مدرسة المتعصبين

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 7 فبراير 2012 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

●● شهادات الألتراس عن جريمة استاد بورسعيد مفزعة، فهناك وقع قتل باحتراف، وتدبير، واستغلال لهياج غوغائى مدفوع بالاحتقان والكراهية، وهذه الجريمة لن تمر مثل غيرها ولا يجب أن تمر مثل غيرها، فلابد من القصاص ومن العقاب.. راجيا أن يتوقف هذا الخلط بين أهل بورسعيد وبين جمهور الكرة الذى كان بالاستاد وقام بعضه بممارسة الجريمة، ففى القاهرة وفى كل محافظة وفى كل دولة من يخرجون على القانون، ويقتلون، لكنهم لا يمارسون القتل على الهواء مباشرة كما حدث فى تلك المباراة.. فى انتظار الحقائق، لابد أيضا أن يعاقب ملعب المصرى، فيمنع اللعب به لمدة خمس سنوات، وإلا متى يكون القصاص، ومتى يكون العقاب، ومتى نطبق القانون، ومتى نخطو خطوة واحدة تكون درسا وعبرة لمدرسة المتعصبين.. هل نسيتم تلك المدرسة؟

 

●● أذكركم بها فى 26 ديسمبر 2010 حذرت من كرة النار بالنص التالى: «دخلنا إلى دوامة خطيرة، وأحذر منها ومن كرة النار التى تهبط من فوق التل، وتحرق وتأكل كل ما فى طريقها.. أحذر من الغضب الجارف، ومن الاحتقان فى أوساط جماهير الأهلى والزمالك.. وأرى وأسمع شبابا من الطرفين يتوعد ويهدد، وهو ما يستوجب التدخل السريع من جانب قيادات الأهلى والزمالك. فالقيادة دور ومسئولية، فالأمر يستحق تحركا سريعا من مجلسى الإدارة فى الناديين، وبيانات واضحة تشجب هذا السباب المتبادل.. الصمت خطر وسلبية تستحق الحساب لو وقع ما يخشاه الجميع».

 

●● وقلت أيضا فى نفس المقال: «نحن بانتظار احتفالية رياضية فى يوم مباراة القمة، إلا أن تلك الاحتفالية يمكن أن يفسدها أيضا إعلام ينهش فى جسد التعصب ويلعب على وتر الانتماء لأحد الناديين دون تقدير لخطورة اللعبة، ولابد أن يحاسب هذا النوع من الإعلام بشدة، فكيف، يمارس إعلامى عمله من مقاعد المتفرجين، ويدفع جماهير الناديين إلى الاختصام.. وهو إعلام غير مسئول، هدفه الوحيد «التسخين» جذبا للجماهير، وهو لا يدرى أن هذا الضوء الذى يحيط به نفسه سوف يحرق الفراشات التى تحوم حوله، وسوف يحرق ساحة الملعب وميدان اللعب، وسيكون هو أيضا أول من يحترق بتلك الحرارة».

 

●● وقلت أيضا فى نفس المقال «اتحاد الكرة موقفه ضعيف، وقراراته ضعيفة فى مواجهة التجاوزات من جانب الأطراف كلها، وهو غير حاسم إزاء التجاوزات التى تقع فى الملاعب، والقانون يجب أن يكون صارما، والعقاب فى جميع الأحوال يجب أن يطول أى لاعب يأتى بإشارات استفزاز للجماهير لأن تلك الإشارات، يمكن أن تشعل المدرجات بالغضب. وسيكون هذا العقاب درسا لكل لاعب ومدرب وإدارى بضرورة حساب انفعالاته وردود أفعاله».

 

●● كان ذلك قبل 13 شهرا من يوم الجريمة السوداء التى وقعت، وكان ذلك ضمن مقالات متعددة وخطاب مستمر بدا مثل الأذان فى مالطا وسط جو صاخب، ومناخ محتقن، وإعلام صارخ، يمارسه مشجعون يجلسون فى مقاعد مدرسة المتعصبين؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved