الهبوط فى مصر الجديدة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 8 أبريل 2011 - 10:19 ص بتوقيت القاهرة

 ــ أتمنى أن يبقى الاتحاد السكندرى فى الدورى الممتاز. ولو كنت أستطيع، لوقفت وسط مدرجات مشجعى الفريق، وهتفت من أجل فوزه. وهذا يسرى على الفرق الأخرى التى تطالب بعدم تطبيق الهبوط هذا الموسم. أما فريق وادى دجلة فإنه يرفض استئناف المسابقة أصلا قبل أن يحصل على حقوقه المادية لدى اتحاد الكرة..

ــ خرجت صناعة كرة القدم من مأزق قرار استمرار مسابقة الدورى من عدمه، لتدخل فى أزمة تطبيق الهبوط من عدمه. وهو استمرار لعمليات الإنهاك التى تمارسها الكثير من العناصر والتيارات وقيادات الأندية للفوز بمكاسب لاتستحقها، وهذا أرفضه من منظور رياضى وأخلاقى..

فإذا كان موقف أى فريق يبدو صعبا الآن بسبب نتائجه السابقة، فإن عليه أن يتحمل مسئولية تلك النتائج، وأن يمضى فى المنافسة بشرف، باحثا عن النجاة. بدلا من انتهاز ظرف طارئ يسرى على الجميع دون استثناء ليفوز ناديه بمايريد دون الجميع..

ــ قال مانويل جوزيه إنه إذا قرر اتحاد الكرة عدم تطبيق الهبوط هذا الموسم، فإنه من الأفضل الاستغناء عن الحكام. وكان ساخرا ومحقا فى ذلك.. فما جدوى الحكم إذا كانت كل الفرق باقية، راسية، فى الممتاز..؟
وإذا كان «عصر الكنافة» والتنبلة مازال قائما..

فإننى أضيف: لماذا لايقابل ذلك قرار آخر من اتحاد الكرة، بعدم تسمية بطل الدورى هذا الموسم، لأن المسابقة وقفت لفترة؟ ولماذا لاتلغى وزارة التربية والتعليم امتحانات هذا العام، وتمنح جميع التلاميذ صكوك النجاح، لأن الثورة أوقفت الدراسة لأسابيع؟
سوف يهتف الطلبة الخائبون لتأييد هذا الاقتراح بأعلى صوت، بينما سيرفضه الذين بذلوا الجهد وسهروا وذاكروا بحثا عن التفوق..!

ــ أشجع الاتحاد السكندرى وأهتف له وأتمنى له ولغيره من الفرق التى تخشى الهبوط البقاء، لكن بشرط أن يكون ذلك بشرف واحتراما للمنافسة..

أما الإخلال بهذا المبدأ فإنه لايتوافق ولايتفق مع مشروع مصر الجديدة، مصر التى تحكمها الكفاءات والمواهب، مصر التى تفسح الساحة لكل مجتهد للفوز بنصيبه وبحقه فيما اجتهد فيه ..

أعرف أن البعض قد يرى الأمر لايستحق هذا كله.. إنه مجرد قرار، فى موسم، ضمن مواسم. مجرد قرار يفرضه ظرف استثنائى.. لكنه بالنسبة لى أكبر من أن يكون هبوط فريق وفرق. إنه مؤشر لعهد جديد، ومصر الجديدة.. وهو مؤشر لأنه مشهود أمام الملايين، وسيكون له رد فعله لدى الرأى العام..

إنها قضية العدل والمساواة، ورفض انتهاز الفرص، والفوز بمكاسب خاصة على حساب القرار العام والمصلحة العامة.. الأمر أهم وأكبر ألف مرة من أن يكون قضية هبوط وبقاء فى جنة الممتاز.. كيف ترسخون قيمة النجاح بقرار وباستثناء، وبدون مذاكرة..؟

لا.. تلك ليست مصر القديمة.. نحن الآن فى مصر الجديدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved