فى ميناء الإسكندرية

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأربعاء 8 سبتمبر 2021 - 8:00 م بتوقيت القاهرة

ميناء الإسكندرية هو أكبر ميناء بحرى فى مصر، وعلى حد علمى الأكبر فى قارة أفريقيا، ويمكن أن يكون بعد التطويرات الأخيرة منافسا الموانئ الأوروبية العريقة.
يوم الثلاثاء الماضى تواجدت فى الميناء من الثامنة صباحا، وحتى الثالثة ظهرا لحضور تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروعات التوسعة والتطوير فى الميناء، وتدشين وحدات متحركة لمشروعات الجر الكهربائى والسكك الحديدية.
بعد نهاية الكلمات الرئيسية لوزيرى النقل والمالية، ثم مداخلات الرئيس عبدالفتاح السيسىى، كانت الجولة التفقدية للرئيس، ومعه كبار المسئولين ونواب وإعلاميون.
فى هذه الجولة سار الأتوبيس الذى كنا نستقله كإعلاميين لمسافة طويلة داخل الميناء، وكأنك فى مدينة مترامية الأطراف وليس مجرد ميناء.
أحد المرافقين من كبار العاملين بالميناء، كان يشرح لنا منشآت وأقسام الميناء وطريقة العمل، ووصول الواردات وكيفية دخولها للبلاد من سلع وبضائع خصوصا القمح. هو قال لنا إن الميناء شهد فى السنوات الأخيرة أكبر عملية توسع وتطوير منذ إنشائه.
وزير النقل كامل الوزير قال خلال كلمته إن ميناء الإسكندرية سيصبح درة موانئ البحر المتوسط بعد انتهاء عمليات تطويره عام ٢٠٢٤، وسيتم إنشاء أرصفة بأطوال ٣٥ كيلومترا وأعماق حتى ١٨ مترا، وكذلك ٧٣ كيلومترا تستوعب ٣٧٠ مليون طن بضائع، ويرافق ذلك تطوير الطرق السريعة على مستوى الجمهورية لتصل إلى ٧٠٠٠ كيلو متر، وتطوير النقل النهرى، مع إنشاء ثمانية من الموانئ الجافة تستوعب ٥ ملايين حاوية.
هناك أيضا المحطة متعددة الأغراض بأرصفة إلى ٢٤٥٠ مترا، وتتكلف 7 مليارات جنيه، ومحطة الصب الجاف بتكلفة 1.2 مليار جنيه، ومحطة الصب غير النظيف، وتتكلف 1.6 مليار جنيه، ثم إنشاء ميناء المكس بين ميناءى الاسكندرية والدخيلة بتكلفة 12 مليار جنيه، وساحات تداول بمساحة نصف مليون متر، وتستقبل من ٦ إلى ٧ سفن، فى الوقت نفسه، وقادرة على تداول من ١٢ ــ ١٥ مليون طن بضائع سنويا.
الوزير استعرض العديد من المشروعات المهمة داخل الميناء مثل الكبارى الثلاثة فوق الهويس المالح الذى يربط الميناء بترعة المحمودية ومحاور الطرق الكثيرة مثل محور الدخيلة بتكلفة 816 مليون جنيه. وتحدث أيضا عن قرب الانتهاء من الجراج متعدد الطوابق، وكذلك تطوير أرصفة وخطوط أنابيب البترول بالميناء، والتى تسمح بتداول جميع أنواع البضائع، وكذلك إنشاء المزيد من الأرصفة، ومحطة تداول للأخشاب.
تكلفة إجمالى عملية التطوير الجارية فى الميناء تصل إلى ما يتراوح بين ٢٥ إلى ٣٠ مليار جنيه، كما قال الرئيس السيسى، الذى كشف أيضا عن توجه الدولة المصرية إلى الاعتماد على الشركات المصرية فى تطوير الموانئ، وأن الأموال التى تنفق على هذه المشروات، تعتمد على التمويل الذاتى، وتعود مرة أخرى للمصريين.
الرئىس قال أيضا إن هناك توجها سابقا لم ينجح وهو أن الحكومة كانت تعطى المشروعات وتطويرها لمستثمرين مقابل أن يقوموا بإدارتها، وهذا النهج لم يحقق المرجو منه، بسبب كثرة التحديات التى كانت تواجه المستثمرين.
هل معنى ذلك أن الدولة سوف تستغنى عن المستثمرين؟
الإجابة كما كشفها الرئيس هى لا، بل هى تحاول توفير وتهيئة البنية التحتية للمستثمرين وتذليل كل الصعوبات والعقوبات أمامهم، بل إن تنفيذ الدولة لمثل هذه المشروعات يفتح الباب لثقة المستثمرين والشركات الكبرى لتقديم عروض جيدة ومناسبة للتشغيل كما قال الرئيس.
خلال الجولة تكتشف أن هناك خلية نحل تعمل طوال الوقت فى هذا الميناء المهم. وخلال الجولة شاهدنا ماكينات فحص ودك وفج السكة الحديد، القادمة من الخارج لتطوير السكة الحديد، إضافة إلى الجرارات والعربات. وكان ملفتا للنظر رؤية عربات الدرجة الثالثة المكيفة.
عملية التطوير فى ميناء الإسكندرية، لا يمكن فصلها عن التطوير الكبير فى مجال النقل والمواصلات فى جميع أرجاء الجمهورية، وهو موضوع يستحق نقاشا أكثر تفصيلا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved