فلسطين الجميلة جدًا

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأحد 8 نوفمبر 2015 - 10:20 ص بتوقيت القاهرة

نحن لا نتحدث كثيرا عن مناحى الجمال فى فلسطين، والتى يتصادف أنها واحدة من أجمل بلاد الله فى الأرض، وذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب فى نشر المعرفة التى تقوى صلات الانتماء الواعى والوثيق بين أجيال الفلسطينيين وأشقائهم فى الدول العربية والإسلامية.

نعم لا توجد جهود منسقة أو مبادرات لعكس جمال الطبيعة فى بحيرة طبريا أو جبل الكرمل المطل على سهول حيفا، أو البهاء فى وادى سخنين المفروش بالأزهار البرية أو كروم العنب وأشجار الزيتون فى الخليل والقدس.

مئات المعالم الأخرى تحتويها أرض فلسطين وتكشف جمال الأرض، الإنسان الفلسطينى وتاريخه القديم وتراثه الحى وتناغم عاداته مع ثقافة الإنسان العربى البسيط على امتداد الخريطة العربية. وهذه ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم لكنها مسئولية عربية وإسلامية تضامنية.

صحيح أن قضايا الاحتلال والتحرير يجب أن تحظى بالأولوية فى التناول الإعلامى والنشاط الثقافى، لكن نشاطا موازيا يجب أن يبقى حاضرا دائما حتى لا تنسى الأجيال الأرض المقدسة الجميلة وتبقى دائما فى وجدانهم الفردى والجمعى.

إن التركيز على التعامل مع جانب واحد، سياسى أو عسكرى، من جوانب القضية وتجاهل الجوانب الأخرى يهدد بتفشى الجهل بالجوانب الثقافية والجمالية وبالتالى ضعف الاهتمام بين الأجيال العربية الجديدة بالقضية برمتها.

والتراخى الحالى فى تناول القضية من مختلف جوانبها يتناقض مع ما كان يحدث مع الأجيال السابقة التى أحاطت القضية بالمحبة بسبب معرفتها العميقة لدقائق الحياة الفلسطينية جميع وتفاعلها الحى مع مسيرتها.

فى مطلع العام الحالى شارك الاتحاد الأوروبى برعاية مبادرة مشروع فلسطين الجميلة الذى ابتكرته منظمة «إعلاميون بلا حدود». وهو مشروع يفتح المجال لطلاب الإعلام والخريجين للتعرف إلى مناطق مختلفة تعانى التهميش والإهمال من أجل الكتابة عنها ونشر هذه المواد فى وسائل إعلامية مختلفة.

وقبل ذلك بعامين أقام الفنان الفلسطينى الشاب سائد كرزون معرضا بعنوان «فلسطين الجميلة جدا»، أبرز فيه عبر التصوير الفوتوغرافى والأفلام التسجيلية والكتابة، صورا لمناظر الطبيعة الخلابة للجبال المحيطة بالبحر الميت وأخرى لأودية وسهول تظهر الأشجار والمزروعات الخضراء، إضافة إلى صور لأطفال يعزفون الموسيقى ويلهون فوق الأشجار.

ويرى كرزون فى صورة لإبريق شاى يعد على نار الحطب أنها تلخص الوضع فى الأراضى الفلسطينية، وقال: «النار هنا تمثل ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية بسبب الاحتلال والشاى بما فيه من سكر ونعناع وشاى يمثل جمال الحياة وحلاوتها فى فلسطين». وأضاف: «الفضاء الذى يظهر فى العديد من الصور يؤكد فسحة الحياة فى فلسطين».

مثل هذه المبادرات مهمة وضرورية وجديرة بالثناء والتقدير لكن يظل انتشارها محدودا وفى محيط ضيق وغير قادرة على تخطى المسافات لتعميم تأثيرها فى الكتل الشبابية العربية والإسلامية فى جغرافية انتشارها الواسعة.

إن المرء ليتمنى قيام منظمات العرب الكبرى مثل الجامعة العربية بقيادة مبادرات منسقة مع الحكومات والخبراء لتمليك أجيال العرب مفاتيح الجمال فى أرض فلسطين الحبيبة.

على قباجة

الخليج ــ الإمارات

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved