إحنا بتوع الطاولة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 9 يونيو 2016 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

** يوم 18 مايو الماضى كتبت متعجبا ورافضا ومحذرا من إلغاء مباراة الكونغو وكان ذلك ليس قلقا من التصنيف، وإنما احتراما لجدول معلن لنشاط المنتخب واحتراما لاتفاق مع اتحاد الكونغو، وعجبا لحالة الادعاء بالمفاجآت فى كل شىء.. وقلت بالنص: «فجأة طرحت فكرة إلغاء ودية الكونغو فى انتظار موقف منتخب تونس الذى يلاحق مصر فى التصنيف ويتطلع لأن يكون الخامس بدلا من منتخب مصر، خاصة أن الفارق بينهما 28 نقطة لمصلحة المنتخب الوطنى».

** وقلت: «أحيانا أشعر باليأس من الارتجال. ففى المواعيد لا حاجة إلى مال، ولا إلى عقول تخترع قنبلة نووية، نحتاج إلى عقل منظم يدير.. أين هذا العقل؟».
** نحن فى التصنيف الثانى بسبب هذا الارتجال الذى يدعو لليأس.. أما بالنسبة لموضوع التصنيف، فلا قيمة أصلا له سوى أنه وسيلة يقنع بها الفيفا الدول فيما يتعلق بتوزيعها عند إجراء قرعة بطولة عالمية أو قارية.. وصحيح أن التصنيف عبارة عن علاقة معقدة بين نتائج وأرقام، وتلك العلاقة تعكس مستوى منتخب فى فترة ما، مثل أن تتصدر إسبانيا التصنيف العالمى أو تتصدره بلجيكا، فهو لا يعنى فوز إسبانيا بكأس العالم، ولا يعنى أيضا فوز بلجيكا بكأس أوروبا. ولكن الأهم هو أن الفريق الذى يلعب على لقب أو بطولة قارية أو عالمية، عليه أن يهزم الأقوياء. والمشكلة الوحيدة التى تواجه المنتخب فى قرعة أفريقيا لكأس العالم أنه قد يقع فى مجموعة أحد المنتخبات العربية الشمالية مثل تونس أو الجزائر، وهما فريقان يجيدان التعامل مع الكرة المصرية.. إلا إذا كنا على ثقة فى قوة المنتخب، وإذا كان المنتخب واثقا فى قوته.. هل نحن نثق.. وهل المنتخب يثق؟!
** النقطة الأخرى هى عدم وجود معلومات دقيقة محددة عن توقيت التصنيف فهل فى 2 يونيو أم 8 يونيو هل التصنيف على أساس آخر مباريات المنتخب فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية مع تنزانيا أم أن التصنيف فى مطلع يونيو وكان يجب أن يلعب الفريق مباراة الكونغو؟!
وفى هذا السياق راجعت تصريحا للمهندس هانى أبوريدة قبل صدور التصنيف وقال فيه: «أكدت لى مصادر الفيفا أن التصنيف الاستثنائى سيصدر بناء على نتائج ما بعد يوم الثانى من يونيو والذى صدر فيه تصنيف هذا الشهر وجاء منتخب مصر فيه بالتصنيف الأول أفريقيا».
«لو تعامل الاتحاد الدولى بالتصنيف التراكمى والعودة لنتائج الأعوام الأربعة الأخيرة فإن منتخب مصر سيتراجع للتصنيف الثانى».
** الخطأ أن مباراة الكونغو ألغيت، دون احترام لأجندة معلنة ودون سبب مفهوم أو واضح، وكان السبب المعلن هو الخوف من إجهاد اللاعبين قبل مباراة تنزانيا. وهو أمر يغضب، لأن تاريخ مباراة تنزانيا معروف، واحترام الإعلان عن مباراة الكونغو واجب. والسبب أصلا غير مقنع، فهل هناك سبب مخفى؟!
** على أى حال تلك القصة كلها ليست جديدة. فهو الفارق بين لعب الطاولة، ولعب الشطرنج. فى الأولى يلعب الحظ، ويلعب الزهر. وفى الثانية يلعب التنظيم ويلعب العقل. وهو الفارق بين وضع منتخب مصر فى المستوى الأول فى تصنيف الفيفا، والفارق بين وضع منتخب مصر فى المستوى الثانى فى تصنيف الفيفا. إنه الفارق بين ااإرتجال، وبين التخطيط. وهو الفارق بين الاتكال. وبين السعى..!
** باختصار خالص: إحنا بتوع الطاولة !

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved