جون كيرى.. عدو لإسرائيل وحليف لإيران

دوريات أجنبية
دوريات أجنبية

آخر تحديث: السبت 8 مايو 2021 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة National Review مقالا للكاتب ديفيد هرسانيه، تناول فيه ما أظهرته تسريبات صوتية مسربة من قيام المبعوث الرئاسى لشئون المناخ جون كيرى بإبلاغ وزير الخارجية الإيرانى بعدة عمليات إسرائيلية ضد إيران فى سوريا، وما تأثير ذلك على تعاون إسرائيل الاستخباراتى مع أمريكا.. نعرض منه ما يلى.
وزير الخارجية الأسبق جون كيرى ليس الآن مجرد منتقد لإسرائيل. إنه خصم. ففى تسجيلات صوتية مسربة، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، حصلت عليها المحطة التليفزيونية «إيران الدولية» ومقرها المملكة المتحدة، قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف لأحد مؤيديه أن جون كيرى أبلغه بعلى الأقل 200 إجراء إسرائيلى سرى ضد المصالح الإيرانية فى سوريا. استمع ظريف إلى هذه المعلومة فى ذهول.
شعر جون كيرى بالراحة عند مشاركة معلومات بخصوص الإجراءات السرية لحليف أمريكى قديم (إسرائيل) ضد خصم استبدادى (إيران) الذى قتل المئات من الأمريكيين، واختطفهم، وتدخل فى الانتخابات الرئاسية. تُرى ماذا قال كيرى لظريف غير ذلك؟ لم تذكر صحيفة نيويورك تايمز شيئا آخر.
لن يكون مفاجئًا إذن إذا أصبحت إسرائيل أكثر ترددًا فى مشاركة معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة بسبب ما أظهره ديمقراطيون مثل كيرى من ولع أكبر لحكومة إيران التى توجه تهديدات الإبادة الجماعية ضد الشعب اليهودى. يجدر بنا أن نتذكر أن آخرين مثل السيناتور كريس مورفى (والذى «يطلب الآن إحاطة سرية» بشأن حادثة نطنز، التى من المحتمل أن إسرائيل هاجمت فيها منشأة نووية إيرانية) اجتمعوا سرا مع ظريف فى ألمانيا فى جهد منسق لتقويض جهود إدارة ترامب لعرقلة برنامج الأسلحة النووية الإيرانى وهو حادث أقل ما يوصف به أنه «تواطؤ» ضد مسئولى ترامب. وليس هناك أى فكرة أيضًا عما ناقشه مورفى مع ظريف!.
هناك العديد من الخيارات التى كانت متاحة إبان حكم ترامب حتى يعود النظام الإيرانى إلى رشده أو ينهار، بما فى ذلك اغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى والمجموعة الإرهابية التى تقف وراء مقتل أكثر من 600 جندى أمريكى وآلاف آخرين. وفى محادثته المسربة الشهر الماضى، قال ظريف عن سليمانى: «من خلال اغتياله فى العراق، وجهت الولايات المتحدة ضربة كبيرة لإيران، أكثر ضررًا مما لو كانت قد قضت على مدينة بأكملها فى هجوم». اتبعت أيضا إدارة ترامب أقصى قدر من الضغط الاقتصادى والتخريب. وفى الشهر الماضى، ورد أن إسرائيل فجرت محطة كهرباء فرعية تابعة لمنشأة نطنز النووية الإيرانية، والتى تقع على عمق 40 إلى 50 مترًا تحت الأرض، مما ألحق أضرارًا «بآلاف أجهزة الطرد المركزى». ومن المحتمل أن تكون هذه هى المرة الثانية خلال الأشهر القليلة الماضية التى يتمكن فيها الإسرائيليون من تهريب متفجرات إلى المنشأة وتفجيرها عن بعد. بالطبع، هذه الحادثة ليست سوى واحدة من سلسلة طويلة من الحرائق والتفجيرات والاغتيالات والهجمات السيبرانية التى تسببت فى تأخيرات وأضرار كبيرة لبرنامج الأسلحة النووية الإيرانى غير الشرعى. لكن على الأقل من المحتمل أن تكون كل هذه الجهود قد أنقذت الأرواح من خلال تأخير قدرة إيران على أن تصبح كوريا الشمالية أخرى ــ أو أسوأ من ذلك، فإيران تصدر الإرهاب فى جميع أنحاء العالم.
على النقيض وخلال سنوات حكم أوباما، كان الديمقراطيون يقدمون خيارًا خاطئًا بشعًا: إما أن تدعم الدبلوماسية مع الجناح «المعتدل» للدولة الدينية الإيرانية، أو تؤيد «الحرب». إما أن تنقذ نظام ولاية الفقيه، أو تغرق أمريكا فى حرب عراقية أخرى. فى مرحلة ما من حكمه، اقتنع أوباما أن التجمع الجمهورى كان يشكل «قضية مشتركة» مع المتشددين الإيرانيين.
لكن العكس هو الصواب. ففى التسجيل الصوتى المسرب من ظريف، نسمع أن القوات العسكرية «هى التى تتخذ القرار» فى إيران وتنقض «قرارات الحكومة وتتجاهل النصائح». وبحسب التايمز، قال ظريف إن الجناح السياسى «مقيد بشدة» وأن القرارات «يمليها المرشد الأعلى أو فيلق الحرس الثورى». إذن كان ادعاء أوباما بأن الصفقة الإيرانية تم صياغتها مع «الفصيل المعتدل» مجرد خيال. أما بالنسبة للجناح المعتدل الحقيقى، فقد تم التخلى عنه من قبل أوباما وبايدن عندما قررا أن الولايات المتحدة لن تدعم الحركة الخضراء لعام 2009 وهى احتجاجات شعبية حاشدة قبل 11 عاما ضد فوز الرئيس الإيرانى الأسبق محمود أحمدى نجاد بولاية حكم ثانية. واقع الأمر أن الديمقراطيين مورفى وبايدن وكيرى مهتمون أكثر بضمان أن تصبح إيران قوة إقليمية مضادة للقوة الإسرائيلية!.
باختصار وأيا كان الاعتقاد بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، أو إعادة بايدن الولايات المتحدة للصفقة، ما كان ينبغى لكبار المسئولين فى الولايات المتحدة أن يشاركوا معلومات حساسة حول حليف مع نظام إرهابى. وهذا هو بالضبط ما فعله جون كيرى.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved