«الإخوان الجدد»

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 7 أكتوبر 2012 - 8:05 ص بتوقيت القاهرة

أعرف شخصا من إحدى قرى محافظة أسيوط كان عضوا فى الحزب الوطنى، هو لا يعرف الفرق بين الحزب الوطنى والحزب الشيوعى، فقط انضم للحزب الحاكم وقتها واستخرج «الكارنيه» لأنه حزب السلطة، كان يسرق ويغش ويفعل كل ما هو غير قانونى وينافق ويتزلف لكل من فى السلطة من أول رئيس الوحدة المحلية حتى رئيس الجمهورية.

 

الآن هذا الشخص اطلق لحيته وحف الشارب وبدأ يلبس الجلباب الأبيض ويسعى بكل السبل إلى الانضمام لحزب الحرية والعدالة الإخوانى.

 

هذا الشخص النصاب ليس فردا واحدا هو ظاهرة بدأت تنتشر مؤخرا خصوصا بعد فوز الرئيس محمد مرسى ثم انفراده بالسلطة عقب إحالة المشير طنطاوى والفريق أول سامى عنان إلى التقاعد.

 

مثل هذا الشخص وأمثاله يمثلون الخطر الأكبر على حزب الحرية والعدالة. وبالتالى فالطبيعى ان جماعة الإخوان وحزبها الحرية يجب أن يكونوا على أعلى درجة من الحذر وهم يفحصون طلبات العضوية الجديدة.

 

العضو الذى كان ينضم للإخوان قبل الثورة كان مؤمنا بالجماعة ويعلم أن انضمامه قد يكلفه الكثير من التشريد إلى السجن، أما من ينضم الآن فقد يكون ساعيا إلى مغنم بعد وصول الإخوان للسلطة.

 

بالطبع يستحيل اتهام كل من يريد الانضمام إلى الإخوان الآن بانه انتهازى، بعضهم قد يكون صادقا، وبعضهم قد يكون اكتشف انهم الأفضل بعد أن عرفهم، لكن الحذر مطلوب.

 

المواطن النصاب الذى بدأنا به الحديث قد يكون ساعيا فقط إلى وظيفة أو الهروب من كمين لأن فى جيبه «حتة حشيش» أو «فرد» غير مرخص، ضرر هذا المواطن «الأونطجى» قد يكون قليلا لكن الخطر الأكبر يتمثل فى ان هناك موظفين كبارا يغازلون الإخوان ومؤسسة الرئاسة بكل أنواع الغزل العفيف وغير العفيف بحثا عن رئاسة شركة أو مؤسسة أو أى منصب رفيع.

 

هؤلاء «المتحولون»، أو «الإخوان الجدد» هم أخطر الظواهر التى تتشكل فى مصر الآن ولا يشعر بها كثيرون.

 

الآن يطرق باب الإخوان وفود فرادى وجماعات من أمثال هؤلاء المتحولين، يقفون على الاعتاب فى انتظار الإذن بالدخول وعرض كل خدمات النفاق والاستعداد لتولى أى وظيفة من تنظيف ارضيات المقر إلى «الاستوزار».

 

مع هؤلاء كل «عدة النصب» من أول اللحية الجاهزة نهاية بحفر ذبيبة فى الجبين مرورا بحفظ مجموعة من الأحاديث النبوية وقصار سور القرآن.

 

نقرأ لصحفيين ونسمع لسياسيين ونرى مهنيين وأساتذة جامعات غزلا مفضوحا فى حق الإخوان وبعضهم كان إلى وقت قليل مضى يقولون انهم ضد الأخونة وضد الدولة الدينية. هؤلاء لا يخجلون، ويعتقدون ان الأرشيف غير موجود بما فيه المرئى، يراهنون على ان ذاكرة الناس مثقوبة.

 

هناك احتمال ان تأخذ نشوة الفرح والانتصار جماعة الإخوان وحزبها وتعتقد ان هؤلاء المتحولين أو «الإخوان الجدد» يؤمنون فعلا بأفكار الجماعة، ثم يصدقون أنفسهم كما فعل بالضبط كمال الشاذلى ثم صفوت الشريف وأحمد عز ويتفاخرون أن عضوية الحزب وصلت لثلاثة ملايين جنيه، ثم أفاقوا على حزب محترق لم يجد عضوا واحدا يدافع عنه.

 

من حسن الحظ أن هناك بين الإخوان من بدأ يدرك هذه الظاهرة الخطيرة، ورأينا وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود يحذر فى حوار قبل فترة قصيرة مع الزميل طارق الشامى مدير مكتب قناة الحرة بالقاهرة من أمثال هؤلاء «المتحولين الذين كانوا يمالئون الحزب الوطنى وصاروا يمالئون الآن الجماعة».

 

الإخوان الجدد هم «كعب أخيل» الذى قد يكون الثغرة التى ستضرب الإخوان الأصليين فى مقتل.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved