السادة المحافظون.. انزلوا الشارع!

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 9 مايو 2021 - 6:45 م بتوقيت القاهرة

أتمنى أن يطلب وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى من المحافظين وسائر الأجهزة المحلية أو الأمنية المختصة، التجول سيرا على الأقدام فى الشوارع والطرق والميادين، لمدة دقائق قليلة، للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا على أرض الواقع، بدلا من البيانات المعدة مسبقا، والتى يشير معظمها إلى «أن كل الأمور تمام والجو بديع والدنيا ربيع ».
وأتمنى ألا يسارع مسئولو العلاقات العامة والإعلام فى وزارة التنمية أو دواوين المحافظات المختلفة بعد قراءة هذا المقال، بإرسال ردود جاهزة لـ«الشروق» تتضمن إحصائيات وبيانات وأرقاما عن عدد المخالفات التى قاموا بتوقيعها على المخالفين للإجراءات الاحترازية.
نعم هناك تسجيل للمخالفات وتحصيل للعقوبات، لكن ذلك فى ظنى قد لا يتجاوز ١٠٪ من حجم المخالفات الحقيقى.
التطبيق الصارم للإجراءات فى بدايتها قبل عام تراجع بصورة واضحة، فى الشهور الأخيرة ثم عاد مرة أخرى قبل أيام بعد أن زادت الإصابات والوفيات!
لا أقصد محافظة دون أخرى، لكن بما أننى أعيش فى محافظة القاهرة، ومقر عملى فى محافظة الجيزة، وأتنقل بكثرة فى العديد من مناطق المحافظتين كل يوم، فإن الواقع يصعب وصفه، وفى بعض الحالات قد يكون أقرب للتواطؤ بين بعض الموظفين معدومى الضمير وبين المخالفين.
لا أقصد هنا المخالفات التى تتم بسبب انعدام ثقافة الوعى الصحى بين غالبية المصريين، مثل الزحام فى المواصلات أو الشوارع أو البيوت، لكن أقصد المخالفات الصارخة التى تتم تحت مسمع ومرأى أجهزة الحكم المحلى وكل من له صلة بهذا الملف.
على سبيل المثال لماذا لا يتجول المحافظون أو نوابهم ومساعدوهم والمسئولون عن تطبيق القانون على أقدامهم ليروا ماذا يحدث فى المقاهى والكافتيريات والمطاعم المجاورة لمكاتبهم؟! أظن أن بعضهم يشم من مكتبه رائحة دخان الشيشة المنبعثة من المقاهى والكافتيريات المجاورة.
كتبت قبل أيام عن الشيشة التى يتم تقديمها علنا فى المراكب النيلية فى الزمالك، وكنت أظن أن هذه حالة استثنائية، وفوجئت أن غالبية المقاهى والكافتيريات صارت تقدمها فى كل الأوقات. كان الأمر يتم فى الخفاء قبل ذلك، أو فى البيوت، وبناء على اتصالات مسبقة، ثم صار علنيا الآن.
نفس الأمر فى الميكروباصات وسيارات النقل الجماعى، حيث يندر أن تجد السائق أو غالبية الركاب يلتزمون بارتداء الكمامة.
سرادقات العزاء والمفترض أنها ممنوعة تتم فى معظم القرى وبعض المناطق الشعبية، وكذلك الأفراح. البعض يعتقد أن الفرح ممنوع فقط داخل القاعات المغلقة، فى حين أن الممنوع ليس الفرح فى حد ذاته، بل الزحام والتلاصق، سواء تم داخل قاعة أو فى الشارع، لأن الخطورة واحدة.
لا أعرف هل يلاحظ المحافظ، أو بقية مسئولى هذا الملف الورش الصناعية المفتوحة فى طريق عودتهم مساء لمنازلهم، وهل التزموا بمواعيد الإغلاق فى السادسة أو السابعة مساء أم لا؟
شخصيا أشاهد ورشا كثيرة فى وسط القاهرة والجيزة تستمر فى العمل حتى منتصف الليل، ولا أعرف كيف يمكنها أن تتحدى القانون بهذا الشكل، وما الذى يجعل صاحب الورشة أو الكافتريا أو المقهى يأمن العقاب بهذه الجرأة، إلا إذا كان يعرف أن من يطبق عليه القانون لن يقترب منه!
السؤال مرة ثانية: لماذا يتجاهل بعض مسئولى الحكم المحلى تنفيذ القانون على المخالفين بصورة صارمة؟
هذا سؤال لا أجد له إجابة منطقية، وخطورة ذلك أنه يفتح الباب للإساءة إلى جميع العاملين فى الحكم المحلى، وبينهم شرفاء كثيرون.
وجود قلة من الموظفين الفاسدين أو المتقاعسين عن أداء واجبهم يسىء للجميع، وإلى قيادات الحكم المحلى وإلى المحافظين.
أدرك أن منظومة الحكم المحلى ليست فى أفضل أحوالها منذ عشرات السنين، وظهر ذلك جليا حينما تم فتح ملف مخالفات المبانى والعشوائيات قبل شهور، لكن خطورة وصول الفساد إلى بعض القائمين على تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، يعنى نشر الفيروس بصورة متعمدة فى المجتمع بأكمله، وأنه لا أمان للناس فى ظل أن بعض القائمين على التنفيذ يحتاجون إلى من يراقبهم!
وللموضوعية فإننى وبعد كتابة هذا المقال، كنت عائدا فى العاشرة والنصف مساء السبت الماضى إلى منزلى، ووجدت محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، يتجول فى شارع قصر العينى، للتأكد من تطبيق الإغلاق بعد التاسعة مساء، ويطبق القانون على محلات المستلزمات الطبية، وعلى أشهر مطاعم المشويات.
أتمنى أن يكون بقية السادة المحافظين يفعلون الأمر نفسه، وطوال الوقت وليس لمرة أو مرتين فقط.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved