أوروبا تتساءل عن نفسها

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: الأحد 8 فبراير 2015 - 7:50 ص بتوقيت القاهرة

بدعوة كريمة من أحد أهم مراكز الأبحاث فى إيطاليا وأوروبا شاركت فى مائدة مستديرة حضرها صفوة من المفكرين والباحثين والسياسيين من إيطاليا وأوروبا وشارك بصفته وزير خارجية إيطاليا وأيضا وزير الداخلية وأغلب الحضور كانوا أوروبيين إلا اثنين من الدول العربية أحدهما أردنى والآخر شخصى الضعيف وكان موضوع المائدة المستديرة «أوروبا وإيطاليا والعالم قبل وبعد اعتداءات باريس» وأشارك معك عزيزى القارئ بعض النقاط المهمة التى عرضت على هذه المائدة:

1ــ أوروبا تتساءل عن نفسها وعن هويتها بعد أن أصبحت متعددة الثقافات والأديان وأغلب الحضور أبدوا عدم رضاهم عما آلت إليه أوروبا من فردانية المواطن الأوروبى والتركيز على الفكر الاستهلاكى والبعد عن القيم الروحية والإنسانية التى كانت تتحلى بها أوروبا قديما مما أدى إلى ظهور أمراض اجتماعية كثيرة.

2 ــ كما تتساءل عن حدودها ما بين الانفتاح نحو الآخرين مع اتفاقية التشنجن وما بين استقبال النازحين والجدوى الاقتصادية والاجتماعية لذلك.

3 ــ يعترف الأوروبيون بأنهم لم يهتموا بما فيه الكفاية بالجماعات الوافدة إليهم ولم يعملوا على اندماجهم فى المجتمع بل ظل الكثير منهم خاصة الجيل الثانى والثالث منهم على هامش المجتمع مما أدى إلى كثير من الإحباط فى محيط الشباب الوافد مما أدى إلى انخراط الكثير منهم فى الجماعات المتطرفة.

3 ــ أوصى المؤتمرون حكومتهم بأخذ مسافة من السياسة الأمريكية فيما يخص الشرق الأوسط وتطوير سياسة أوروبا الخارجية بما يلائم تاريخها ونظرتها وعلاقتها مع دول الشرق الأوسط.

4 ــ يهتم الأوروبيون حاليا بما يجرى فى الشرق الأوسط فاعتداءات السابع من يناير على جريدة «شارلى إبدو» وغيرها من الأحداث أيقظت أوروبا لتجد الإرهاب يطرق أبوابها بقوة ويهدد مجتمعاتها وقيمها.

5ــ يراقب الأوروبيون عن كثب ما يجرى فى مصر من أحداث ويعرفون ما يجرى فيها مع أدق التفاصيل وقد اهتموا جدا «بخطاب السيد الرئيس السيسى فى عيد المولد النبوى الشريف عندما قال لا يمكن دين أن يحارب بقية سكان العالم وأيضا مطالبته بتجديد الخطاب الدينى بشكل حثيث ودور الأزهر الشريف فى تطوير المناهج الأزهرية بجانب وضع معايير تجديد الخطاب الدينى ومن يلقيها.

6 ــ كذلك مؤتمر الأزهر الذى انعقد فى 3 و4 ديسمبر الماضى ونقاطه العشر خاصة مناشدته للمسيحيين بالبقاء فى أراضيهم أخذ كثيرا من الاهتمام.

7 ــ أوصى المؤتمرون على ضرورة الحوار بين الغرب والإسلام بما فيه الحوار بين الفاتيكان والأزهر الشريف والبحث عن الاهتمامات المشتركة والعمل على تنميتها.

هذا الاهتمام الأوروبى الذى ظهر بعد الاعتداءات التى تعرضت لها أوروبا تدعونا نحن فى مصر ليس فقط على المستوى الحكومى ولكن على مستوى المؤسسات الصحفية ومراكز الأبحاث وغيرها على فتح قنوات من الحوار مع الأوروبيين فهم على الشط الآخر من البحر المتوسط فهم الآن أكثر تفهما لما جرى ويجرى فى مصر حاليا، فسنجد اهتمامات مشتركة على صعيد السياسة الدولية وعلى صعيد الاقتصاد أيضا. لا ننسى أن أوروبا هى الأقرب كما أن هناك تاريخا مشترك ممتدا إلى قرون مضت تجعل من التقارب ضرورة قصوى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved