قطرنة مصر وإعلام القطران

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 6 سبتمبر 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

يخسر معارضو الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين كثيرا ويخسر الشعب والوطن أكثر عندما يلجأ هؤلاء المعارضون إلى ترويج سيناريوهات ملفقة ومعلومات مضللة لتخويف الناس من الرئيس وجماعته رغم أن هناك الكثير مما يثير القلق من الرئيس وجماعته وسياساتهما دون الحاجة إلى تلفيق أو تضليل.

 

أما أن يتحدث البعض عن «قطرنة» مصر فى إطار محاولات التنديد بسياسات الرئيس الإخوان فهذا يسىء لمصر قبل أن يسىء للرئيس بل ويسىء للإعلام كله لأنه يؤكد أن من بين الإعلاميين فى مصر من لا يتردد فى الترويج لسيناريوهات مختلقة واستغلال لجهل قطاعات من الجمهور بدلا من تنوير وتثقيف هذا الجمهور.

 

فمع كل الاحترام لقطر وشعبها فهى تحاول «قطرنة» قطر دون جدوى فكيف لها بقطرنة مصر. فهذه الإمارة الخليجية الشقيقة ليست سوى نقطة فى بحر مصر الهادر لا يمكن أن تغير له لونا ولا رائحة.

 

وعندما يقول القائلون بقطرنة مصر إن قطر تسعى إلى الاستحواذ على القطاع المصرفى فى مصر لأنها اشترت بنكا أو اثنين من البنوك الأجنبية العاملة فى مصر لا يقولون إن إجمالى حصة البنوك الأجنبية جميعا لا تزيد 24% من السوق المصرية وأن البنوك العامة الحكومية تستحوذ على أكثر من 51% من السوق والبنوك المصرية الخاصة نصيبها حوالى 25%.

 

ولم يذكر هؤلاء الذين قالوا إن الاستثمارات القطرية هى حصان طروادة لإسرائيل وأمريكا من أجل السيطرة على مقدرات مصر أن المتوقع وصول استثمارات قطر بعد سنوات فى مصر إلى 10 مليارات دولار فى حين أن استثمارات السعودية اليوم تبلغ حوالى 27 مليار دولار أى أن استثمارات قطر مهما زادت لن تصل إلى أى وضع مسيطر على الاقتصاد المصرى.

 

ليس هذا فحسب بل إن إجمالى الناتج المحلى لدولة قطر وفقا لبيانات البنك الدولى يبلغ حوالى 170 مليار دولار فى حين أن إجمالى الناتج المحلى لمصر يبلغ حوالى 496 مليار دولار فكيف لقطر أن تسيطر على من هو اكبر منها بهذا الشكل.

 

إن إعلام التضليل والهجوم غير الموضوعى هو أفضل خدمة يمكن تقديمها لجماعة الإخوان المسلمين لأنه يقدمها فى صورة الضحية والمفترى عليها رغم أنها ليست كذلك على الإطلاق. وهناك من الحقائق ما يكفى للهجوم على الجماعة الحاكمة ولكن يبدو أننا دخلنا عصر إعلام القطران الذى يريد صب القطران على وجه مصر لأن رئيسها «إخوانى».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved