التحقيقات ضد بومبيو ستستمر حتى بعد مغادرته المنصب

دوريات أجنبية
دوريات أجنبية

آخر تحديث: السبت 9 يناير 2021 - 7:55 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة فورين بوليسى مقالا للكاتب روبى جرامر، ركز فيه على جريجورى ميكس الديمقراطى، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى الكونجرس الجديد، وكيف أن ذلك يمهد لأن يجعله حليفا قويا لإدارة بايدن. تناول الكاتب أيضا تعهد ميكس باستكمال التحقيقات الجارية ضد وزير الخارجية بومبيو نتيجة استغلال منصبه لأغراض شخصية ولتسييس الانتخابات الرئاسية... نعرض منه ما يلى:

يتولى النائب جريجورى ميكس، عضو الكونجرس الديمقراطى عن نيويورك، رئاسة لجنة رقابة قوية فى الكونجرس (لجنة الشئون الخارجية)، ومع توليه زمام الأمور بمجلس النواب تستعد إدارة ديمقراطية جديدة للانتقال إلى البيت الأبيض، مما يمهد لعضو الكونجرس ليكون حليفا مهما لإدارة بايدن القادمة فى الكابيتول هيل.
عُرفت لجنة الشئون الخارجية بتصادمها المتكرر مع إدارة ترامب فى عدة أمور مثل مسألة عزل ترامب، مبيعات الأسلحة، كيفية إدارة وزارة الخارجية الأمريكية، وغيرها من القضايا خلال الأربع سنوات الماضية.
ولكن، وبصرف النظر عن ادعاءات الرئيس دونالد ترامب بشأن تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية فى الثالث من نوفمبر الماضى، فإن أعضاء اللجنة الديمقراطية سيكونون مشغولين فى الأيام الأولى للكونجرس الجديد بالتعامل مع عدد كبير من القرارات السياسية التى اتخذها الرئيس المنتهية ولايته، ترامب، والتى يمكن أن تعرقل عمل إدارة بايدن. يشمل ذلك سحب القوات من العراق وأفغانستان، تأثير سياسة «الضغط الأقصى» على إيران، الهجوم التجارى ضد الحلفاء الأوروبيين، ومضاعفة الجهود لقطع العلاقات الاقتصادية مع الصين.
وفى مقابلة مع مجلة فورين بوليسى، قال ميكس إنه سيجعل الأمن السيبرانى أولوية قصوى، لا سيما فى أعقاب هجوم إلكترونى واسع النطاق استهدف الوكالات الحكومية الأمريكية والشركات الخاصة العام الماضى. ويعتقد أن جهاز المخابرات الخارجية الروسى (إس فى آر) وراء الهجوم. بعض الخبراء يصفون خرق البيانات هذا بأنه من المحتمل أن يكون أكبر عملية تجسس ضد الولايات المتحدة.
على إثر ذلك، وجه ميكس انتقادا شديدا لترامب بسبب تقليله من شأن اختراق البيانات الهائل قائلا: «لا يفاجئنى أن الرئيس الحالى يتستر على روسيا دائما. ويبدو أنه مهما فعلت روسيا، وبغض النظر عما تظهره الأدلة، فسوف يتستر عليها».
كما تعهد عضو الكونجرس بمواصلة تحقيقات اللجنة التى يقودها الديمقراطيون فى ادعاءات سوء الإدارة فى وزارة الخارجية فى عهد وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو، حتى بعد مغادرة بومبيو لمنصبه فى وقت لاحق من هذا الشهر. حيث قامت اللجنة بالتحقيق فيما إذا كان بومبيو قد أساء استخدام موارد الوزارة للاستخدام الشخصى وتسييس الانتخابات، بما فى ذلك إقامة عشاء فخم فى وزارة الخارجية مع كبار المانحين الجمهوريين وكذلك الشخصيات الأجنبية البارزة، والتحدث فى المؤتمر الوطنى الجمهورى أثناء الزيارة الرسمية إلى إسرائيل.
وبشأن هذه التحقيقات قال ميكس: «أعتقد أنه من المهم أن تنظر اللجنة بكامل هيئتها فيما حدث لتصحيحه وتجنب حدوثه مرة أخرى». وتابع: «أنا أنظر فى كيفية المضى قدما، وكيف نتأكد من عدم حدوث نفس النوع من هذه الأشياء مرة أخرى؟ علينا مواصلة تلك التحقيقات».
من جانبه، نفى بومبيو مرارا ارتكاب أى مخالفات، واتهم حلفاؤه فى البيت الأبيض، بالإضافة إلى نواب جمهوريين، الديمقراطيين ببدء تحقيقات فى محاولة للحصول على مكاسب سياسية.
فى نهاية مقاله، ذكر الكاتب أن واحدة من أكبر التحديات التى ستواجه إدارة بايدن القادمة ــ والكونجرس ــ ستكون السياسة الأمريكية الروسية، والتى ألقت بظلالها على البيت الأبيض فى سنوات عهد ترامب.
ففى الأسابيع الأخيرة من إدارة ترامب، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستغلق آخر قنصليتين أمريكيتين فى روسيا، وهى أخبار جاءت فى غضون أيام من الكشف عن خرق هائل لبيانات وكالات حكومية أمريكية يُعتقد أن وحدة تجسس إلكترونية روسية تابعة لأجهزة المخابرات الروسية قامت بتنفيذها.
وفى سبيل تنفيذ الإغلاق أبلغت وزارة الخارجية الكونجرس الشهر الماضى بأنها ستغلق القنصليتين الأمريكيتين المتبقيتين فى روسيا ــ واحدة فى فلاديفوستوك، وهى مدينة ساحلية رئيسية فى أقصى شرق روسيا، وواحدة فى يكاترينبرج، وهى مدينة تقع شرق جبال الأورال. من شأن هذا أن يترك موقعا دبلوماسيا واحدا فقط فى روسيا، وهو السفارة فى موسكو، للقيام بأعمال الدبلوماسية وخدمات المواطنين الأمريكيين.
وبخ ميكس هذه الخطوة وحث وزارة الخارجية على فعل عكس ما تنويه وإبقاء القنصليتين مفتوحتين، حتى مع تصاعد وتيرة التوترات بين واشنطن وموسكو، قائلا: «عموما، أريد أن أرى القنصليات مفتوحة. فأنا أؤمن بالدبلوماسية». وأضاف: «الدبلوماسية تعنى أنك لا تزال بحاجة إلى التحدث وتحتاج إلى معرفة ما يجرى على أرض الواقع. وإذا قمت بإدارة ظهرك وتجاهلت كل ما يحدث على الأرض، أعتقد أن هذا يعقد الأمور لا يحلها».
وتابع: «إن الوقت الحالى ليس هو الوقت المناسب لتقليص (الوجود الدبلوماسي) للولايات المتحدة فى جميع أنحاء العالم»، لا سيما مع توسع الامتداد الدبلوماسى للصين». وقال: «على ما أعتقد، من أجل إقامة علاقات مع الحلفاء والخصوم يجب أن يكون لديك أقدام على الأرض».
أسباب اتخاذ قرار الإغلاق أوضحتها وزارة الخارجية فى الإخطار المقدم إلى الكونجرس بتاريخ 10 ديسمبر الماضى، حيث قالت إن إغلاق القنصليتين كان نتيجة «تحديات التوظيف المستمرة» التى اتخذتها روسيا عام 2017 لتقليل عدد الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين. لكن الإخطار لم يذكر إطارا زمنيا لإغلاق القنصليتين، ولم تعلق وزارة الخارجية على ما إذا كانت الإغلاقات ستحدث قبل أم بعد تولى بايدن منصبه.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved