الحياة بدون قمح!

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 7 مارس 2015 - 12:10 م بتوقيت القاهرة

فى البداية كان القمح. أول ما عرف الإنسان من محصول حينما علمته الطبيعة الزراعة.

زرع وحصد ودرس وطحن حبات القمح ليخرج من النار أول رغيف خبز، فكان أن احتفظ به فى كل مراحل الحضارة من العصرى الحجرى إلى ما نحن فيه من مدنية.

لا يغيب عن مائدته أبدا مهما اختلفت ألوان الطعام وتنوعت. فهل يمكن أن يبدأ الإنسان الآن حقبة جديدة من حياته على الأرض يستغنى فيها تماما عن القمح؟ هل تستمر الحياة بلا قمح؟ إذا كنا لا نملك إجابة عن هذا السؤال فلنا أن نسأل صاحب تلك الفكرة التى ربما لم تخطر على بال أحد فى العالم ألا وهو: ويليام دافس.

ويليام دافس William Davis طبيب استشارى لأمراض القلب ويصف ذاته بأنه «الباحث عن الحقائق فى صحة الإنسان»، منحاز تماما لتلك الفكرة حتى إنه سعى لتأسيس معهد علمى لتدريسها Wheat Belly Lifestyle Jnstitute يدعو فيه إلى تدريس حمية غذائية يغيب عنها القمح نهائيا بل يتطور الأمر لمقاطعة كل الحبوب.

حضر د. ويليام دافس إلى مونتريال هذا الأسبوع ليلقى محاضرة فى جامعة ماكجيل وكنت بين الحاضرين.

تحدث فى ثقة المدرك لحقيقة الأمر «بدأ الأمر بملاحظة فالواقع أنك إذا ما كنت طبيبا فإنه على الأقل ثمانون بالمائة ممن توقع الكشف عليهم إما مصابون بمرض السكر أو فى مرحلة ما قبل الإصابة به. ولأنكم وأنا معكم على علم بأن دقيق القمح الأبيض يرفع منسوب السكر فى الدم بصورة أعلى من أى طعام آخر وأن القمح الكامل أيضا يرفع نسبة السكر وعالٍ فى سعراته الحرارية فقد قررت على سبيل التجربة أن أمنع عن مرضاى القمح تماما فماذا كانت النتيجة؟

استمر د. دافس فى الساعة الأولى يسرد حكايات لشفاء مرضى من التهاب المفاصل ونقصان الوزن والصداع النصفى ومرض سيليك ومتاعب الجهاز الهضمى، لم ينس بالطبع أن يوثق حديثه بالصور ولقطاع الفيديو لهؤلاء المرضى الذين تعافوا وأصبحوا أكثر إقبالا على الحياة.

أضاف د. دافس سببا آخر أهم فى رأيه يجعلنا نسقط القمح من كل حساباتنا الغذائية: أن قمح تلك الأيام يخضع لتجارب الهندسة الوراثية فيما يسمى بمحاصيل فرانكشتين، لذا ليس هو الذى عرفناه فى الخمسينيات إنما هو حصاد شيطانى يصيبنا بالأمراض. إذا أكلناه أصبحنا هدفا للأمراض المناعية ومنها مرض السكر من النوع الثانى والروماتويد والتهاب الأعصاب المتناثر!

للدكتور دافس مجموعة كتب مختلفة تشرح نظريته وتتحدث بالتفصيل عن الهرم الغذائى الذى استحدثه وتغيب فيه الحبوب والقمح لتتسيد الخضراوات والفاكهة وأنواع من اللحوم والأسماك. إلى جانب كتب للطهى تحوى وصفات مختلفة متعددة يصفها بأنها بديعة المذاق سهلة التحضير وتشمل كل أطياف الطعام السلاطة والأطباق الرئيسية والجانبية وأنواع الحلوى كذلك طعام المناسبات والأعياد.

كان سؤالى الوحيد فى النهاية: هل يصلح سيدى هذا طعاما للفقراء؟

الحق أنه كان مهذبا فلم يعلق وإن ابتسم وأهدانى أحد كتبه واشتريت أنا الخمسة الباقية؛ لأعيد دراسة الأمر؛ استعدادا لعرضه عليكم قريبا إن شاء الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved