تخيل.. فقط تخيل!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 8 أكتوبر 2021 - 12:55 م بتوقيت القاهرة

** هذا تشكيل ليفربول فى مباراة القمة أمام مانشستر سيتى: بيكر، روبرتسون، فان دايك، ماتيب، ميلنر. جونز، فابينيو، هندرسون. صلاح، جوتا، مانى.
وتخيل، فقط تخيل، وضع مكان كل لاعب فى ليفربول اسم من لاعبى المنتخب لمواجهة الفريق الليبى الليلة. على أن تكون قدرات ومهارات من ترشحه مساعدا ومساندا وملهما لمحمد صلاح فى المباراة. فمثلا من يمثل دور جوتا ومانى عندما تلقى صلاح الكرة، ومررها إلى مانى تمريرة ساحرة ليسجل منها؟ ولاحظ أين كان زميلا صلاح حين تسلم الكرة، وكيف تحركا عكسيا، وكيف انتقل جوتا إلى الجناح الأيسر ودخل مانى إلى المنطقة ناحية اليمين؟ كيف حدث ذلك بسرعة، وبدقة، وبخدعة؟
** أخرج ميلنر من التشكيل، وضع مكانه آرنولد. فهل يكون أحمد فتحى هو آرنولد أم يكون آرنولد هو أحمد أبو الفتوح؟ من هو ظهير المنتخب الذى سيكون مهاجما، فتوح أم فتحى أم أيمن أشرف؟ فى قلبى الدفاع لن تتعب خيالك، أحمد حجازى قرين لفان دايك. والونش قرين لماتيب. والآن عليك أن تجهد خيالك قليلا وتضع ثلاثة لاعبين مكان ثلاثى وسط ليفربول، جونز، فابينيو، هندرسون.. من تضع؟ طارق حامد، وعبدالله السعيد، والسولية؟ أم الننى والسولية وعبدالله السعيد؟
** أقول لك: تخيل يا سيدى.. وأضف إلى خيالك طريقة اللعب، فهل تكون مثل ليفربول. 4/ 3/3. واذهب بعيدا جدا، اذهب إلى القمر، وتخيل أن المنتخب سوف يلعب أمام ليبيا، بالضغط العالى، أو الضغط العكسى، «جينجر بريسينج».
** يحدث هذا عندما يفقد الفريق الكرة. وتخيل أن كل لاعبى المنتخب لن يسمحوا لأى لاعب بالفريق الليبى باستلام الكرة. وإنما: ممنوع الاستلام، وممنوع الانتظار للمقابلة، وممنوع التصرف فى الكرة بحرية، فلاعبنا دائما مشتبك وملتحم. من أجل استرداد الكرة فى أقل من 4 ثوانٍ، ليبدأ هجوما جديدا.
** لماذا اخترت ليفربول؟ لأن معنا محمد صلاح. ولأن البعض يسأل بسذاجة بالغة لماذا لا يقدم صلاح مع المنتخب ما يقدمه مع ليفربول. وتكون الإجابة دائما أن صلاح يجد معه، وخلفه، وبجواره 9 لاعبين يقدمون له الكرة أو يمنحونه عدة اختيارات حين يسيطر عليها كى يمررها إلى أحدهم. وهم يملكون سرعات لا بأس بها تسمح لهم بملاحقة صلاح وهو ينطلق من السرعة صفر، إلى سرعة 35 ــ 37 كم فى الساعة، ومعروف أنه ضمن أسرع 10 لاعبين فى العالم. وأضف إلى خيالك تمتع لاعبى المنتخب بلياقة بدنية تماثل لياقة لاعبى ليفربول بما يسمح بقوة وصرامة الأداء والجرى بمعدلات قياسية على مدى 90 دقيقة.
** قلت لك تخيل.. فقط تخيل. أننا سنلعب ببعض ملامح الكرة الجديدة، فأنا مثلك تخيلت كثيرا وحلمت كثيرا، لأننى أريد للمنتخب مستوى القمة، ومستوى يحلق بعيدا عن فكرة «الأداء المشرف»، ويذهب بنا بعيدا عن جملة: «المهم الفوز وليس الأداء».. أريد منتخب مصر قويا وشخصيته قوية، ومسيطرا وصاحب مبادرة، يهاجم ويدافع، بشراسة وصلابة.
** ونهبط من الخيال والتحليق، انسى كل الخيال السابق لأنه مجرد خيال، واستيقظ فمنتخب ليبيا يتصدر وعنده نجوم، ومدربه قدير، وسبق له تدريبه عام 2013، بينما لا بديل أمام المنتخب الوطنى، فلابد من الفوز.. كل التوفيق للفريق الليلة.. دعواتكم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved