التفسير الهرمونى للثورة المصرية

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 6 أغسطس 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

ما الذى يمكن أن يبدو عاملا مشتركا بين الربيع العربى والحملات الصليبية والثورات الأوروبية عام 1848؟ كلها انتفاضات هب بها شباب غاضب ناقم على حياته وظروف معايشه يحركه الهرمون الذكورى التيستوستيرون. الرأى للكاتبة النمساوية والمحللة السياسية كارين كنيسل «Karin Kneissel» وقد ضمنته كتابها الذى كتبته باللغة الألمانية ولم يترجم بعد: Testosteron macht Polilik أو هرمون التيستوستيرون يصنع السياسة إذا أردنا ترجمة عربية للعنوان.

 

تحدثت كارين إلى مجلة تايم الأسبوع الماضى عن كتابها الذى ضمنته تجربتها التى عايشتها فى مصر أثناء أحداث 25 يناير 2011. تحدثت أيضا عن تجربتها فى البلاد العربية التى قامت بالتدريس فيها فى الجامعة الأمريكية ومنها مصر.

 

«لم ابن نظريتى من فراغ إنما ناقشت العديد من أصحاب الرأى فى تلك القضية ومنهم سياسيون وأساتذة فى علم التاريخ وسألت عددا لا نهائيا من شباب الثوار».

 

«كنت أرى حولى الكثير من الشباب الغاضب والذى أجبر على البقاء بدون زواج نظرا لتردى الأحوال الاقتصادية والعجز عن توفير نفقات أسرة خاصة فى السنوات الأخيرة».

 

تضيف كارين فى حوارها «من المعروف أن هورمون التيسترستيرون يرتبط ارتفاع منسوبه بالرغبة فى العنف والإحساس بضرورة أن يبدو الرجل قائدا وسيدا للمواقف لكنه أيضا يرتبط بصفات إيجابية مثل الشعور بالمسئولية وحماية الآخرين حوله».

 

«كنت أسأل شباب الثورة المصريين عما دفعهم للقيام بثورة فكانت أغلب الردود تأتينى لأننا أردنا أن نقوم بعمل وأن نثبت وجودنا بدلا من البقاء أمام الكمبيوتر لساعات بلا نتيجة حاسمة».

 

وحينما سألتهم عن أحداث الميدان كان الرد الذى أكد لها حدسها حينما نزل الجيش وزحفت الدبابات تراجعت معظم الفتيات على الفور بينما بقى الشباب ولم يرهبوا الأحداث ولم يفكروا فى النتائج.

 

للأسف عزيزى القارئ أنا لا أجيد الألمانية لكننى أدعو أيا من المترجمين لترجمة الكتاب الذى أتمنى أن أعرف بصورة أكثر عمقا ما وراء الفكرة الأساسية التى يدور حولها الكتاب.

 

لماذا كان التيستوستيرون وليس الأدرينالين على سبيل المثال الهرمون المرتبط بالانفعال فى الرجل والمرأة على حد سواء؟

 

هل لهذا الكتاب قيمة حقيقية تؤرخ لما حدث فى يناير على أرض مصر أم أنه حديث لمحللة سياسية من الوزن الخفيف جاءت إلى بلادنا كالعشرات ممن يزرعهم الغرب بزعم التدريس فى جامعاته المنتشرة فى العالم العربى.

 

لا أظننى قادرة على الإجابة العلمية الصحيحة إلا بعد قراءة الكتاب بلغة أجيدها وأتمنى أن أفعل إن شاء الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved