كمال جارسيا ماركيز!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 9 أبريل 2009 - 6:27 م
بتوقيت القاهرة
كنت على مدى 48 ساعة مثل واحد من هؤلاء الذين يمارسون رياضة الروديو الأمريكية، حيث يفوز من يبقى لأطول فترة ممتطيا هذا الثور الرافض والكاره للفكرة، فينجح الثور فى إسقاط المتسابق وطرحه أرضا وربما تهذيبه وإصلاحه بعملية طحن تحطم الضلوع والسيقان.. فقد كسرت الإنفلونزا عظامى، وكسر ارتفاع الحرارة وانخفاضها ما بقى منها..
فكنت أفتح عينىّ على خبر ثم أغمضهما قبل أن أنهيه.. وتوقفت علاقتى بالأحداث الجارية عند إضراب 6 أبريل الذى فشل وانفصال أو طلاق الدكتور أيمن نور وجميلة إسماعيل وعجز الفضائيات كلها عن تحديد الأمر: هل هو انفصال أم طلاق؟!.. كما هزنى خبر زلزال إيطاليا المدمر، وهز رأسى خبر حرب الكتب فى نادى الزمالك.. وأعرف الكثير من الحروب العجيبة فى التاريخ، ومنها على سبيل المثال معركة مرج دابق التى وقعت بين المماليك والسلطان العثمانى سليم الأول فى قرية مرج دابق شمال سوريا، وحرب البسوس التى استمرت 40 عاما بسبب امرأة بين قبيلتى بكر وتغلب. وحرب الورود أو الوردتين التى استمرت 400 عام فى بريطانيا بين يوركشاير ولانكستر..
الجديد هو حرب الكتب فى ميت عقبة، وهو ما أشار إليه الزميل محمد أبو العينين فى تقرير خفيف الظل نشرناه، حيث يعد مجموعة من المرشحين المتنافسين بعض المؤلفات التى يهاجم فيها الآخرين أو يشرح من خلالها برنامجه الانتخابى، ومن ضمن تلك المؤلفات المتوقعة كتاب «أحلامى» لممدوح عباس، و«اسمعوا كلامى» للدكتور كمال درويش، و«السادة الطغاة» للمستشار مرتضى منصور. وسبق أن شهد نادى الزمالك إصدارات انتخابية مثل «خائف على النادى». بينما أصدر مرتضى منصور كتابين وهما «الكتاب الأسود» و«ضد الفساد»؟!
إنه الزمالك الفريد الغريب، لكنى تساءلت: لماذا يتجه المرشحون فى انتخابات النادى إلى تأليف الكتاب وتوزيعها على أعضاء الجمعية العمومية كأحد أسلحتهم لخوض المعركة الانتخابية؟!
دفاعا عن أنفسهم، احتمال، بحثا عن الحقيقة، وراد، حبا فى النادى، ربما، هجوما ضد الخصوم، ممكن.. لكن الأكيد أنك فى الزمالك، وأن تلك الكتب تصدر لأن ما فيها قد يصعب نشره على الناس والأعضاء عبر وسائل الإعلام بسبب ما فيه من اتهامات، أو لأن الكتاب مساحة حرة يقول فيه الكاتب رأيه بدون رقابة صحفى أو مونتاج فى برنامج..!
يعرف أهل الشعر أن أفضله يفجره الألم والحزن.. والآن يعرف أهل الزمالك أن الانتخابات فجرت مواهب التأليف عند المرشحين.. فسوف نسمع قريبا عن عباس كويللهو، وكمال جارسيا ماركيز!