الرضاعة الصناعية.. تحت إشراف الإمام الأكبر

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 7 يوليه 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

من كان العلم منهاجه لا يلجأ على الإطلاق للمبالغة أو التهويل بل دائما إلى الحقيقة المجردة. ولأننى ممن لا يحيدون عن المنهج العلمى فى كل يعن لهم من أمور أو يواجهون من مشكلات أعترف أننى اليوم قد بالغت فى اختيار عنوان لمقالى لكن عذرى أن مساحة الدهشة التى سيطرت على تفكيرى وأنا أطالع الإعلان الذى نشره بيت الزكاة والصدقات المصرى والذى يتبع مباشرة الإمام الأكبر قد استولت على ذهنى فتوقف عن التفكير كمن أصابته صاعقة.

الإعلان يحث الناس على الإسراع بصدقاتهم إلى بيت الزكاة والصدقات المصرى الذى يتبنى مشروع معاونة الأمهات المصريات على إطعام أطفالهن وتغذيتهم.. تتصدر الإعلان صورة أم مصرية الملامح ولا تغيب عنها ملامح رقة الحال والأحوال على ذراعها طفل لا يتجاوز عمره أشهرا قليلة تحتضن علبة من اللبن الصناعى فى فرحة بادية وهى تضم الطفل والعلبة.

حينما اتصلت بى صديقتى أ.د جيهان فؤاد فى حالة من الانزعاج الشديد هاتفة: شفتى الإعلان الكارثة؟ لم يفاجئنى السؤال فهى إلى جانب كونها أستاذة بمعهد التغذية هى أيضا استشارى دولى للرضاعة الطبيعية ولها جهد واضح فى مجال الدعوة للرضاعة الطبيعية السبيل الوحيد لتغذية الطفل منذ مولده فى كل حضارات العالم وأجناس البشرية: الأبيض والأسود والأصفر وما بينهم جميعا.

احترامى الكامل للإمام الأكبر ولصحبه من اللجنة المشرفة على أعمال بيت الزكاة والصدقات المصرى ومنهم أسماء لها تاريخ وأدوار فى العمل العام بل وإدارة شئون الدولة. اللجنة تضم على سبيل المثال الدكتورة فايزة أبوالنجا والدكتور فاروق العقدة والدكتور محمد مختار جمعة والدكتور شوقى علام ورجل الأعمال منصور عامر.

فضيلة الإمام الأكبر وصحبه الكرام: هل مر عليكم هذا الإعلام فأجزتم أن يعبر عن الهدف من تلك الدعوة التى تدعون الأمهات إليها وأن يعبر عن الهدف من تلك الدعوة التى تدعون الأمهات إليها وأن تدعوا الناس للتبرع لها ودعمها بإيتاء الصدقات والزكاة؟ اسأل سؤالى فى حذر وعلى وجل فحتى لو جاءت الإجابة لتعلن أنكم تتركون مادة الإعلانات لصانعيها ومخرجيها دون مراجعة لأفكارها فهى إجابة غير مقبولة تستوجب المراجعة وتصحيح الخطأ.

مولانا الإمام الأكبر: لقد تدخلتم لإيقاف إعلان سابق للفنانة دلال عبدالعزيز تحت زعم أنه يسىء إلى صورة المصريين الذين يلجأون للنيل للشرب وغسيل الملابس والصرف الصحى فى آن واحد. إعلان رغم قسوة تفاصيله لكنه انغرس فى نسيج مخى يدعونى ويدفعنى إلى اللحاق ممن استفزهم للمساهمة فى دفع الأذى عن إخوة لنا يعيشون تحت وطأة تلك الظروف غير الآدمية.

مولانا الإمام الأكبر: أرى أن من واجب بيت الزكاة والصدقات المصرى الذى تتولون الإشراف على نشاطاته أن يدعم الأم المصرية بكل الصور التى تمكنها من الرضاعة الطبيعية حماية للأطفال من التأخر العقلى ومشكلات النمو السليم والأنيميا وسوء التغذية والهزال وضعف المناعة التى تمهد للإصابة بكل الأمراض بلا استثناء.

كنا يا سيدى نذكر جيدا أن أهل محمد عليه الصلاة والسلام أودعوه رعاية السيد حليمة لترضعه لبنها وحنانها فلم يبحثوا عن حل بديل فلا بديل للبن الأم ولا الرضاعة الطبيعية.

أدفع سيدى صدقاتى وكل زكاتى وأكثر عن طيب خاطر لدعم الرضاعة الطبيعية وأذكر بكل الحب والامتنان من أرضعت رسول الله لبنًا خالصا مزاجه الرحمة والود والحنان الصافى فجاء مثلا ساطعا للعقل والحكمة وكل الإنسانية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved