تهديد إيران سيكبح حزب الله

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 7 سبتمبر 2019 - 8:30 م بتوقيت القاهرة

بخلاف ما يبثه الجيش الإسرائيلى وبنيامين نتنياهو، فإن المعركة الأخيرة انتهت بانتصار ردعى ــ وعلى صعيد الوعى ــ لحزب الله. لقد أطلق الحزب صاروخ كورنيت، وردت إسرائيل فى الشمال، تماما كما فعلت طوال الأشهر الـ 14 الأخيرة فى الجنوب: قصف من دون جدوى على أراض مفتوحة. حتى الطوافات التى جرى استدعاؤها امتنعت، عمدا، من استهداف مطلقى الصواريخ. فـ«الضربة المضادة الساحقة» التى هدد بها نتنياهو، كانت مرة أُخرى ضربة وهمية، والأمر نفسه بالنسبة إلى مناورة «التضليل» الصبيانية.
إن قبول إسرائيل بإطلاق الكورنيت سمح لنصر الله (وأسياده) بالتوصل إلى نتيجة مفادها أن سياسة الاحتواء التى تطبق منذ عدة أعوام فى الجنوب تنطبق أيضا على الشمال. وهذا يعنى أن المبادرة إلى إطلاق النار ووقفها ستكون فى يد حزب الله ــ كما هى الآن فى يد «حماس». لماذا نستغرب إذا إسراع نصر الله إلى الإعلان أنه «لا يوجد لدينا خطوط حمر».
من الواضح تماما لحزب الله أنه غير قادر على احتلال أراض داخل إسرائيل والبقاء فيها. وبالتأكيد هو غير قادر على الوصول إلى الهدف الذى يشتهيه: القدس. بناء على ذلك، فإن الهدف الأعلى لتسلحه بأكثر من 100 ألف صاروخ هو واحد ووحيد: القتل والدمار. ليس هناك أى دولة فى العالم تتعرض لمثل هذا التهديد، كما ليس هناك دولة فى العالم تلكأت حكومتها وجيشها عن القيام بعملهما، وبالتالى سمحا لتنظيمات إرهابية فى الجنوب، وأيضا فى الشمال، بالتسلح بغزارة بمثل هذه الصواريخ.
فقط الآن، وفقط بعد أن سُمح بقيام توازن رعب كهذا فى مواجهتنا، تذكر الجيش الإسرائيلى أن يعلن إصراره على منع حزب الله من تجهيز الصواريخ بأجهزة توجيه دقيقة. وماذا بشأن مئات الصواريخ المجهزة بهذه الأجهزة؟ وماذا بشأن 100 ألف صاروخ «غير ذكى» قادر أيضا، من دون جهاز توجيه، على نشر القتل والدمار، بصورة لا مثيل لها؟
لا تنوى إيران إرسال جيشها لاحتلال إسرائيل. لكنها ترغب بقوة، كما أعلنت مرات عديدة علنا، فى «تدمير الدولة الصهيونية». نعم تدمير وقتل أكبر عدد من اليهود وتكبيدهم الخسائر.
ولكن، فى اللحظة التى تطلق إيران بنفسها الصواريخ علينا، فإنها لن تصمد، وزعماؤها يعلمون هذا. إيران مرتدعة. لكن عندما يطلق وكلاؤها الذين تقودهم وتمولهم، مثل حزب الله، آلاف الصواريخ التى هدفها القضاء على إسرائيل، فإن هذا لا يجعلها تخشى على وجودها. وما دامت هذه سياسة إسرائيل ستواصل إيران تسليح حزب الله (و«حماس» والجهاد الإسلامى) فى انتظار اليوم الذى تعطى فيها الأمر بتحقيق هدفها.
مَن يعارض استخدام القوة من خلال ضربة استباقية لمنع تحقيق هذه المؤامرة الشيطانية، هو فقط يزيد من عدد الضحايا عندما يوجه وكلاء إيران الضربة الأولى. نصر الله، مثله مثل السنوار، يتسلحان ويطوران الصواريخ وينتظران الأوامر من طهران. وفى الموعد الذى يختارانه (لأننا دائما سمحنا لهذه التنظيمات فى هذه الجبهة باختيار توقيت البدء بالمعركة وأيضا توقيت إنهائها) سيهبط علينا وابل من الصواريخ، التى لا تستطيع القبة الحديدية وصواريخ حيتس سوى اعتراض قليل منها. صحيح أن العملية الاستباقية لن تنجح فى منع انطلاق رد مؤلم، لكن عندما تكون المبادرة فى يدنا سيكون من الممكن أن نقلص بصورة كبيرة حجم الإصابات والضرر فى الأملاك.
فقط، إذا أعلنت إسرائيل، بصورة قاطعة وصادقة، أن إيران ستُدمَر فى حال أطلق من يأتمرون بأوامرها صواريخ القتل والدمار، عندها يمكن أن يعمد نظام آيات الله إلى كبح وكلائه. هذا هو التحدى الذى تواجهه إسرائيل فى اليوم التالى لتشكيل الحكومة المقبلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved