قراءة فى بيان مؤتمر الأزهر

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: الأحد 7 ديسمبر 2014 - 8:15 ص بتوقيت القاهرة

لأول مرة، نظم الأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب مؤتمرا دوليا بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حضره مشاركون من مائة وعشرين دولة ومن جميع الأديان والمذاهب والطوائف وأيضا من الشخصيات العامة مصرية وعربية وإذا اختلفت ألوان وأشكال العمائم إلا أن الهدف الذى اجتمعنا حوله فى المؤتمر هو «مواجهة التطرف والإرهاب» فالآن الكل يعى هذا الخطر المشترك والذى يرتدى ثوب الدين والدين منه براء وقد صدر عنه بيان قوى وقوته فى وضوحه ويذكرنا بالأساسيات أعيد قراءة بعض النقاط المهمة.

1ــ التأكيد على أن المسلمين والمسيحيين فى الشرق هم إخوة، ينتمون معا إلى حضارة واحدة وأمة واحدة وعاشوا معا على مدى قرون عديدة، وهم عازمون على مواصلة العيش معا فى دول وطنية سيدة حرة وان التعرض للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخرى بإصطناع أسباب دينية هو خروج عن صحيح الدين.

2ــ التهجير جريمة مستنكرة والمناشدة للمسيحيين التجذر فى أوطانهم حتى تزول موجة التطرف ومناشدة دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة وهذا التوجه بالذات طالب به الرؤساء الدينيون المسيحيون مرارا وتكرارا حتى لا تحقق قوى التهجير العدوانية ما تريده وهو ضرب دولنا الوطنية وتمزيق مجتمعاتنا الأهلية ويفرغ الشرق من المسيحيين أرض أجدادهم وكذا الأنبياء والسيد المسيح.

3ــ مطالبة بعض المسئولين فى الغرب وبعض مفكريه وإعلامييه باستثمار هذه الجماعات الخارجة عن الدين لتقديم صور سيئة عن الإسلام وعلى المنصفين منهم تصحيح هذه الصورة الشريرة وهنا أشير إلى أن البابا فرنسيس قبل المؤتمر بيومين أكد أن «القرآن هو كتاب سلام ولا يمكننا أن نساوى بين الإسلام والإرهاب»

4ــ دعا المؤتمر إلى لقاء حوارى عالمى للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل فى إطار احترام التعدد العقائدى والمذهبى والاختلاف العنصرى والعمل على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلا من إذكائها وهنا أنوه بأن كثيرين من أعضاء المؤتمر قالوا ان إطفاء نار الإرهاب تكون بنار أكبر وهى نار «الإيمان الحقيقى» البعيد عن تحويل الدين إلى إيديولوجية فهذا بحد ذاته وثنية، بل العمل على شرح صحيح الدين الذى هو علاقة بين الإنسان وربه بكل ما فيه من محبة ومسامحة وقبول الآخر مهما كان مختلفا.

هذه النقاط السابقة ليست كل التوصيات بل اردت أن أبرزها هنا للتأكيد أن مواجهة التطرف والغلو والتصدى للإرهاب أيا كان مصدره وأيا كانت أهدافه هى مسئولية الجميع وهذا المؤتمر يعد الأول من نوعه من حيث التنوع فكل الأديان والمذاهب حاضرة وعازمة على تحمل المسئولية.

هذا وقد عزم الأزهر الشريف على إصدار وثيقة لمواجهة العنف والإرهاب والتطرف لتكون إعلانا عالميا لبيان الحق للناس وللعالم بأسره.

المهم ألا نقف عند الوثائق والمؤتمرات بل نتابع معا العمل وأهمية تربية النشء والاهتمام بتكوينه الإنسانى والعلمى حتى لا يغرر به أى أحد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved