ماذا بقى للأهلى والزمالك؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● كانت هزيمة الأهلى ثقيلة ومؤثرة، وهى أكبر خسارة تلحق بالفريق على أرضه، كما أن نقاط المباراة الثلاث كانت محسوبة لصالح الأهلى باعتبار أنها على أرضه. ومع الوضع فى الحسبان أثر الصيام والحرارة والهواء الجارف، واللعب بدون جمهور، لم يحسن الفريق الأداء تكتيكا، ولم يواجه سرعة ولياقة وقوة لاعبى أورلاندو باللعب الجماعى وبتقارب المسافات بين خطوطه، وبامتلاك الكرة بالتمرير وتلك من أهم أسلحة الأهلى. وحين تبدأ مباراة برأس حربة واحد فإن ذلك يعنى قدرة لاعبى الوسط على الانطلاق بسرعة للمساندة، ولأن القدرة لم تكن متاحة لأسباب بدنية واضحة فقد كان ضروريا البدء برأسى حربة للضغط على دفاع أورلاندو.

●● الاندفاع الهجومى فتح ثغرات فى صفوف حامل اللقب. فالثغرات لا تقتصر على خط الدفاع وحده، بل إن ثغرات الوسط تربك المدافعين وتضع عبئا إضافيا عليهم وتصيبهم بالبلادة نتيجة الإرهاق.. ثم إن هذا الاندفاع تحول إلى كارثة لاسيما من الطرفين اللذين يشغلهما شديد وفتحى بعد الهدف المبكر الذى سجله أونيكاشى نتشومايلو، وهو مادفع الظهيرين إلى مزيد من الاندفاع، ترتب عليه إرسال وسط أورلاندو كرات طويلة خلف المدافعين. لكن هذا الهدف المبكر لم يكن بخطأ دفاعى بسيط، ولكنه خطأ مركب فيه سوء التغطية والبطء وغياب التركيز أمام سرعة أونيكاشى.. وهذا يكشف خللا ظهر جليا طوال المباراة، وهو سهولة اختراق لاعبى خط الظهر بفارق السرعة؟!

●● كانت المساحات كبيرة فى ملعب الأهلى، وهو ماساهم على ترسيخ فارق السرعة بين لاعبى الفريقين، بجانب طرد عبدالظاهر ليلعب الفريق بعشرة لاعبين وهو نقص أضيف على أوجه النقص الأخرى، فالأهلى صاحب الشعبية والإمكانات أصبح نصف فريقه مجرد لاعبين مجتهدين تختفى من اقدامهم مهارات الابتكار والإبداع. كما كان إهدار وليد سليمان لضربة الجزاء وراء إضافة قدر لابأس به من الإحباط واليأس على لاعبى الفريق، وهم محبطون أصلا بسبب الإعياء والبحث عن تعويض خسارة غير متوقعة إطلاقا.. ليخرج الفريق بهزيمة ثقيلة كانت على وشك أن تكون أثقل؟

●● لم تكن هزيمة الزمالك حسابيا ثقيلة، لكنها كانت هزيمة كاشفة أخرى بفارق السرعات واللياقة والاستحواذ والفرص التى لاحت لفريق ليوباردز.. إلا أن أهم ما كشفته تلك المباراة هو عدم وجود مهاجمين بالزمالك يجيدون اللعب خارج الصندوق ثم الاقتحام والمناورة بمهارات فردية.. لم يفعل ذلك عيد عبدالملك، ولم يفعله أحمد جعفر الذى يتميز بألعاب الهواء حين تأتيه تلك الألعاب. وكان أنشط المهاجمين محمد إبراهيم. إلا أن الزمالك أيضا افتقد تماسكه بسبب تراجع وسطه أمام لاعبى ليوباردز. وافتقد اللياقة البدنية والذهنية لظروف الصيام والحرارة، وعانى من نقص عددى نظرا لغياب لاعبين عن مستواهم تماما، بالإضافة إلى نقص آخر بطرد فتح الله.

●● سوف يواجه الأهلى والزمالك صعوبات بالغة فى البطولة الأفريقية. والمفاجآت واردة إذا تسلح الفريقان بما يملكانه مثل تقارب المسافات والخطوط والسيطرة بالتمرير، وهى أسلحة ليس منها السرعة والقوة والصحة والرشاقة (ماذا بقى.. بقى القليل؟).

●● نسأل الله أن تتحقق المعجزة ويتقدم قطبا الكرة المصرية إلى مربع الأمل.. وهو دعاؤنا فى ختام شهر رمضان الكريم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved