الحاج محلب

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 9 أكتوبر 2014 - 7:45 ص بتوقيت القاهرة

ما كان أغنانا عن كل هذه البلبلة التى عشناها فى العيد لو أن السيد الحاج المهندس رئيس الوزراء إبراهيم محلب قد آثر السلامة وأجل عودته من الأراضى المقدسة يوما واحدا لتفوته صلاة العيد فى صحبة الرئيس عبدالفتاح السيسى ويتمم مناسكه، خاصة أنه لم يصل إلى علمنا تعرض البلاد لطارئ يستوجب عودته المتعجلة. بل ما كان أغنانا عن هذا لو أن الرجل آثر ما هو أكثر من السلامة واستغل رخصة «عدم الاستطاعة» فأجل أداء الحج هذا العام لانشغاله بأمور الرعية لأن الرسول الكريم يقول «لئن يمشى أحدكم فى حاجة أخيه خير له من أن يعتكف فى مسجدى هذا». فما بالنا والرجل يمشى فى حاجة أكثر من 85 مليون مصرى.

وبعيدا عن صحة أو عدم صحة حج الرجل الذى ترك الأراضى المقدسة قبل فجر يوم النحر، فإننا نحاسبه عن المسئولية السياسية عما أثاره من بلبلة فى مجتمع لا تنقصه القضايا المثيرة للخلاف والشقاق. فعندما ظهر الرجل فى صلاة العيد إلى جوار الرئيس فى الوقت الذى توقع فيه الجميع أن يكون موجودا فى مكة المكرمة، اضطرت دار الإفتاء إلى إصدار فتوى تؤكد صحة الحج، وتحدث رجال الأزهر عن صحة أداء الفريضة بالكيفية التى أداها بها، مقابل أصوات شككت فى اكتمال أداء المناسك وشككت بالتبعية فى المؤسسات الدينية الرسمية.

والطريقة التى تدخلت بها المؤسسة الدينية فى الجدل حول هذه المسألة بدت وكأنها تستهدف الدفاع عما فعله رئيس الوزراء فى مواجهة منتقديه. فلم يكن مطلوبا من دار الافتاء أن تصدر فتوى عن شرعية الطريقة التى أدى بها محلب حجه، ولا كان ذلك مطلوبا من رجال الأزهر إلا إذا كانوا يردون على سؤال مباشر وواضح من أحد الأشخاص حتى لا يبدو الأمر وكأنهم يطوعون الدين من أجل المسئول الكبير لآن تلك الآراء والفتاوى لم تخرج إلا بعد أن عاد رئيس الوزراء «متعجلا» من الحج.

وفى إطار المحاسبة السياسية لنا أن نسأل عمن تحمل تكاليف هذه الرحلة الخاطفة التى قام بها السيد الحاج رئيس الوزراء إلى الأراضى المقدسة بعد انتهاء كل التوقيتات الرسمية لرحلات الحجيج وهو ما يعنى أن الرجل تلقى معاملة خاصة للغاية، وربما استخدم طائرة خاصة، ومن حقنا أن نعرف كيف تم هذا وعلى نفقة أى جهة؟.

وفى إطار المحاسبة السياسية لنا أن نسأل عما دعا الرجل إلى قطع المناسك والعودة المتسرعة إلى البلاد رغم أننا لم نعرف أنه فعل شيئا أكثر من حضور صلاة العيد مع الرئيس ثم زيارة مستشفى الدمرداش ومستشفى سيد جلال، وكلها أعمال لا تحمل أى درجة من درجات العجلة ولا الإلحاح.

وأخيرا، نتذكر أنه قبل عامين تقريبا ظهرت أنباء عن اعتزام الرئيس، فى ذلك الوقت، (المعزول) محمد مرسى أداء فريضة الحج فانتفض الإعلام يسأل عن الجهة التى ستتحمل تكاليف رحلته الشخصية. واليوم يسافر رئيس الوزراء ومعه خمسة من الوزراء فلا نعرف على نفقة أى جهة أتموا مناسكهم ولا الأعباء التى تحملتها الدولة لكى يؤدوا الفريضة، باستثناء الوزير السادس فى رحلة الحج الحكومية وهو وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الذى كان فى مهمة عمل كرئيس للبعثة الرسمية للحج.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved