وثيقة الأخوة الإنسانية ‎‎

إكرام لمعي
إكرام لمعي

آخر تحديث: الجمعة 8 يوليه 2022 - 6:35 م بتوقيت القاهرة

عندما نجد تعبير «وثيقة الأخوة الإنسانية» يقفز إلى ذهننا الكلمات والجمل التى تعبر عن مضمون مثل هكذا وثيقة، وأهم سؤال يقفز فى وجوهنا هو: كيف يتصالح الإنسان مع نفسه أولا والآخرين ثانيا، والأمر هنا لا يقتصر على مجرد المصالحة بقدر ما يركز على التعاون والمساندة.
من هذا المنطلق جاءت أول وثيقة للأخوة الإنسانية وبالتالى جاءت أول رسالة دكتوراه عن «وثيقة الأخوة الإنسانية وأثرها على المسلمين فى آسيا»، وقد قدمتها ميادة محمد الصغير للحصول على درجة الدكتوراه تحت عنوان: «وثيقة الأخوة الإنسانية على المسلمين فى آسيا: الروهينجا والإيغور أنموذجا».
والمعروف ان وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك هى بيان مشترك وقعه البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والشيخ الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر للأزهر، فى 4 فبراير 2019 فى أبوظبى عاصمة الإمارات العربية لتكون دليلا على تعزيز «ثقافة الاحترام المتبادل».
تكونت لجنة التحكيم والمناقشة من الأستاذ الدكتور محمد محمود هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا مشرفا والأستاذ الدكتور هدى درويش رئيس قسم دراسات وبحوث الأديان مشرفا والأستاذ الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا مشرفا مناقشا والأستاذ الدكتور نظير محمد النظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية والعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر مناقشا، وقد لوحظ بمناقشة الرسالة أنها تتناول القيم والمبادئ المشتركة بين الأديان والتى أكدت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية.
وقد لاحظ المناقشون أن الوثيقة ترسخ قيام التعايش المشترك السلمى بين جميع البشر باختلاف عقائدهم، وتسهم فى نشر المحبة والسلام بين الإنسانية جمعاء مشيرين إلى أهمية موضوع الرسالة فى ظل ما يعانيه العالم الآن من قتل الإنسان لأخيه الإنسان بسبب غياب المبادئ وانتشار التطرف والإرهاب، مطالبين بتكاتف جهود الباحثين وعلماء الدين والفلاسفة والإعلاميين والمبدعين والفنانين فى كل مكان ليعيدوا من خلال هذه الوثيقة اكتشاف قيم العدل، والسلام، وتحقيق القيم المثلى للوثيقة، وذلك لإيقاظ الضمير العالمى من أجل القضاء على الظلم ونبذ العنف والحفاظ على النفس البشرية وذلك لتنعم البشرية جمعاء بالأخوة والسلام، مؤكدين أن وثيقة الأخوة الإنسانية هى من أهم الوثائق فى القرن الحالى.
وترجع أهمية الرسالة أيضا إلى أنها جاءت فى وقت يعانى فيه العالم الآن من قتل الإنسان لأخيه الإنسان بسبب غياب المبادئ والقيم الإنسانية وانتشار التطرف والإرهاب مطالبين بتكاتف جهود الباحثين والمفكرين وعلماء الدين والفلاسفة والإعلاميين والمبدعين والفنانين فى كل مكان، ليعيدوا من خلال اكتشاف هذه الوثيقة قيم العدل والسلام وتحقيق القيم المثلى للوثيقة لإيقاظ الضمير العالمى من أجل القضاء على الظلم ونبذ العنف والحفاظ على النفس البشرية التى حرم الله قتلها، وذلك لتنعم البشرية بالإخوة والسلام مؤكدين أن وثيقة الأخوة الإنسانية هى من أهم الوثائق فى القرن الحالى.
كما أكدت لجنة المناقشة والحكم متابعتها لجولات الأمين العام للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبدالسلام وأعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وجهوده الحثيثة فى إطلاق هكذا مبادرات عالمية، وتواصلهم الفعال مع كل المؤسسات الدولية لعقد الشراكات من أجل ترجمة «بنود وثيقة الأخوة الإنسانية» على أرض الواقع، مؤكدين أن هذه اللجنة العليا هى إحدى ترجمات بنود الوثيقة لما تضمه من أعضاء أهم إن لم يكونوا الأهم الذين يمثلون مختلف الثقافات والأديان والعرقيات، وأن تكثيف هذه الخطوات العملية والمبادرات العالمية هى بمثابة إحياء لقيم الوثيقة، وهو ما أكده تبنى الأمم المتحدة للوثيقة، واعتمادها بتوقيعها فى الرابع من فبراير وقد اعتبرته وأعلنته يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
ومن أهم فعاليات التجاوب مع هذه الوثيقة جاءت «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» عام ٢٠٢٣م. وقد فتح باب الترشيحات لهذه الجائزة للدورة الرابعة من الجائزة ويستمر حتى يوم ٣١ من شهر أكتوبر 2022م. وتعد جائزة «زايد للأخوة الإنسانية» جائزة عالمية مستقلة تكرم الأفراد والكيانات التى تقدم إسهامات جليلة نحو التقدم الإنسانى والتعايش السلمى، وقد تأسست الجائزة عام ٢٠١٩م بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية فى أبو ظبى.
يذكر أن من بين المكرمين السابقين بالجائزة، الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان (فخريا)، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والناشطة ضد التطرف لطيفة بن زياتن، وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وقرينته الملكة رانيا العبدالله، ومنظمة فوكال الهايتية الإنسانية.
وقد قام ملتقى الهناجر بالأوبرا يوم الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢م بتنظيم قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال تحت عنوان: «وثيقة الأخوة الإنسانية والعيش المشترك» وقد أدارت اللقاء الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد مؤسس ومدير الملتقى، وتحت إشراف الفنان شادى سرور، وشارك فى هذا اللقاء الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والشيخ الدكتور عمر الوردانى أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء المصرية، والأب رفيق جريش المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved