الاختيار.. الشوربجى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 7 يونيو 2022 - 7:55 م بتوقيت القاهرة

** الحياة اختيار، والاختيار قد يكون حقا مشروعا فى حالات، وكل إنسان يتحمل نتيجة اختياراته. قد يرى محمد الشوربجى بطل الإسكواش المصرى أن اللعب باسم إنجلترا فى المنتخب الإنجليزى اختيارا صحيحا ومهما فى حياته، ولكن ليس من حقه الادعاء بأنه يدين بالفضل لمن ساندوه من الإنجليز، فقد قال المصنف الثالث عالميا فى اللعبة وبطل العالم فى 2017: «أنا متحمس وأريد أن أقدم ما بوسعى للبلد الذى دعمنى لسنوات عديدة.. لقد ساعدنى الاسكواش الإنجليزى كثيرا وعندما أتيحت لى الفرصة لتمثيل إنجلترا، شعرت بالحماس لأننى أستطيع رد الجميل لأننى أشعر أنى مدين لإنجلترا».

** الشوربجى نسى أنه تعلم الإسكواش فى نادى سموحة بمصر، وصقلت موهبة ونمت فى مصر تحت إشراف مدربين مصريين، وسط مجموعة من أفضل لاعبى العالم فى الإسكواش، وأنه احترف وهو فى مصر، وأصبح بطلا عالميا فى مصر، وأنه جنى المال فى مصر، وأنه تلقى عروضا مادية كبيرة وكان من شروطها أن يلعب بطولات المنتخب، وهناك مخاطبات رسمية من الاتحاد موجهة إليه، لكنه رفض، خاصة أنه يخطط للحياة فى بريطانيا التى يعيش بها منذ قرابة 15 عاما.

** محمد الشوربجى لاعب موهوب ومحترف، ومن أفضل لاعبى العالم، لكن هو اختار انجلترا بينما لم يقع اختيار عمرو شبانة «ميسى الإسكواش فى مصر والعالم وأحرف من مارس اللعبة» على تمثيل كندا أو أمريكا، ولم يذهب على فرج بطل العالم والمصنف الأول، الذى درس فى هارفارد، إلى الجنسية الأمريكية أو غيرها. وعلى فرج صاحب أبلغ درس ورسالة عن فلسطين والسياسة وعلاقتها بالرياضة فى قلب لندن، وصفق له الجمهور الإنجليزى احتراما وتقديرا لمنطقه، حين طلب منه شجب غزو روسيا لأوكرانيا. وقال يومها: «اليوم تريدون منى الحديث فى السياسة وكنتم ترفضون ذلك كمبدأ، بينما يتعرض الفلسطينيون للكثير من الاعتداءات فى ظل الاحتلال منذ 70 عاما ولم تروا ذلك».
** وكذلك يعلم محمد الشوربجى أن جامعات أمريكية وبريطانية وعالمية أخرى حاولت استقطاب 6 من أفضل ناشئى الإسكواش فى مصر والعالم للفوز بمنح دراسية ثم منحهم الجنسية، وبمتابعة من وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحى والتنسيق مع اتحاد الإسكواش، تم ترتيب منح دراسية للأبطال فى أفضل الجامعات المصرية لحمايتهم من إغراءات الجامعات الأجنبية.

** الحياة اختيار. ولن أسرد أسباب «اختيارك الحقيقية» للجنسية البريطانية. لكن ليس عدلا أن تصف الإنجليز بأنهم ساندوك بينما ساندتك مصر على كل المستويات وأعلى المستويات، ولعلك تعلم أن تكريم الدولة المصرية ممثلة فى قيادتها السياسية للاعبى الإسكواش الأبطال لا يتوقف، وأن رامى عاشور الفائز ببطولة إنجلترا عام 2013 كان يجلس فوق المنصة ضمن نخبة مختارة من أبطال وبطلات مصر فى الرياضة أثناء الحملة الانتخابية للرئيس.. وكان ذلك يعكس توجها للمرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى، وكيف ينظر إلى الرياضة وإلى أبطالها.

** محمد الشوربجى أنت حر فى اختياراتك مثل غيرك، لكن يبقى أن عليك أن تتذكر أن مصر هى عاصمة الإسكواش فى العالم وقلب اللعبة. وأن شعبيتها عادت منذ التسعينيات عندما نظمت جريدة الأهرام العريقة بطولة عالمية تحت سفح أهرامات الجيزة، بفكرة من الزميل الراحل إبراهيم حجازى، وأن المكان كان بطلا عند الإنجليز وعند العالم، وأنه من يومها ارتفعت شعبية الإسكواش، وأصبحت مصر سيدة اللعبة فى العالم. . تذكر ذلك، وتذكر ما كتبته صحف إنجلترا ومنها الجارديان وصحف أمريكا ومنها نيويورك تايمز عن شفرة الإسكواش المصرية!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved