أيامى السعيدة

محمود قاسم
محمود قاسم

آخر تحديث: الجمعة 6 سبتمبر 2019 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

أعتقد أنك شاهدت هذا الفيلم يوما ، وطرحت على نفسك السؤال الذى يؤرقنى حول بطل الفيلم عبدالمنعم ابراهيم: لماذا لم يستمر فى أداء أدوار البطولة، ولماذا انتقلت فرصته إلى فؤاد المهندس الذى سبقه بعدة أعوام، الفيلم اسمه «أيامى السعيدة» من إخراح أحمد ضياء الدين عام 1958، وهى السنة التى ظهر فيها الممثل فى اربعة عشر فيلما متفوقا فى العدد على جميع أقرانه بمن فيهم اسماعيل يس نفسه. وكان ممثل الدور الثانى فى كل هذه الأعمال، وفى الفترة نفسها حصل عبدالمنعم ابراهيم على دور البطولة فى فيلم آخر هو «سر طاقية الاخفاء» اخراج نيازى مصطفى، لكن طريق البطولة مفروش أمام جيل جديد من نجوم الكوميديا بعد أن صار إسماعيل يس أكبر سنا، وصار يكرر نفسه، والمشكلة أن المخرج أحمد ضياء الدين لم يكن من رجال الاخراج البارعين فى تقديم الكوميديا. ونجح فى عمل الافلام الشبابية الجادة مثل «أين عمرى» و«المراهقات»، ولذا بدا فيلم «أيامى السعيدة» غريبا فى مسيرته، ولم يتألق البطل رغم أنه كان متألقا كواحد من المضحكين، أما نيازى مصطفى فهو متنوع، لذا فإن فيلم «سر طاقية الاخفاء» هو من علاماته البارزة، الحكاية كان سببها فطين عبدالوهاب الذى اسند أدوارا كوميدية للنجوم الشباب الذين عملوا فى افلام الحركة والأدوار الجادة ومنهم عمر الشريف، رشدى اباظة، وفريد شوقى، حتى اذا اكتشف فؤاد المهندس صار هو النجم القادم نحو البطولة الأولى فى «اعترافات زوج»، ومن بعده فيلم «أنا وهو وهى »، وبعد سنوات قدمه فى احسن ادواره على الاطلاق مع«أرض النفاق».
إنه المخرج يا سادة، قبل الممثل، والغريب أن فطين عبدالوهاب قدم لعبدالمنعم ابراهيم الدور الثانى أكثر من مرة فى أعمال لا تنسى مثل:«إشاعة حب» و«آه من حواء» بما يعنى أنه كان يراه فى تلك الأدوار لا أكثر.
فيلم «أيامى السعيدة»، كان بمثابة مختبر للطفلة الصغيرة فيروز التى صارت ناضجة، وبعد أن كانت مجرد طفلة أمام اسماعيل يس، تغنى وترقص بطريقتها المتفردة، عادت لتعمل فى اربعة افلام بطولة مطلقة منها اثنتان جسدت فيهما حبيبة اسماعيل يس هما: «إسماعيل يس للبيع» و«إسماعيل يس طرزان»، بالاضافة إلى فيلم «بافكر فى اللى ناسينى» إخراج حسام الدين مصطفى. ثم ابتعدت عن التمثيل حتى آخر حياتها، أى أن فيلم «أيامى السعيدة»، يبدو أن الظروف التى أحاطت به، جعلت المتفرج يحس أنه وجبة تنقصها البهارات المثيرة للشهية، رغم أننا امام حالة كوميدية كتبها المحترف أبوالسعود الابيارى، وشارك فى بطولة الفيلم نجوم كوميديا مثل عبدالفتاج القصرى، وحسن فايق، بالاضافة إلى وجود اثنتين من النجمات الجميلات هما الراقصة جواهر، والممثلة ملكة جمال المعادى كريمة، رغم كل هذا فان البهارات غير جيدة الخلطة هنا، وليس لهذا تفسير سوى أن الفيلم كان فى حاجة بالفعل إلى فطين عبدالوهاب.
تدور أحداث الفيلم فى منتجع سياحى، فندق يحتاج صاحبه إلى مدير ادارى شاطر، وما ان يستلم الموظف الشاب الوظيفة حتى يجد نفسه فى متاعب تكاد تشغله عن العمل لذا ينجح فيه مؤقتا، منها أن ابنة المدير تقع فى غرامه وكل ما تبغيه ان تحصل على اعترافه أنه يحبها، أما زوجة أبيها فهى تحاول استخدام الشاب لاثارة غيرة زوجها، وتتوتر العلاقات، الا أن الشاب لا ينصاع لها، ويأتى ملك الزبالة فى العاصمة ليستغل الأمر ويسعى للزواج من الفتاة فارضا ثروته، خاصة أن أحوال المنتجع تهتز بعد نجاح الزوجة فى طرد المدير من وظيفته.
كما نرى فهذه القصة صالحة تماما للكوميديا العائلية التى كان يجيد كتابتها الابيارى، وكانت المفتاح الاكيد لازدهار السينما الضاحكة فى تلك المرحلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved