اليمن على قمة شاهق خطير

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 9 نوفمبر 2013 - 7:45 ص بتوقيت القاهرة

تغادر الجمهورية اليمنية الراهنة التى لم تعد قادرة على دفع استحقاقات التنمية والمستقبل والتطوير، والشاهد الانتفاضة السلمية ضد النظام. تغادر جمهوريتا صنعاء وعدن السابقتين على وحدة مايو لعام 1990م، لكونها لن تعيد الجمهوريتين. تغادر مشاريع السلطنات والإمامة السابقة على الجمهوريتين، لكونها حاكميات خبت منذ ذلك الحين، ولا فائدة عمليا من عودتها بعد عقود طويلة من تكريس الدولة اليمنية التواقة للحداثة.

تلك باختصار شديد رؤية أساسية، أعتقد جازما أنها ليست صادرة عن منطق أيديولوجى، ولا استيهام يراهن على الممارسة السياسية التجريبية، ولا فقاعة إثارة يتوخَّى واضعوها مزاولة لعبة الخلط السياسى. بل أكاد أجزم بأنها أنضج وأشمل رؤية قُدمت لمؤتمر الحوار الوطنى اليمنى حتى اللحظة، وفى طيَّاتها الكثير من المفردات والمتكآت التى تستقى أبعادها من قناعات المكونات السياسية والاجتماعية الأخرى.

من الطبيعى أن يكون هناك أقلية معترضة دوما، وأن يكون هناك مجاميع من حملة المباخر، وعشاق بالونات الاختبار. لكن هذا وذاك من رافضى التطور والنماء لا يستطيعون حرف المسيرة إذا توافرت الإرادة السياسية القادرة على قول الحق، والقبض على جمرة الاستحقاق مهما كان الثمن.

لم يعد فى الوقت متسع لمزيد من اللُّجاج البيزنطى، ولم تعد الساحة الشعبية اليمنية قادرة على تحمل المزيد من المكاره، وليس أمام القابضين على الحكم والحكومة من طريق آخر سوى الشروع فى التوافق على الحل السياسى الممكن والمنطقى، والسير قدما على درب التغيير، مع الاستعداد الكامل لمناجزة مؤلمة لمن يرفضون التغيير ويمارسون التخريب والاستباحة.

عمر عبد العزيز

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved