اطمئن.. أنت وحدك!

خالد سيد أحمد
خالد سيد أحمد

آخر تحديث: السبت 9 مارس 2019 - 11:21 ص بتوقيت القاهرة

الخطأ البالغ الذى يمكن أن يقع فيه البعض من دون أن يدرى، هو منح الشخصيات الكارهة للدولة المصرية والمحرضة على مؤسساتها الوطنية، «بطولة مجانية» عندما يتم التعرض لأشخاصهم والنيل منها وتشويه سمعتهم، بدلا من التركيز على دحض ما يرددونه من ادعاءات كاذبة، وهو ما حدث بالضبط مع الإعلامى معتز مطر، الذى يقدم برنامجا على إحدى القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا.
فهذا الإعلامى الذى لحق بركب الإخوان المغادرين للوطن فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، تعرض لهجوم واسع من جانب إعلامنا الرسمى وغير الرسمى، بعد تدشينه حملة أطلق عليها اسم «اطمن.. إنت مش لوحدك»، تتضمن إطلاق صافرات الإنذار والطرق على الأوانى والكتابة على العملات الورقية، كنوع من الاحتجاج ضد السلطة الحالية فى مصر.
بداية لا يعيب الإعلام المصرى، الرد على ما يثار فى وسائل الإعلام الإخوانية من موضوعات وقضايا، خصوصا إذا كانت تنطوى على ادعاءات كاذبة وملفقة، تهدد الأمن القومى للبلاد، وتثير الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن، وتعرض استقرارها للخطر، وتعرقل خططها التنموية والاقتصادية، بل نعتقد أن هذا الأمر هو «فرض عين» عليها، باعتبارها أحد عناصر القوة الرئيسية، التى تعتمد على جميع دول العالم فى مواجهة وفضح ما يحاك ضدها من مؤامرات، تستهدف هز استقرارها وتهديد أمنها وتمزيق نسيجها الوطنى.
هذا بالتأكيد أمر مفروغ منه ولا جدال فيه، لكننا نتحدث هنا عن الطريقة التى يمكن بها لإعلامنا مواجهة ما يثار فى القنوات الإخوانية الموجودة فى الخارج، لأن الحملة الحالية التى يشنها الإعلام المصرى – المرئى والمكتوب ــ ضد «مطر»، لم تحاصر «حملته الوهمية»، بل حولته فى يوم وليلة إلى «نجم شباك»، وأدت بالبعض ــ بدافع الفضول ــ إلى البحث عن تردد القناة التى يطل من على شاشتها لمتابعة ما يقوله وما يعرضه فى برنامجه.
هنا مكمن الخطورة التى نتحدث عنها.. فعندما توجه جميع سهامك لإعلامى مثل معتز مطر لا يعجبك ما يقوله أو يردده أو يطرحه على الشاشة، فإن النتائج تأتى دائما عكسية للغاية، وبدون أن تدرى تلبسه ثوب البطولة وهو لا يستحقها، وتوسع من دائرة متابعيه بين الناس، فيصبح هو المستفيد الأكبر من وراء ذلك، بينما تكون الخسائر مضاعفة لديك!.
التركيز على شخص معتز وأمثاله من الإعلاميين الذين يطلون من على الشاشات الإخوانية، لا يفيد على الإطلاق، بل ينبغى التركيز على ما يعرضونه من أفكار أو يطلقونه من دعوات تهدد استقرار البلاد، وهى مسألة مهمة جدا لمواجهة هذه الحرب التى تستهدف حصار الدولة المصرية إعلاميا.
وبالنظر إلى حالة الإعلامى مطر، نجد أن الطريقة المثلى للتعامل معه، خصوصا فى مواجهة ما يسميه حملة «اطمن.. إنت مش لوحدك»، هى تجاهل شخصه تماما، حتى يشعر أنه بمفرده ضد شعب ودولة، وحتى تصله رسالة واضحة مفادها «اطمئن.. أنت وحدك».
فهذه الحملة التى أطلقها مطر، تحمل قدرا كبيرا من السذاجة والتفاهة.. حملة بلا معنى أو مضمون.. لم يكن من الملائم أن نأخذها على محمل الجد.. فلم نسمع يوما أن إطلاق صافرة أو الطرق على الأوانى أو الكتابة على العملات الورقية، أسقط نظاما أو هز استقرار دول خصوصا إذا كانت دولة بحجم ومكانة مصر.
بالتأكيد «الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور»، ومعتز مطر ورفاقه ليسوا أكثر من نابشى قبور، باعوا أنفسهم بثمن بخس لمن لا يريدون الخير لمصر وشعبها، والتعامل معهم لا يكون بالهجمات الإعلامية التى تحولهم إلى أبطال يواجهون أنظمة وحكومات، بل ينبغى التركيز فقط على ما يرددونه من ادعاءات باطلة تستهدف نشر الفتنة فى هذه البلاد ودحضها بالأدلة والبراهين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved