متى يتحرر ماسبيرو من خوفه؟

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 8 أغسطس 2012 - 10:50 ص بتوقيت القاهرة

مازال التليفزيون المصرى يشكل لغزا محيرا، فهو يأبى أن يتغير ويتطور ويفيق من غيبوبته فى متابعة الحدث فى حينها.. مازال التليفزيون المصرى يرفض أن يتخلص من انتظار التعليمات العليا، وما تمليه عليه فى صيغة الخبر ووقت إذاعته وطريقة عرضه.

 

فمتى يتخلص أهل ماسبيرو من الخوف، ومتى تسكن عقولهم المهنة والحرفية، ومتى يتشبع وجدانهم بالغيرة من الشاشات التليفزيونية الأخرى.

 

أقول ذلك بعدما وقع هجوم إرهابى على جنودنا حراس حدودنا فى سيناء، الأمر كان خطيرا ومهما.. فقد تابعت الخبر على شاشات الجزيرة والـ بى. بى. سى، والسى. إن. إن. ومعظم الشبكات التليفزيونية المهنية قامت مباشرة ببث الخبر ومتابعته وهذا دورها الطبيعى وأمسكت بالريموت كنترول لأقلب على القنوات المصرية ولم أجد شيئا.. فهنا مازال المسلسل معروضا وهنا برنامج منوعات حتى قناة النيل للأخبار كانت تبث برنامجا مختلفا وكأنه لا علاقة للتليفزيون المصرى بما يحدث على أرضها وأن هناك كارثة يبحث المشاهد عن متابعتها ومعرفة حقيقتها حتى جاءت الساعة التاسعة والنصف وتم قطع المسلسل وقالت المذيعة خبرا مقتضبا «جماعة جهادية» قامت بهجوم على نقطة تفتيش لقوات حرس الحدود بالقرب من رفح ودارت اشتباكات بين الطرفين، وأشارت الى أن هناك قتلى واصابات وقطعا صياغة الخبر مكتوبة بخبث وكأنها تريد ان تخفى شيئا او تعمم هوية الجناة «جماعة جهادية» فى الوقت الذى أذاعت فيه جميع الفضائيات الخبر على أن الجناة هم «جماعة من تنظيم الجهاد» بل أشارت الى تفاصيل دقيقة عبر مراسليها للحادث الجبان وعدد القتلى والمصابين فى حينها.

 

إننى غير متفائل بما سيجرى فى عقل ماسبيرو وأخشى من مسألة انتظار التعليمات فى التعامل مع الأخبار المهمة بأنها ستقضى على ما تبقى من مهنية داخل ماسبيرو. إن الوقت اختلف والظروف تغيرت وحان وقت تحرير ماسبيرو.. وألا يستسلم إعلاميوه إلا لما تفرضه المهنية والواجب وبث الحقائق فى حينها بلا توجهات.

 

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved