عقاب لذيذ للاعبى البرازيل

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 9 نوفمبر 2012 - 8:25 ص بتوقيت القاهرة

لا يوجد عقاب لذيذ، كما لا توجد خنقة جميلة فى المصارعة كما يقول المعلقون، ولكنه واحد من الابتكارات فى مجال الرياضة التى نواجهها بالتثاؤب. والفكرة قادمة هذه المرة من البرازيل. فلم يعد كافيا عقاب اللاعب المشاغب والمخالف بالحرمان من مباريات أو الإيقاف لفترة. ولذلك قررت المحكمة الرياضية العليا هناك عقاب اللاعبين بزيارات خيرية لمدارس ومستشفيات وجمعيات أهلية.

 

 فى تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن اللاعبين الأشقياء فى الكرة البرازيلية جاء أن العقاب الجديد طبق على ثلاثة لاعبين، وهم مهاجم كورينثيانس إيمرسون، والشيلى فالديفيا لاعب وسط بالميراس، ولويس فابيانو لاعب ساوباولو. وكان إيمرسون طرد فى مباراة لفريقه بسبب إهانته للحكم. وتقرر إيقافه 6 مباريات. وتقدم إيمرسون بالتماس لتخفيف العقوبة فقررت المحكمة الرياضية إيقافه 5 مباريات، وتغريمه خمسة آلاف دولار لمستشفى الأطفال فى ساوباولو، مع تكليفه بالقيام بزيارات للمستشفى لقضاء بعض الوقت مع الأطفال المرضى للتخفيف عنهم.

 

 تعرض فالديفيا وفابيانو لتجربة مماثلة، وقد غرم فالديفيا بدفع خمسة آلاف دولار لإحدى دور الأيتام فيما فرضت المحكمة الرياضية العليا على فابيانو القيام بزيارة إحدى دور تأهيل الأطفال المعاقين.

 

اللاعبون الذين قاموا بتلك الزيارات أو سددوا الغرامات المالية عبروا عن سعادتهم بذلك. وقال إيمرسون: «هذا ليس عقابا من المحكمة الرياضية، ولكنه درس فى الحياة لنا جميعا كلاعبين. إذ يمكننا أن نقدم لحظات من السعادة لهؤلاء الأطفال الذين يروننا نجومهم وأبطالهم.. «وهو ما يؤكده فلافيو زفيتر رئيس المحكمة الرياضية العليا بالبرازيل: «هذا التكليف للاعبين بزيارة الأطفال المرضى وتقديم المساعدات المادية، يعد درسا تعليميا لهم ولغيرهم لمن يتجاوز بسلوك مسىء فى الملعب. فهؤلاء اللاعبون أبطال فى عيون الكثير من الناس. وهذا الشكل من العقاب، الذى لا أراه عقابا بالمعنى الصحيح يفرض على اللاعبين المزيد من المسئولية فى السلوك والمسئولية تجاه المجتمع..».

 

 انتهى أهم ما فى التقرير الذى يقر بأن الرياضة خير ونشاط إنسانى جميل وله رسالة تجاه المجتمع والناس، بجانب دور هذا النشاط فى الترويح. وكانت أندية اوروبية ومنها مانشستر يونايتد مارست العمل الخيرى بسداد ألف جنيه مقابل كل هدف يسجله الفريق من أجل أعمال الخير.. ولعل الفكرة تجذب الأندية المصرية، وكذلك اتحاد كرة القدم، فيكون هناك مثل تلك الاتجاهات الخيرية بدلا من سيطرة فكرة جمع الأموال بغرامات كبيرة، وهى لاتجمع على أى حال..!

 

أعرف أن هذه الفكرة سيقابلها من يهمهم الأمر بالتثاؤب، وسيرونها أضغاث أحلام. أو يعقدونها بتساؤلات من يطبق الأمر ومن يتخذ القرار وما هى آلية تنفيذه، وهل تكون هناك نصوص قاطعة فى لائحة المسابقات بشأن هذا الشكل من العقاب، وتلك وغيرها من النقاط الجدلية من حيل الهروب من الفكرة، ومن الوسائل الممكنة والمساعدة لعدم الأخذ بالأفكار النبيلة والإنسانية.. وبالمناسبة أذكركم بحجة أخرى: لا توجد عندنا محكمة رياضية عليا، والمحكمة واحدة من أضغاث أحلام أجيال من السابقين واللاحقين من المسئولين الرياضيين والحكوميين.. 

 

أدعوك يارب.. خفف علينا أضغاث الأحلام فقد أصبحت أحلامنا محشودة بالأضغاث..!  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved