وثيقة نتنياهو بشرى جيدة للمؤيدين لحل الدولتين

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الثلاثاء 7 مارس 2017 - 11:20 م بتوقيت القاهرة

الوثيقة التى صاغها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجرى الكشف عنها منذ أيام قليلة (فى مقال بعنوان «تراجع نتنياهو« لباراك رابيد)، هى بمثابة أخبار جيدة للإسرائيليين المؤمنين بحل الدولتين. والهدف من الوثيقة كان إتاحة الفرصة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل كجزء من عملية تحريك اتفاق سلام إقليمى. وتظهر الوثيقة أن نتنياهو يؤيد حلا سياسيا يتضمن حلا إقليميا متفقا عليه يشمل اعترافا بمراكز سكانية، أى مستوطنات قائمة، ويعترف بالشعب الفلسطينى وبحقه فى تقرير مصيره، ويدرك أن على إسرائيل كبح تمدد المشروع الاستيطانى. كما يمكننا أن نعرف من الوثيقة أن نتنياهو ينظر بإيجابية إلى الروحية العامة التى اشتملت عليها مبادرة السلام العربية.

يكشف البيان الذى صاغه نتنياهو حقيقة أنه تفصل بين رئيس الحكومة وشريكه الأساسى «البيت اليهودى» الذى يؤيد ضم المناطق المحتلة، هوة أيديولوجية يستغلها أعضاء «البيت اليهودى» لشن حملة عامة كاذبة مفادها أن الإجماع الإسرائيلى تخلى عن رؤيا الدولتين وتبنى بدلا من ذلك أحلام الضم ورؤيا دولة واحدة ذات نظامين قضائيين منفصلين.

فى السنوات الأخيرة نشأت فى إسرائيل ثقافة سياسية سقيمة تقول إنه يتعين على الأحزاب أن تكذب بشأن مواقفها السياسية الحقيقية، أو على الأقل تبعث قدر الممكن رسائل غامضة بشأن استعداد هذه الأحزاب لحل إقليمى يتضمن الاستعداد لانسحاب من مناطق فى الضفة الغربية. وتستخدم ذكرى الاغتيال السياسى لرئيس الحكومة «إسحاق رابين» كردع فعال موجه إلى كل من يفكر بتحدى هذه النظرية. ويبدو أن الشراكة بين الليكود و«البيت اليهودى» تستند إلى مثل هذا النوع من الكذب. ونتج عن ذلك دينامية مدمرة: يقوم حزب المستوطنين بجر الحكومة نحو اليمين، ويجد الحزب الحاكم نفسه مضطرا لأن يؤكد من خلال قوانين وتصريحات أنه أكثر يمينية وأكثر تطرفا وأكثر اندفاعا وحتى أكثر عنصرية. ومعنى ذلك أن حزبا له تسعة مقاعد فقط فى الكنيست «حزب البيت اليهودى» ويمثل جمهورا يعيش أكثره أو كله فى المناطق المحتلة الواقعة خارج سيادة دولة إسرائيل، يفرض توجها تاريخيا تراجيديا يتلاءم مع توجهاته التى تتعارض مع توجهات عموم الجمهور الذى يعيش فى دولة إسرائيل المستقلة.

من المحتمل أن نتنياهو أعد الوثيقة كجزء من المماطلة حتى نهاية فترة ولاية إدارة أوباما، أو لأنه بدأ يتخوف الانعكاسات السياسية لعملية سياسية جذرية إلى هذا الحد. لكن إذا لم يكن هذا هو الوضع، والوثيقة تكشف موقفه، فليتفضل رئيس الحكومة ويوضح للجمهور أنه يؤيد رؤيا الدولتين، وأنه مستعد لتسوية إقليمية فى إطار التطبيع ومد يد السلام نحو جيراننا. وباليد نفسها يمكن أيضا التلويح بتحية وداع لحزب المستوطنين.

افتتاحية هاآرتس

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved