الإدارة الأخلاقية وبناء الثقة

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الثلاثاء 7 ديسمبر 2021 - 8:25 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا عرض فيه السمات التى يجب أن يتبعها القادة فى العمل حتى تتحقق الإدارة الأخلاقية، ومن ثم بناء بيئة عمل متناغمة وتعاونية... نعرض منه ما يلى:
يعرف المديرون المتميزون وظيفتهم ولديهم من المهارات ما يؤهلهم على القيام بها على أكمل وجه، ولكن، بالإضافة إلى مهاراتهم، فالتصرف بشكل أخلاقى لا بد منه.
هذا يعنى أن باستطاعتهم تحديد المشكلات الأخلاقية وإصدار أحكامهم بناء على المبادئ والفضائل. فى اتخاذ قراراتهم، هؤلاء القادة يأخذون فى حسبانهم العديد من البدائل، هادفين لاتخاذ أفضل قرار، وليس فقط قرارا جيدا. هؤلاء القادة الأخلاقيون يحددون المعايير التى تحكم قراراتهم، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو أخلاقية من أجل تحقيق الفاعلية والاتساق، ويحددون من خلالها البدائل التى تحقق أعلى النتائج المرجوة فى جميع الأبعاد.
هل يمكن لهذا السلوك أن يتواجد اليوم فى بيئة العمل؟ علما بأن التصرف بشكل أخلاقى قد يصعب من عملية صنع القرار للمديرين التنفيذيين. يصر أنطونيو أرغاندونا، الأستاذ الفخرى فى معهد الدراسات العليا لإدارة الأعمال فى برشلونة، فى كتابه الأخير عن إدارة الأشخاص، على أن كون القائد أخلاقيا هو شىء يمكن تحقيقه.
والأكثر من ذلك، بالنسبة إلى أرغاندونا، أن كونك أخلاقيا لا ينبغى أن يُنظر إليه على أنه أمر شاق، لأن هذا يمكن أن يكون بمثابة عذر لعدم المحاولة. يقول أرغاندونا أن الأخلاق «هى علم عملى يتم تعلمه، مع العلم أننا لن نحققه بالكامل».
فيما يلى بعض النصائح لمساعدتك على طول الطريق، ولكن الأهم من ذلك، ستساعدك على اكتساب الفضائل؛ اسعَ وراء الامتياز، ولا ترض بالحد الأدنى. اسأل نفسك عن نواياك ودوافعك الأساسية. إذا واجهتك مشكلة، ابحث عن بدائل، ولا تتكاسل عن اتخاذ خطوة إضافية. لا تثق فقط فى غرائزك الأخلاقية. اطلب النصيحة دون التنصل من مسئولياتك. لست مضطرا لفعل المستحيل، ولكن تأكد أولا أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك. افعل ما يتوجب عليك فعله، وهو الذى قد لا يتطابق أحيانا مع ما تحبه أو ما يلائمك. اسأل نفسك عن عواقب أفعالك، عليك وعلى غيرك. اعرف ما يحتاجه الآخرون، وحاول تحقيقه. كن قدوة ذات مواقف ومبادئ وأفعال متسقة. لا تخفى أخطاءك أو تبررها، اعترف بها، واطلب العفو وحاول إصلاحها. ثق فيمن يعملون تحت يديك.
بالنسبة إلى أرغاندونا، لا تتعلق الأخلاق بتجنب جميع الأخطاء، ففى أى مؤسسة هناك بشر غير معصومين من الخطأ، فالأخطاء أمر لا مفر منه. وبالتالى يؤكد أرغاندونا أن بناء الثقة هو جزء هام من الإدارة الأخلاقية؛ إذا قرر المديرون أن موظفيهم كسالى وغير أكفاء، فسيحصلون على موظفين كسالى وغير أكفاء، لأنهم سيعاملون على هذا النحو.
ولذلك، بدلا من هوس تجنب الأخطاء، من الأفضل خلق مساحات يشعر فيها الموظفون بأنهم محل ثقة. اتركهم لتحمل المسئولية وأعطهم حرية التصرف فى الموارد. تجنب الفحوصات المستمرة والتدقيق على التفاصيل. اترك مساحة للعمال للخطأ ثم لتصحيح المسار.
هناك العديد من الفوائد التى تنبع من الإيمان بفريقك: فهو يشجع على العمل والابتكار والنقد البناء، مما يسهل على الموظفين التعرف على المنظمة التى يعملون بها.
باختصار، يتعلق الأمر بضمان أن تكون الشركات بيئات مهنية يتمتع فيها الأشخاص بعلاقات عمل متناغمة وتعاونية. تسمح هذه الأماكن لكل شخص بتقديم أفضل ما لديه ــ للشركة والعملاء والإدارة والزملاء والمجتمع.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved