ما الذى تغير فى فندق تيوليب؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 9 يونيو 2015 - 9:40 ص بتوقيت القاهرة

كان كل شىء يسير على ما يرام داخل قاعة فندق تيوليب بجوار حديقة الأسرة قرب مدخل الرحاب فى وقت مبكر من صباح الأحد الماضى.

الرئيس السيسى يستمع إلى انجازات بعض الوزارات والهيئات فى مناسبة مرور عام على توليه المسئولية، ومعه المهندس إبراهيم محلب ووزراء وشخصيات عامة وإعلاميون جاء بعضهم إلى المكان فى الخامسة والنصف صباحا ليحضروا حفل افتتاح ٣٩ مشروعا خدميا.

الافتتاح كان بطريقة «الفيديو كونفرانس» ورئيس الهيئة الهندسية اللواء عماد أحمد الألفى يطلب من الضابط الحديث والأخير يطلب الإذن من الرئيس ليزيح الستار عن اللوحة الرخامية والرئيس يقول له تفضل.

كان واضحا أن الرئيس يريد ان يعرف التفاصيل كاملة، لذلك كان يصر على سؤال كل ضابط عبر الفيديو كونفرانس عن الوقت الذى استغرقه التنفيذ وطول الطريق وتكلفة الرصف أو الإنشاء، وكانت المفاجآت أن بعض المشروعات استغرق تنفيذها أربع أو خمس سنوات رغم انها صغيرة الحجم، هنا بدأت نبرة صوت الرئيس تتغير وكذلك ملامحه، واستمر فى السؤال عن وقت وتكلفة المشروعات.

ظنى الشخصى أن الرئىس، إما قد علم قبل حضوره للاحتفال بحكاية التأخير فى الانجاز، أو أنه أدرك ذلك حينما بدأ يسأل عن التفاصيل.

بعد ذلك تغيرت طريقة الرئيس الودودة، وبدأ يتحدث بلهجة اكثر حسما وحزما، جعلت غالبية المسئولين يتمنون ألا يتحدث معهم الرئيس فى هذا الصباح، خصوصا انه استهدف الكثيرين.

كان واضحا ان الرئيس غاضب جدا من حكاية التأخير فى تنفيذ التكليفات المتعلقة بالزمن المحدد للانجاز، وكان الرئيس فى غاية الغضب حينما تحدث عن الإدارة فى ميناء الإسكندرية ومطار القاهرة وآبار استصلاح الاراضى، وحتى الطريقة التى تحدث بها الرئيس عن مساندة بعض جهات الدولة الأساسية مثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو مجلس الوزراء لم تكن ايجابية فى مجملها، رغم انه كان بقصد بذل أقصى جهد ممكن لمواجهة المشكلات المتراكمة فى مصر منذ أربعين عاما.

انتقد الرئيس فى الاساس عقلية تصر على اتباع طرق قديمة فى الإدارة، كما انتقد أيضا ممارسات بعض أفراد الشرطة طالبا بأن يتم التعامل مع الناس بآدمية باعتبارهم بشرا.

لكن كان واضحا أيضا ان الرئيس كلف لجنة من الرقابة الإدارية والكلية الفنية العسكرية بمراجعة العقود والمشروعات التى تم الاتفاق عليها، وهو ما قد يؤشر إلى أنه تلقى تقارير تتحدث ربما عن قصور وإهمال وربما مخالفات.

من نجا من انتقادات الرئيس صباح الاحد كان وزير الكهرباء محمد شاكر بل ان الرئيس امتدح جهد الوزارة فى التغلب على أزمة انقطاع الكهرباء صيفا.

ما حدث فى هذا الصباح، بدا على انه احتفال بافتتاح ٣٩ مشروعا، وكلمة للمهندس إبراهيم محلب عن انجازات حكومته، ثم عرض المهندس خالد عبدالعزيز انجازات وزارة الشباب وتلاه المهندس هانى ضاحى لعرض انجازات وزارة النقل والمواصلات.

ثم تحدث المهندس عادل ترك عن مشروعات هيئة الطرق والكبارى، واللواء عماد الألفى عن انجازات ومشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لكن عندما بدأ الرئيس يسأل ويستفسر عن المواعيد اختلف كل شىء، وبدأت المحاسبة والمساءلة.

عقب انتهاء افتتاح المشروعات، كان الجميع يسأل عن المنهج الجديد الذى تحدث به السيسى، وهل يعكس طريقة جديدة فى السنة الثانية من حكمه، أم انه يبعث برسالة ان هناك تعديلا او تغييرا وزاريا ربما يكون قادما، ام انه يستبق أى حملة انتقادات ليقول للناس اننى أحاسب نفسى وأحاسب وزرائى قبل ان يحاسبنى أحد.

عندما انتهى الأمر وانصرفنا أشفقت على كل من يعمل وزيرا هذه الأيام، وأشفقت أكثر على كل العاملين والمسئولين فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. كان الله فى عونكم.. الأزمات متراكمة والموارد قليلة والوقت يمر بسرعة، والمواعيد المهمة تقترب خصوصا٣٠ يونيو و٦ أغسطس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved