الشعب ينتج تاريخه

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 6 أكتوبر 2012 - 8:10 ص بتوقيت القاهرة

كلما شاهدت فيلما سينمائيا يصور ويكشف أسرار إحدى العمليات العسكرية فى الحرب العالمية ــ حتى لو كانت صغيرة ــ أشعر بالغيرة.. وكلما شاهدت كيف يؤرخ العمل السينمائى لبطولات جنود ــ حتى لو كانت ضئيلة ــ أشعر بالمرارة من أن السينما المصرية وصناعها ظلوا عاجزين أمام عمل فيلم كبير وحقيقى عن حرب أكتوبر 73، وعن صناع النصر من الجنود والضباط والقادة والمواطن العادى، وهم رجال شوامخ. وكثيرا ما تساءلت: لماذا استسلم سينمائيونا للعجز وقلة الحيلة أمام تقديم فيلم يسجل أهم لحظة فى تاريخنا المعاصر، وربما تكون لحظة الانتصار الوحيدة.

 

حجة التكلفة الباهظة واهية، فكم تكلفت أفلام المخدرات والمقاولات، وكان يمكن أن يتكاتف أكثر من منتج وراء العمل.. أيضا حجة تدخل النظام السياسى غير مقنعة بالشكل الذى صوره البعض، لأنه لم تكن هناك عزيمة ولا إصرار لدى صناع السينما لإنجاز عمل عن حرب أكتوبر المجيدة.

 

قد تكون هناك محاولات قدمت نهاية السبعينيات، لكنها تبقى «متواضعة» للغاية لا سيما بالنسبة للجيل الحالى الذى لا يجد فيها تقنيات السينما الحديثة التى تربى عليها.. لا عجب أن نجد الشباب ينفرون من تلك الأفلام التى تغزو الفضائيات فى مثل هذا الوقت من كل عام، لكن العجب عدم إدراك صناع السينما لتلك الحقيقة حتى الآن.

 

وإذا كانت مشاهد تلك الأفلام تكاد تكون محفورة فى ذاكرة جيلى الذين طالما اشتاقوا إليها، وانتظروا مشاهدتها كل عام، فمن الأنانية ألا نخاطب أبناء هذا الجيل بلغته السينمائية التى تناسبه حتى يعيش نفس ما عشناه من أحاسيس تجاه تلك اللحظة الخالدة فى تاريخ البلاد.

 

وبعيدا عن الماضى، كم وجدت بادرة أمل فى مبادرة الاكتتاب الشعبى لإنتاج أفلام عن بطولات معاركنا العسكرية، وكم أجد شعارها «الشعب ينتج تاريخه» هدفا قوميا عظيما.. فهل ينجح المواطن الذى يجلس فى مقعد المشاهد فى تحقيق حلم فشل فيه السينمائيون.. أتمنى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved