حملة «الشروق» تحقق أهدافها بنجاح.. أقيلوا من يدمر الجامعات

خالد أبو بكر
خالد أبو بكر

آخر تحديث: الإثنين 7 سبتمبر 2015 - 6:00 ص بتوقيت القاهرة

على مدى 3 أسابيع و«الشروق» تقود حملة شرسة لمكافحة إفساد وتدمير الجامعات المصرية، بدأت فى مرحلتها الأولى بالعمل بكل قوة وحزم على محاولة إنقاذ كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية درة تاج جامعة القاهرة، من ذلك القرار المجنون لـ«المجلس الأعلى للجامعات»، الذى حرم أبناء الصعيد من دخولهما، وبعض أبناء الدلتا فى حالة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بحجة «التوزيع الإقليمى».

وحققت «الشروق» مهمتها المباشرة فى هذه المرحلة من حملة «كليتا الإعلام والاقتصاد لكل المصريين» بنجاح ساحق، والمتمثلة فى تنبيه الرأى العام لخطورة هذه الجريمة، التى ارتكبها هذا المجلس ليس فقط فى حق هاتين الكليتين المرموقتين الحاضنتين لشباب مصر من كل المحافظات ومختلف ربوع الوطن العربى وأفريقيا، بل فى حق الشعب المصرى بأسره، عبر تمييز واضح لسكان القاهرة عن غيرهم، بأن خصهم بالدراسة فى هاتين الكليتين، لاعتبارات طبقية بغيضة دعت المجلس القومى لحقوق الإنسان لاستنكارها بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان.

وحققت «الشروق» المهمة التالية من هذه الحملة بفضح وتعرية تلك الكيانات الجديدة التى سماها «الأعلى للجامعات» كليات للإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، دون مبان وتجهيزات تصلح لأن تكون مدارس ثانوية، أو دون أساتذة ومعاونين أصحاب تاريخ أكاديمى معروف، إذا وجدت المبانى!

أمام تحجر هذا المجلس وصمم آذانه عن صرخات كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين فى مصر الداعية لترك كليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية لكل المصريين، تأكدت «الشروق» أن هذا المجلس بتشكيله الحالى، الذى يضم وزراء التعليم العالى والتربية والتعليم والدولة للبحث العلمى و23 رئيس جامعة، لا يصلح لإحداث تلك النقلة النوعية التى يتطلع إليها الوطن فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، على صعيد تخريج شباب مؤهل لتبوء مواقع العمل والإنتاج، أو على صعيد تحقيق العدالة بين أبنائه فى فرص متساوية ومتكافئة فى التعليم، فقررت تطوير الهجوم عليه وعزله وتطويقه وكشف ممارساته المنحازة أمام الرأى العام، التى تنم عن أن من يديرونه لم يطبقوا شيئا مما يليق بموضوعية وحياد ونزاهة العلماء.

وجاء انفراد «الشروق» بتلك «الخبطة الصحفية» التى حصل عليها زميلنا المتميز، هانى النقراشى، عن طلب وزير التعليم العالى تفويضا من المجلس الأعلى للجامعات يتيح له استثناء أبناء القضاة والضباط من قواعد التوزيع الجغرافى والإقليمى تحت مسمى «الاعتبارات القومية»، رغم وجود قواعد منظمة لهذا الاستثناء، وهو ما أدى إلى سخط وإحباط قطاعات واسعة من الطلاب وأولياء الأمور، وهو ما استوجب اعتذارا على الهواء مباشرة للشعب المصرى من قبل الدكتور ماجد القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، وعضو المجلس الأعلى للجامعات.

وبعد هذه المعركة الصحفية الشريفة التى خاضتها «الشروق» ــ ولا تزال ــ دفاعا عن حق كل المصريين فى فرص متكافئة للتعليم يمكننا أن نقول بكل ثقة وشموخ إننا أدينا دورنا المنوط بنا فى كشف وتعرية ممارسات وزير التعليم العالى السيد عبدالخالق، والمجلس الأعلى للجامعات وأمينه العام أشرف حاتم، الطبقى، الذى حرم طلاب الصعيد من الكليات المرموقة لأنهم «يزحمون مواصلات القاهرة، ويأكلون فى المدن الجامعية».

أدينا دورنا الذى نعرف حدوده، وهو إجلاء الحقائق أمام الرأى العام وصانع القرار عن مواضع الخلل والاعوجاج التى تحتاج إلى إصلاح فورى، فليس من سلطة الصحافة اتخاذ القرار، لكننا نؤمن بأن هناك رئيسا لهذا البلد بالتأكيد قد قرأ وسمع عن تلك الجرائم التى تهدد بنية التعليم الجامعى فى مصر، ومستقبل أبنائها، ولا نتجاوز إذا قلنا إنها تهدد الأمن القومى المصرى بالتفريق والتمييز بين أبناء الوطن الواحد.

وفى النهاية نقول إنه آن للرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتدخل لإصلاح الخلل بإقالة هؤلاء الفشلة.. واستبدالهم بمن هم على قدر التحديات التى تواجه أم الدنيا فى هذه المرحلة العصيبة من تاريخها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved