءات تتحدث عن المنطقة أو تمثل فيها نسويات من المنطقة قليلة جدا مقارنة بتواجد قضايا ونسويات من مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء.
إلا أن هذا الواقع المتشابك لا يقلل ــ فى وجهة نظرى ــ من أهمية الاشتباك مع التحالفات والأسئلة والقضايا التى نوقشت وتعهدت الحكومات بالالتزام بها، والبحث عن مساحة لنرسل أصواتنا وتصوراتنا عن واقع حالنا فى منطقتنا دون الحاجة إلى ميسر لذلك.
هذا المنتدى وما نوقش فيه وما خرج منه يمكن أن يكون نقطة بداية جديدة لنقاش جدى حول قضايا مطروحة داخل تلك المنطقة والتزام الحكومات بتعهداتها، كما يمكن أن يكون عينا جديدة لنا نرى ونشارك ونتعلم من خلالها من خبرات نسويات فى مناطق أخرى خاصة دول الجنوب والتى تعانى فى المجمل من أشكال مشابهة للجائحة والأوبئة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved