فى قضية عادل إمام.. لا بديل عن الانتصار

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 8 فبراير 2012 - 9:15 ص بتوقيت القاهرة

ليس تعليقا على الحكم القضائى، لكن بدون شك يأتى حكم المحكمة بحبس الفنان الكبير عادل إمام ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للإسلام أو ازدراء الأديان فى بعض أعماله السينمائية والمسرحية ليشكل عائقا كبيرا أمام جبهة الإبداع المصرى، بل وربما يصيبها بصدمة وهى على مشارف مستقبل جديد تحاول فيه البحث عن حقوق أصيلة لها فى صياغة وطن جديد.

 

ففى الوقت الذى تسعى فيه الجبهة لفتح آفاق جديدة لحرية الإبداع، وعلاقة صناع الفن بمنظومة الدولة الجديدة بعد أن عانت كثيرا من قوانين ونظم وتجاهل أدت إلى الإحباط والتراجع فى عصر الرئيس المخلوع، يجىء الحكم على عادل إمام، وعن أعمال مسبقة لتزداد المخاوف وتتسع دائرة القلق عما هو قادم.

 

نحن لا نعترض على حكم قضائى لكن هذا الحكم يتحدث عن أعمال قدمها الفنان فى الماضى وكأنه يفتح مجالا لكشف حساب لأعمال الفنانين السابقة وبمثابة تحذير لإبداعهم الجديد فى المستقبل.

 

وإذا نظرنا لما جاء فى الحكم من أن الفنان قد أساء إلى الدين فى أعمال مثل فيلم «مرجان أحمد مرجان» ومسرحية «الزعيم» وربما «الإرهابى»، فإننا سنجد أنها أعمال كوميدية خفيفة، ورغم أن المشاهد لم يشعر ولم يقف عند اى شىء من قبل هذه الإساءة، فإنه تعامل مع عمل كوميدى ملىء بالمواقف الساخرة التى تدين حقبة وعصرا وظروفا شملت اطيافا عديدة من المجتمع بما فيها بطل العمل نفسه، ففى الفيلم هناك رجل الاعمال مرجان الذى استفاد من العصر وخطاياه وانفتاحه بدون رابط أو قانون، وفى مسرحية الزعيم وجدنا المواطن البسيط الذى ألقت به الظروف عبر رؤية ساخرة فانتازية يستحيل تحققها فى الواقع ليكون فى مكان شخصية الرئيس. وبالقطع كانت هناك مواقف ساخرة من جميع الانماط والنماذج التى تتلاعب بكل شىء وعلى حساب اى شىء من اجل تحقيق اهدافها واستقرارها.

 

واقع الأمر ان ساحة الفن والإبداع المصرى سوف تواجه خلال المرحلة المقبلة عقبات كثيرة مؤرقة، ربما تعمق من جراح الأزمة، وربما يخشى الكثيرون من الإفراج عن احلامهم، لكنى أرى ان على المبدعين والفنانين ان يتمسكوا بهذه الأحلام وألا يدعوا ظروف ملابسات قضية أو أكثر تؤثر على مزاجهم وطموحاتهم وأن يحرروا أنفسهم من اى مخاوف، وان يهيئوا انفسهم لصراع لا بديل عن الخروج منه منتصرين، ويجب ان يعقدوا العزم بحق على عودة مختلفة للفن المصرى تعيد له بريقه ومكانته دون أى أفكار مسبقة من وجود حجر أو رقابة أو كيانات تحدد لهم ما يجب ان يقدمونه وما لا يجب، فالفن لا يخضع لروشتة او لوصاية، فقط ينتمى لرؤية المبدع وأفكاره، وحتى يكون لما يطرحونه دور فى استكمال مسيرة واقع فنى حضارى، والكرة كلها فى ملعب شباب الفنانين الموهوبين وشيوخهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved