لاءات الشيخ

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 6 نوفمبر 2010 - 10:51 ص بتوقيت القاهرة

 لا أحد يستطيع منع إذاعة مباراة القمة.. لا نمنع بث الحملات الإعلانية للأحزاب على شاشات القنوات المصرية ولا قيود عليها.. لا أحد يستطيع أن يمنعنا من الإنتاج السينمائى.. لا أحد يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام التليفزيون المصرى.. لا يوجد من يجبرنا عن شىء.

فتليفزيون مصر لا يعرف سياسة لى الذراع.. لا صحة لما نشر حول استقالتى.. لا أحد يجزم بأن برامجنا خارج المنافسة الحقيقية وسط ساحة الفضائيات.. لا يوجد أحد من العاملين بماسبيرو لم يأخذ حقوقه المادية.. لاءات كثيرة أصبحت تتصدر تصريحات أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومن المؤكد أن هذه التصريحات تأتى دائما بعد ما تتفجر على أرض الواقع فقاعات لمشاكل وأزمات تصل لدرجة اليقين، لأن المسئول تعود على ترك الأمور لآخر لحظة حتى تتأزم، وحينئذ لم يكن أمامه سوى تصريح عنفوانى تحت مظلة «لا» و«لن» و«لم».. إلخ، وهذا التصريح دائما ما يعبر عن موقف دفاع عن اتهام أو ما شابه، وإذا نظرنا لمجموعة الأمثلة المتمثلة فى التصريحات سنجد أن الشيخ يحاول أن ينفى شيئا حقيقيا أو يخفف من أزمة على وشك الانفجار، فما الذى جعل مسئولى الأندية الرياضية، وفى مقدمتها الأهلى أن تهدد بنبرة عالية بعدم إذاعة مباراة القمة متحدية تليفزيون الدولة؟.

قطعا لأن هناك حقوقا لم يحصلوا عليها، وقطعا وصلت مفاوضات الموائد المستديرة والمستطيلة إلى طريق مسدود، وبالتالى ظهرت على السطح لغة التهديد والوعيد ليقول الشيخ: لا أحد يجرؤ أن يمنع كاميرات التليفزيون من نقل مباراة تقام على أرض مصر، وربما يكون لديك حق فى ذلك لكن المسألة ليست «عنجهية»، لكنها تحتاج للغة العقل والمنطق والوصول لحلول وإعطاء كل ذى حق حقه فى عصر السماوات المفتوحة حتى لا نفاجأ بأن الخاسر الوحيد هو الجمهور وعشاق الكرة.

أيضا تطفو أزمة صرف المستحقات المتأخرة للعاملين بماسبيرو رغم تأكيد الشيخ على إنهائها وإصراره على أنه «لا» يوجد أحد لم يأخذ حقه، وأقول له إذن وما سر هذا الغضب الشديد الذى يملأ أرجاء ماسبيرو بين العاملين بالإذاعة والتليفزيون؟.. فمعظمهم لم يأخذ حقوقه المادية المتأخرة منذ نحو 5 شهور، ولك أن تعلم يا سيادة الشيخ أن رواتب المذيعين ضئيلة للغاية وأن فلوس التكليفات والبرامج هى التى تحفظ لهم ماء الوجه فى حياة شبه كريمة.. وهؤلاء لا يعرفون إلى من يلجأون، وما يثير حفيظتهم أكثر هو حجم الأموال التى يسمعون عنها كأجور لبعض مقدمى البرامج والمعدين الذين يتم الاستعانة بهم من الخارج، وهم غير مؤهلين تماما والأمثلة عديدة وواضحة وضوح الشمس.

فكلمة «لا» هنا يا سيادة الشيخ فى غير محلها وانزل بنفسك واسأل مذيعى الإذاعة والتليفزيون.. أنظر إليهم واستمع لهم وستجد ما يسرك أو ما لا يسرك!

وفى «لا» جديدة يؤكد الشيخ أنه لا يوجد أحد يجبرنا على شىء وأن تليفزيون مصر لا يعرف سياسة لى الذراع، معك كل الحق فى ذلك، لكن لماذا سمحت للآخرين بأن يفرضوا شروطا عليك ويتوعدون ويهددون؟، كان هذا فى مسألة نقل مباريات كأس العالم من قبل، ومن بعدها شراء حقوق عرض الأفلام المصرية المهاجرة لروتانا وغيرها.. هم فرضوا شروطا وحددوا أموالا ونحن رفضنا.. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟، لم نفكر ولو بشكل مختلف لعودة تراثنا السينمائى، أو حتى كيف سنتعامل مع الأفلام الجديدة، وهو الأمر الذى ربما يحرم شاشات قنواتنا من مجموعة كبيرة من الأفلام المصرية لسنوات.. وكان أمام الشيخ «لا» جديدة بتصريحه: «لا أحد يستطيع أن يمنعنا من الإنتاج السينمائى»، ومن الذى قال له سنمنعك؟، من من مصلحته ألا يخوض التليفزيون المصرى تجربة الإنتاج السينمائى من جديد؟، بالعكس فهذا إقرار سليم تماما، ولكن «الا» أسامة الشيخ هنا تنبع من مخاوف وهواجس بعدم نجاح التجربة، وأنا أميل إلى ذلك، لأن القائمين على ماسبيرو أصبحوا خارج السوق السينمائية.

وما يحدث به من تغيرات، هم يتعاملون مع السوق كونها كائنا ثابتا بمعطيات واحدة، وهى غير ذلك، وأصبحت لعبة الإنتاج والتوزيع تفوق رؤيته وربما يتراجع تفكير التليفزيون فى ذلك مثلما حدث قبل أيام مع الإنتاج الدرامى حينما أعلن الشيخ عن إنتاج التليفزيون مسلسلات نجوم السينما، التى تعد حاليا دون حتى أن يعرف كواليس طبخها وسلقها وموضوعاتها وجودتها، ثم عاد وتراجع وقال الشيخ «لا»، خوفا من دفع أموالا طائلة فى بضاعة مجهولة الشكل والمضمون، واعتقد أن هذه هى «لا» الوحيدة التى أتفق فيها مع الشيخ.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved