فيلم تونس هل يكون جديدا؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2014 - 7:45 ص بتوقيت القاهرة

•• ردود الفعل بعد مباراة السنغال تتضمن العديد من السلبيات ومن أبرزها أن يتحدث شوقى غريب عن المتربصين. وهو تصريح قديم سبق أن ردده قبله عشرة مدربين. فإذا كان النقد لأغراض شخصية أو لإثبات صحة وجهة نظر سابقة بشأن اختيار شوقى لتدريب المنتخب فهذا سيكون تربصا وهو أمر مؤسف حقا. أما إذا كان النقد لوجه الله والوطن والمنتخب، فلا يجوز أبدا وصف هذا النقد بأنه تربص من متربصين..

•• بوضوح لقد اعترف شوقى غريب بوجود أخطاء. لكنه من الخطأ أن يحمل محمد صلاح مسئولية النتيجة «لأنه غير لائق بدنيا».. كما قرأت فى تصريحات منسوبة لشوقى. لأننى أظن أن تدريب صلاح فى تشيلسى يرفع لياقته البدنية بصورة تسمح له بالمشاركة 90 دقيقة فى مباراة أمام السنغال. إلا أن من يجب عليه أن يساعد صلاح بالتمرير لم يمرر، ولو لعب كريستيانو رونالدو مع منتخب مصر فى مركز صلاح لخسرنا بنفس النتيجة، لأن مواقع ومراكز الأخطاء كانت أكثر وأخطر من موقع ومركز محمد صلاح.. فنحن لم نلعب كرة جماعية. ولا نلعب كرة جماعية أصلا.. وكى أكون دقيقا هناك استثناءات، تتمثل فى الفوز بكأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية، وخلالها قدم المنتخب أقوى عروضه فى 20 عاما فى غانا عام 2008..

•• فنيا قد يرى شوقى غريب أن الطريقة التى لعب بها سليمة، وقد رأيتها تعكس ثقة منه تصل إلى درجة الغرور. كأنه أراد أن يفوز خارج الأرض فى أول مباراة رسمية له مقدما نفسه كمدرب صاحب نزعة هجومية. لكن الهجوم والأداء الجيد يمكن عرضه بأساليب أخرى، ومنها أسلوب لعب فرق ومنتخبات المغرب العربى فى القاهرة. حيث تدافع ثم تنقض بهجوم مضاد يطبق بدقة. وحسب إمكانات صلاح وخالد قمر كان من المفترض أن يلعب المنتخب بهذا الفكر، على أن يتولى حسام غالى مهمة بناء الهجوم المضاد من الخلف، إلا أنه لم يبن هجمة ولو بالتمرير لمترين.. بجانب أن مدرب السنغال كان قارئا جيدا لهذا الاحتمال فحرم المنتخب من استخدامه.. فانتصر ميدانيا وفكريا..

•• لا أنتقد اختيار حسام غالى، فهو خيار سليم. لكن قائد المنتخب لم يكن فى حالته ولم يكن كل من حوله فى حالتهم.. إن أداء المنتخب أمام السنغال يعكس حال الكرة المصرية العام بعيدا عن ثلاث بطولات أفريقية متتالية إعجازية، وحين أصف الكرة المصرية بأنها قديمة وعتيقة، فهى كذلك بالفعل، سواء داخل الملعب أو خارجه.. نفس الخطط، ونفس الأخطاء، ونفس أوجه القصور فى السرعات، وفى التحرك، وحتى فى سلبيات المدافعين، وفى عدم الضغط، وفى عدم المساندة .. فكانت مباراة السنغال فيلما مملا للغاية، شاهدناه مائة مرة خمسين عاما..

•• نعم.. هى هى نفس اللغة، ونفس الأسباب، ونفس المبررات، ونفس التصريحات، ونفس الأخبار.. البداية التى لم نبدأها حتى اليوم هى أن نتوقف حالا عن اعتبار رحلة الطيران الشاقة خبرا، وأداء الفريق لصلاة الجمعة خبرا، واستقبال السفير للبعثة خبرا، والبداية أيضا تبدأ من اعتبار عدم الانسجام، وغياب العمق الدفاعى، والشحن الزائد والشحن المنخفض سببا لخسارة مباراة..

•• فى تلك الحالة قد نرى فيلما جديدا أمام تونس يكون بداية.. لعل وعسى ونسأل الله أن تكون لعل وليس عسى..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved