المجد للفلسطينيين
أشرف البربرى
آخر تحديث:
الأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 8:10 م
بتوقيت القاهرة
فى بداية حملة الإبادة الجماعية التى ركزتها إسرائيل على شمال قطاع غزة بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى جنوب القطاع فى البداية ثم إلى خارجه فى نهاية الأمر، تصور الكثيرون أنه لن يكون أمام نحو 1ر1 مليون فلسطينى يعيشون فى هذه المناطق سوى الفرار نجاة بأرواحهم التى تحصدها الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية وسط إما مباركة صريحة من الغرب تحت شعار «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، أو سلبية من جانب بعض الأنظمة العربية التى ما زالت تكتفى بمناشدة المجتمع الدولى للتدخل من أجل وقف إطلاق النار.
لكن الشعب الفلسطينى أثبت أنه يتشبث بأرضه بصورة تفوق أى خيال، فأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية قبل يومين أنه مازال هناك أكثر من 900 ألف فلسطينى يعيشون فى شمال القطاع ومدينة غزة التى تمطرها الصواريخ والقذائق الإسرائيلية بدون توقف، وأن سكان هذه المناطق لم يغادروها وإنما انتقلوا من منازلهم التى تحولت إلى أنقاض تحت سمع وبصر الغرب والعرب إلى مراكز إيواء فى شمال غزة أيضا، حيث يعيش 331 ألف نازح فى 225 مركز إيواء منها 97 مركز إيواء فى محافظتى غزة وشمال غزة.
وبحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية الصادرة يوم الأحد الماضى تعرضت 35 ألف وحدة سكنية فى قطاع غزة للتدمير الكامل، و165 ألف وحدة لتدمير جزئى، وهناك 15 مرفقا صحيا و51 عيادة صحة أولية تعرضت للتدمير، و221 مدرسة مدمرة، منها 38 مدرسة مدمرة كليا، وتعرضت 42 منشأة تابعة للأونروا للتدمير بما فى ذلك الأماكن التى لجأ إليها النازحون، كما تضررت 7 كنائس و52 مسجدا نتيجة القصف.
كل هذا العدوان لم يدفع فلسطينيى القطاع للتفكير فى الخروج منه بل ولا حتى مغادرة مناطق القتال الأشد ضراوة فى الشمال ومدينة غزة التى تسعى قوات الاحتلال إلى إخلاء مناطق واسعة منها من أهلها وتحويلها إلى منطقة غازلة لحماية مستوطنات غلاف غزة المقامة على أراضٍ محتلة بحكم القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
هذا الشعب المقاوم المتشبث بأرضه حتى لو كانت خرابا، الرافض حتى للانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه بحثا عن أمان نسبى، أصاب وزير التراث اليهودى فى حكومة الكيان الصهيونى عميحاى إلياهو بالجنون فخرج فى تصريحات إذاعية مسجلة لا مجال فيها للتأويل ولا التراجع يطالب فيها بضرب غزة بالقنبلة النووية.
تهديد عميحاى جاء ضمن تأكيده أن الجيش الإسرائيلى لا يجد حتى الآن ما يرعب الفلسطينيين ويخيفهم وبالتالى لا يجد ما يردعهم عن مواصلة المقاومة سواء الآن أو حتى فى المستقبل ويقول «إنك لا تحقق الهدف حين تكتفى بقتلهم، فهم لا يخافون من الموت. إنهم يواصلون، منذ خمسين عاما، تحطيم ردع الجيش الإسرائيلى يجب علينا أن نتذكر ذلك. هؤلاء هم الذين قاموا بإرسال أبنائهم إلى الموت. هذا لا يحرك فيهم ساكنا».
لم يجد الوزير الصهيونى الذى يعبر عن التيار العام فى إسرائيل حاليا غير التلويح باستخدام السلاح النووى لكسر إرادة الشعب الفلسطينى فى غزة الذى يخوض معركته العادلة ضد الاحتلال والإبادة، شبه وحيد بعد أن اكتفت أغلب الشعوب العربية بالدعاء والدعم المعنوى، واكتفت أغلب الحكومات العربية بمناشدة المجتمع الدولى التحرك والتدخل، وحرصت الحكومات الغربية على تأكيد حق إسرائيل فى إبادة الشعب الفلسطينى بقطاع غزة تحت شعار «الدفاع عن النفس».