ما هو الإبداع؟ كيف نعرف الذكاء؟

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الإثنين 8 يونيو 2015 - 10:35 ص بتوقيت القاهرة

ما هو الإبداع؟ كيف نعرف الذكاء؟
وحول هذين السؤالين قدمت «دى تسيت» ــ الجريدة الأسبوعية الأكثر تميزا فى ألمانيا، بل فى البلدان الثلاث الناطقة باللغة الألمانية ألمانيا والنمسا وسويسرا ــ معالجة علمية وفلسفية ومجتمعية وثقافية وأدبية رائعة فى أعداد الأسابيع الماضية ــ تصدر «دى تسيت» فى يوم الخميس من كل أسبوع.

فى مسألة الإبداع استكتبت الجريدة مجموعة من العلماء والفلاسفة والمتخصصين فى علم الاجتماع وعلم النفس وفى دراسات الثقافة وبعض الأدباء لتعريف الإبداع كظاهرة إنسانية ترتبط بالمهارات الفردية من جهة وبالسياق المجتمعى من جهة أخرى، ويتحدد الإدراك العام لحضورها فى العلوم والفنون والآداب (بل وفى الاقتصاد والسياسة أيضا) وفقا للأنساق القيمية والأخلاقية المهيمنة ووفقا للمعرفة السائدة.

وفى شأن معانى ومصادر ومظاهر ونتائج ظاهرة الذكاء، قدمت «دى تسيت» (وتستمر معالجة ظاهرة الذكاء فى العدد الأسبوعى القادم 11 يونيو 2015) مقالات معمقة تتضمن عرضا رصينا لنتائج البحوث المعاصرة فى العلوم الطبيعية والاجتماعية وفى الإنسانيات حول ظاهرة الذكاء وعلاقتها بالجوانب الوراثية والعرقية (وهذه جوانب يصعب للغاية تناولها فى المجال العام الألمانى نظرا للماضى الكارثى للنازية ولتصنيفاتها العنصرية ﻷعراق البشر المختلفة) وكذلك بالجوانب المكتسبة مجتمعيا كأنماط التنشئة الأسرية ونظم التعليم المدرسى والجامعى وخصائص سوق العمل ومدى حضور أو غياب التنافس وتكافؤ الفرص بين الناس وفى الفطاعات المجتمعية المتنوعة.

أجرت الجريدة أيضا حوارات متميزة مع بعض الفلاسفة والمفكرين حول ظاهرة الذكاء، ونشرت تحقيقات استقصائية عن مسارات أطفال وطلاب وعمال ومهنيين وسيدات ورجال أعمال من بيئات أسرية وتعليمية واقتصادية ــ اجتماعية متفاوتة للتدليل على «البدايات الأفضل» التى يتمتع بها المنتسبون للبيئات المتماسكة والمتعلمة والمحظوظة اقتصاديا واجتماعيا، وعلى إمكانية تحسين حظوظ المنتسبين للبيئات المحرومة فى صون وتطوير الذكاء الإنسانى الفطرى شريطة تدخل مؤسسات وأجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى بوعى وبنفس زمنى طويل لمساعدتهم وتمكينهم من مستويات مقبولة من الرعاية الجسدية (الصحية والنفسية) والرعاية التعليمية والرعاية المهنية (ضمان تكافؤ الفرص).

ملفات «دى تسيت» عن الإبداع والذكاء، فضلا عن الحقائق والمعلومات والأفكار والنتائج الرصينة والمعمقة التى تطرحها وتثرى بها النقاشات فى المجال العام الألمانى، تقدم نماذج واقعية بشأن إمكانيات الحفاظ على تميز الصحافة الورقية فى مواجهة المنافسة الشرسة التى تتعرض لها من قبل المواقع الإخبارية الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى وبالقطع من قبل القنوات التليفزيونية. يتمثل التميز هنا فى تقديم خدمة علمية وفلسفية ومجتمعية وثقافية وأدبية رائعة حول قضايا تشغل الناس، ويستحيل أن تقدمها المواقع الإلكترونية أو شبكات التواصل وبرامج القنوات التليفزيونية. والتوجه الذى تعبر عنه «دى تسيت» ــ وهو أيضا ليس ببعيد عن الصحف اليومية الرصينة فى البلدان الناطقة باللغة الألمانية كفرانكفورتر ألجماينه (الصادرة فى مدينة فرانكفورت الألمانية) ونويه تسيوريشه (الصادرة فى مدينة زيورخ السويسرية)، هو توجه صحافة المستقبل الأسبوعية بل واليومية لمن أراد البقاء فى ظل المنافسة ــ ولمن أراد إخبار الناس وتوعيتهم وتحفيزهم على النقاش العلمى والعقلانى، وليس من يبحث عن تزييف الوعى وترويج الجهل كثقافة مهيمنة.

غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved