داعش سيناء.. العداء والحرب للجميع (دراسة)

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: الأحد 7 مايو 2017 - 1:55 م بتوقيت القاهرة

- داعش يكفر الجميع من الحكومة إلى الجماعات الإسلامية بكل أطيافها

- الدواعش أقاموا 3 معسكرات تحت سمع وبصر الجميع فى رفح والشيخ زويد بعد ثورة 25 يناير حتى 2014

- بعد تولى السيسى الرئاسة تبلورت إرادة سياسية حقيقية لإنهاء أسطورة داعش فى مصر

- تطوير التنسيق بين الشرطة والجيش فى سيناء فى عام 2014 قلب الموازين لصالح الدولة فى المعركة ضد داعش

- نظرية «الانطلاق من بيشاور» حكمت تحركات التنظيم الإرهابى للسيطرة على سيناء

- التنظيم الإرهابى يستخدم شبكات الهاتف المحمول الإسرائيلية لتنفيذ عملياته فى سيناء

- قطع الاتصالات الهاتفية فى مناطق نشاط التنظيم أفشل عشرات التفجيرات الإرهابية

- عملية الشيخ زويد فى يوليو 2015 كانت بداية النهاية للتنظيم بسبب خسائره الفادحة فيها

- الإرهابيون طوروا تقنية حقن المتفجرات تحت الطرق وتفجيرها عن بعد بمساعدة ضباط عراقيين وسوريين سابقين وعناصر غزاوية
• تنظيم أنصار بيت المقدس الذى كان يتبع القاعدة قديما، وانضوى تحت لواء داعش باسم «داعش ولاية سيناء» هو أخطر تنظيم إرهابى فى تاريخ مصر الحديث، فقد أوقعت تفجيراته وعملياته الإرهابية مئات القتلى وآلاف الجرحى فى صفوف الجيش والشرطة المصرية وكذلك الأهالى والمدنيين والمسيحيين والسياحة، لم يترك شيئا إلا واستهدفه، كما أنه تسبب فى تفجير أكبر عدد من المبانى المهمة للدولة ومؤسساتها السيادية فضلا عن الكنائس والقبائل السيناوية.

وقد ألقيت الضوء فى مقال سابق على بدايات تكوينه فى عهد مبارك وتفجيراته الثلاثة فى وقت متزامن فى طابا ونوبيع ودهب وأتبعها بعام وأكثر أخطر تفجير فى تاريخ مصر وهو تفجير شرم الشيخ.

اقرأ أيضا:

• أخطر ما فى التنظيم أن المساحة الجغرافية التى قام فيها بعملياته بدأت بشمال سيناء فى عهد مبارك ثم توقفت ثم عادت فى مثلث رفح الشيخ زويد العريش بعد ثورة 25 يناير، ثم أضحت واسعة جدا بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى حيث امتدت من شمال سيناء إلى القاهرة الكبرى وأخطرها تفجير مديرية أمن القاهرة ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، ثم اتجهت شمالا إلى الدلتا، ثم أقصى الغرب إلى الفرافرة فى عمق محافظة الوادى الجديد ثم اتجهت جنوبا إلى مدينة الأقصر حيث المحاولة الفاشلة لاقتحام معبدالدير البحرى والتى لو نجحت لكانت الكارثة ثم استطاعت الدولة المصرية هزيمة التنظيم فى القاهرة والدلتا والفرافرة والحدود الغربية، وحصرت عملياته فى نفس المثلث السابق له العريش ــ الشيخ زويد ــ رفح، وهناك كبدته خسائر فادحة فلم يجد بدا سوى الهروب من هذا الحصار الخانق فى سيناء فكون ما يسمى بفرع داعش فى الصعيد الذى أعتقد أنه فشل فى أولى عملياته وهى اقتحام الدير البحرى بالأقصر فكمن كمونا كبيرا لأكثر من عام ثم فاجأ الجميع بعملية الكنيسة البطرسية التى نفذها شاب من الفيوم ثم عمليتى تفجير فى كنيستى طنطا والإسكندرية، وبذلك عاد مرة أخرى عبر فرعه فى الصعيد للوصول للقاهرة والدلتا.
القوات المسلحة تبدا حملة موسعة لتمشيط ومداهمة عدة مناطق بشمال ووسط سيناء‎


• أغرب ما فى هذا التنظيم الإرهابى أنه لم يتوافق أو يحب أو يسالم أى حاكم منذ بدايته وحتى الآن، ولم يوقف عملياته الإرهابية فى أى عصر، فقد قام بالتفجيرات الشهيرة الأربعة «طابا، نوبيع، دهب، شرم الشيخ» فى عهد مبارك.

• فى عهد المجلس العسكرى فبعد نجاح ثورة يناير مباشرة قام التنظيم بتفجير خطوط الغاز التى تمر بشمال سيناء قرابة 12 مرة، كما قام التنظيم بالهجوم على عدة كمائن شرطة وهاجم إدارة الأمن بالعريش عدة مرات، وقسم ثالث العريش وفجر قطاع الأمن المركزى بحى الأحراش برفح بقذائف R.B.J، فضلا، عن خطف بعض الضباط والجنود والأمناء، ورفع العلم على قسم أول العريش بعد احتلاله عقب الانفلات الأمنى الكامل فى سيناء بعد ثورة يناير.

• الأغرب من ذلك أن التنظيم كان يكفر د. مرسى حقيقة ويبطن ذلك بين كل عارفيه دون التصريح به فى وسائل الإعلام، وقد قام بمذبحة خطيرة فى عهده هى «مذبحة رفح الأولى» والتى قام فيها بقتل 16 جنديا وضابطا فى لحظة إفطار المغرب دون مراعاة لأى مشاعر دينية أو إنسانية فى هذه اللحظة الدينية الدقيقة بعد صيام طويل، كما فجر بعض خطوط الغاز فى بداية عهد د. مرسى.

• وهذا يبين أن التنظيم الإرهابى كان يكفر الجنود حتى فى عهد مرسى ويستحل دماءهم، وأنه كان ينوى التمدد حتى يستولى على سيناء كلها ويطلق عليها «إمارة سيناء» تطبيقا لنظرية «الانطلاق من بيشاور» فى عهد ضياء الحق، وتجربة بيشاور تمثل بصمة للقاعدة تريد أن تكررها فى كل مكان وتستصحبها فى كل مكان بطريقة غبية وساذجة دون نظر لاختلاف الزمان والمكان وكل شىء.

• التنظيم لا يقبل حتى الآخر الإسلامى فضلا عن غيره، فهو يكفر الجميع بلا استثناء بداية من الإخوان وانتهاء بكل الحركات الإسلامية الأخرى سواء سلفية أو غير سلفية، وإن كانت عداوته الكبرى للحكومة وتيار حزب النور حيث قام التنظيم باغتيال أمين عام حزب النور فى العريش.

• فى عهد الرئيس المؤقت عدلى منصور قام التنظيم بمذبحة مروعة بعد عزل د. مرسى بأسبوعين فقط فقد هجم على حافلة تقل عمالا مدنيين يعملون فى «شركة أسمنت العريش» فقتل 5 عمال وجرح ما لا يقل عن 15 آخرين دون ذنب لهؤلاء العمال أو جريرة، فهؤلاء لا شأن لهم بأحوال السياسة والحكم من قريب أو بعيد، وبعضهم قد لا يعرف اسم الرئيس أو رئيس الوزراء فى مصر.

• فى عهد الرئيس عدلى منصور أيضا تمت أكبر مذبحة للجنود المصريين بعد مذبحة رفح الأولى وهذه المذبحة كان فيها غدر كبير ووحشية فظيعة، حيث قام التنظيم بعمل كمين وهمى مسلح لأتوبيسين من جنود الشرطة الذين أنهوا خدمتهم ويلبسون الزى المدنى وغير مسلحين وعائدين إلى أسرهم بعد استكمال تسليم مهامهم العسكرية ولم تكن هناك أية حراسة للحافلتين ما سهل اصطيادهما.

• وقد رصد استطلاع التنظيم مثل هذه الأتوبيسات التى تقل الجنود وهم بالزى المدنى، فأوقفوا الأتوبيسين ثم قاموا بتقييد الجنود وقتلهم بعد أسرهم دون أى اعتبار لأى قيم دينية أو وطنية أو حتى الأعراف أو القوانين الدولية التى تحظر قتل الأسرى.

• ولكن هؤلاء لا قيم ولا أخلاق ولا دين ولا شريعة ولا قوانين لهم، فهم أجلاف غلاظ يقيدون أفرادا، أصبحوا بعد تركهم للعسكرية فى حكم المدنيين ثم يأسرونهم ويقتلونهم بدم بارد.

• وقد كانت هذه المذبحة أفظع المذابح التى تمت بعد مذبحة رفح الأولى، وكلا المذبحتين كان فيها تذفيف على الجرحى، فقد قاموا بقتل الجرحى الذين أصيبوا من إطلاق الرصاص الأول فى المذبحتين، ويعتبر العدد الذى قتل صبرا فى مذبحة رفح الثانية هو أكبر عدد يقتل من جنود الشرطة أو الجيش فى عمليات التنظيم.

• وقد وجهت مذبحة رفح الثانية الأنظار بشدة إلى أن أى أتوبيسات أو سيارات تحمل جنودا، أو ضباط ذاهبين أو عائدين من وحداتهم لإجازاتهم أو بعد انقضاء إجازاتهم يجب تأمينهم بقوة مدرعة ذات جاهزية عالية، وكأنهم لا يعبرون أراضى بلادهم، ولكنهم يعبرون أرض الأعداء، ويمرون بكمائن الأعداء، ويتعرضون لألغام الأعداء.

• بل فرضت هذه العملية على أى ضابط فى سيناء فى هذه الفترة العصيبة من 2014 إلى 2015 ألا يخرج من وحدته وألا يسير فى الشارع وحده، وخاصة إذا كان مرتديا الزى العسكرى أو معروفا بين الناس هناك.

• فقد كان هناك ضابط برتبة ملازم حديث التخرج جاء تعيينه فى سيناء ولم يكن يدرى بما يحدث جيدا فى سيناء، فقد دخل الضابط بزيه الرسمى إحدى صيدليات العريش لشراء دواء له، فإذا بعناصر استطلاع التنظيم ترشد سريعا وتليفونيا عن الضابط فيأتى قناص بمسدس كاتم للصوت ويقتله غيلة من خلفه.

• وقد سبق هذه العملية إطلاق الرصاص على العميد سليم سعد الجمال مفتش الأمن العام بشمال سيناء بعد مهاجمة سيارته التى نصب لها التنظيم كمينا محكما عند منطقة المزارع بالطريق الدائرى فى نوفمبر 2013، فضلا عن عشرات العمليات المماثلة، فضلا عن مهاجمة كل السيارات التى تحمل أموالا للبنوك أو البريد للاستيلاء عليها.

• وكل ذلك وغيره فرض بالأمر الواقع قبل الأوامر العسكرية ألا يسير ضابط أو أفراد شرطة فى سيارة خاصة، ولا يسير ضابط أو أفراد شرطة أو جيش إلا فى سيارات عسكرية تحميها مدرعات من الأمام والخلف.

• ومع تطور عمليات التنظيم وتطوير نفسه استطاع زرع المتفجرات والألغام فى الطريق واصطياد العربات المدرعة للجيش والشرطة، وهذا استلزم تطويرا آخر من الشرطة والجيش بمسح الطريق قبل مرور «القولات العسكرية» بكاسحات الألغام، وفحص الطريق قبل المرور عليه بكل أدوات كشف الألغام بداية من الكلاب البوليسية وحتى سائر الأجهزة الأخرى الحديثة.

• ولم يتوقف التنظيم عند هذه النقطة فقد استطاع نقل خبرات زرع العبوات الناسفة بالطرق الحديثة وعن طريق أنابيب تحت الطريق وليس إلى جواره أو بالحفر وسطه لأنها اكتشفت وأصبحت مكشوفة ومعروفة.

• وتقنية الحقن أسفل الطريق بالمتفجرات اكتسبها التنظيم من تدريبه الراقى على يد بعض الغزاويين والضباط العراقيين والسوريين السابقين الذين دربوا المجموعات الإسلامية المسلحة فى سوريا والعراق والتى عادت إلى سيناء مدربة تدريبا عسكريا عاليا مع وجود ضباط مصريين متقاعدين بينهم استطاع التنظيم أن يجذبهم إليه بعد فترة الانفلات الأمنى بمصر بعد ثورة 25 يناير وبعد حالة الحيرة السياسية الفريدة التى انتابت مصر وحالة الصراع السياسى الحادة التى لم تشهدها مصر من قبل.

• وأسلوب حقن الطريق بأنابيب المتفجرات تتم بالحفر تحت الطريق ووضع أنبوب خاص بطريقة خاصة، ويحقن هذا الأنبوب بالمتفجرات ويفجر عن بعد بطرق حديثة.

• وقد استلزم هذا الأمر قطع الجيش والشرطة لشبكات الاتصالات فى مناطق عمليات التنظيم فى الأوقات الحرجة لحرمان التنظيم من «آلية التفجير عن بعد» وكذلك منعه من التواصل بين قياداته وأفراده، وهذا التكتيك أفشل عشرات التفجيرات الداعشية وحمى مئات الأرواح.

• ولكن التنظيم ترك شبكة «المحمول المصرية» واستخدم شبكة المحمول الإسرائيلية ومازال يستخدمها حتى اليوم.

• ولذلك تجد أجهزة الأمن المصرية المختلفة صعوبات فى التحرك عبر الطرق فى سيناء لأن تحركها يحتاج لتجهيزات لوجيستية وعسكرية معقدة لتأمين تحرك القوات.

• وقد خسرت الشرطة والجيش أعدادا كبيرة من ضباطها وأفرادها فى أعوام ما بعد الثورة وحتى عام 2014 حيث كان التنسيق بين الشرطة والجيش المصرى معدوما بعد الثورة، وكانت الشرطة المصرية فى حالة انهيار جزئى فى مصر كلها، وفى حالة انهيار كامل فى شمال سيناء.

• وكان التنظيم وأتباعه هم الفاعل الأول والرئيسى والحقيقى فى شمال سيناء فى هذه الأعوام، وكانت لهم معسكرات ثلاثة فى منطقة رفح والشيخ زويد تحت سمع وبصر الجميع.

• وحينما توحد الجيش مع الشرطة أواخر عام 2014 وتلقت الشرطة المصرية قبلة الحياة من جديد، بدأت الخسائر تقل وبدأت الإستراتيجية لمواجهة التنظيم تتضح وتتبلور وتترسخ، والمعلومات تزداد وتزداد وبعض قيادات التنظيم تسقط، حيث كانت أجهزة الدولة كلها تجهل حقيقة الدماء الجديدة والوجوه الجديدة قيادة وأفرادا والتى تم ضخها فى عروق وشرايين التنظيم بعد ثورة يناير.

• وكان كل يوم فى سيناء يشهد مقتل ضابط أو جندى من الشرطة بداية من الثورة وحتى نهاية 2014، وكان التنظيم يصطادهم بسهولة ودون عناء لأنه لم تكن هناك لا إرادة سياسية ولا إستراتيجية محددة لمواجهة التنظيم ولا تعاون بين الجيش والشرطة ولا أى شىء، كانت هناك فوضى كاملة يسرح فيها التنظيم ويمرح دون مواجهة حقيقية.

• ونعود الآن إلى استكمال عمليات التنظيم فى عهد عدلى منصور، ففى سبتمبر 2013 استهدف التنظيم مبنى المخابرات الحربية فى رفح بسيارة متفجرة، وكانت هذه أول مرة فى تاريخ مصر الحديث تقوم مجموعة محسوبة على التيار الإسلامى ــ حتى لو كان ذلك زورا وبهتانا ــ بالهجوم على مقرات المخابرات الحربية لأن الحركة الإسلامية لم تكن لها أية خصومة سابقة مع الجيش عامة وبالمخابرات على وجه الخصوص، لأنها مرتبطة فى ذهن الجميع بحماية الجيش والوطن ضد الأعداء والخصوم الخارجين، وكان لها أدوار بطولية رائعة فى كل حروب مصر مع إسرائيل.

• وباستعداء التنظيم للمخابرات الحربية أضاف خصما جديدا وعنيدا فى مواجهة هذا التنظيم التكفيرى.

• وبعد أن تولى الرئيس السيسى حكم مصر زادت وتيرة عمليات التنظيم من جهة وبدأت المواجهة الحقيقية للتنظيم من جهة أخرى، وأصبحت هناك إرادة سياسية قوية لإنهاء أسطورة هذا التنظيم.

• فبعد تولى الرئيس السيسى بفترة بسيطة وفى 28 يونيه 2014 قام التنظيم بمذبحة رفح الثالثة فى «منطقة سيدروت» على الحدود المصرية الإسرائيلية وأسفرت المذبحة عن قتل 4 جنود مصريين من الأمن المركزى، وكان ذلك فى أول ليالى شهر رمضان الكريم.

• وقد سار التنظيم على طريقته المعتادة فى عدم اعتداده بالمشاعر الدينية أو الوطنية، بل واستغلال هذه المناسبات بما فيها من تراخٍ أو انشغال وخاصة فى المواسم والأعياد الدينية لاغتيال الجنود المصريين.

• وفى 24 أكتوبر تمت أكبر عملية للتنظيم فى سيناء وهى عملية «كرم القواديس» وهى أكثر العمليات دموية حيث قتل فيها التنظيم 33 جنديا وضابطا من الجيش والشرطة فى هجومين منفصلين متزامنين بتطبيق تكتيك «سمكة الصحراء» كالذى يخرج من صحراء لم يكن يراه فيها أحد فجأة، وفى أوقات متزامنة واستخدام تكتيكات جديدة، وكان معظم القتلى فى منطقة الشيخ زويد التى نشأ فيها معظم أفراد التنظيم ويعرفونها جيدا ويجيدون الإخفاء والتمويه والتخفى والاشتباك والهرب.

• وفى مساء الخميس 29 يناير 2015 وفى وقت مباراة الأهلى الزمالك وهو الوقت الذى تنشغل فيه مصر كلها بالمباراة قام التنظيم باستخدام سيارات نقل المياه التى يسمح لها بالعبور فى أوقات حظر التجول فى سيناء والتى كانت تبدأ بعد السادسة مساء، وملأوا هذه السيارات بالمتفجرات كما موهوا بعض السيارات لتكون أشبه بالسيارات العسكرية حيث استخدموا هذا التكتيك عدة مرات وقاموا بشن عمليات تفجيرات متزامنة على مقر الكتيبة 101 فى ضواحى العريش مع استخدام كثيف لمدافع الهاون، ولولا تدخل طائرات الأباتشى وقوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب لتعقد الموقف أكثر، ولما استطاعت الدولة اللحاق بهؤلاء وهزيمتهم.

• وقد دعا الرئيس السيسى بعدها مجلس الدفاع الوطنى لاتخاذ ما يلزم نحو هذه التطورات الخطيرة، وقال المحللون وقتها: إنه اتخذ قرارات إستراتيجية حاسمة وكثيرة أهمها تفريغ المنطقة الحدودية وهدم كل المبانى المتاخمة للحدود فى منطقة رفح وبناء مدينة رفح الجديدة ونقل السكان إليها بعد تعويضهم تعويضا عادلا وسريعا وهدم بقية الأنفاق، وتعقب مجموعات التنظيم وتكوين قيادة متخصصة لمحاربة الإرهاب فى سيناء تأخذ كل الصلاحيات والإمكانيات المادية والعسكرية والإدارية لإنهاء التنظيم واجتثاثه بقيادة اللواء أسامة عسكر.

• ورغم أن التنظيم قام بعملية كبيرة أخرى بعد كرم القواديس وهى عملية الشيخ زويد فى يوليو 2015 حيث حاول فيها رفع علم داعش على المدينة إلا أن هذه العملية فشلت وكلفت التنظيم أكثر من 300 مقاتل من مقاتليه، وهذه الخسارة أحدثت شرخا هائلا فى التنظيم الذى شهد لأول مرة انشقاقات وتمردات عقب هذه الخسارة الجسيمة، ويعتقد الكثير من المحللين أن هذه الخسارة هى بداية النهاية لتنظيم أنصار بيت المقدس وأن طائرات الأباتشى سوف تلعب الدور الحاسم فى ملاحقة التنظيم وتدميره فى الفترة المقبلة.

• ولما لم يجد التنظيم فائدة من عملياته الكبرى فى سيناء ضد الأهداف الصلبة الجيش والشرطة نقل عملياته مرة أخرى إلى الأهداف الرخوة فى قلب مصر فاستهدف الكنائس الثلاث، وكما كرر بصمته فى كل مرة فى عملياته الكبرى فى سيناء يريد تكرار البصمة مع الكنائس.

• هذا أول تنظيم فى التاريخ يحارب الجميع فى وقت واحد، ويكفرهم أيضا بالجملة، ولا يفرق بين أحد من خصومه من أى ناحية، ولا يضع لنفسه أى أهداف تكتيكية أو إستراتيجية معلنة ولا يعلن هدفا أو مطلبا لأى عملية، وحارب كل الحكام بلا استثناء، وهو التنظيم الذى فاق القاعدة تكفيرا وتفجيرا وحمقا، إنه سوبر تكفير وتفجير حقا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved