انتخابات رئاسية بنكهة 30 يونيو

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 10 يناير 2018 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

المشهد السياسى الراهن فى مصر وقبل أقل من 10 أيام على فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك نجاح ثورة 30 يونيو فى إزالة كل موبقات وآثار ثورة 25 يناير، من انتخابات تنافسية وأحزاب تتسابق من أجل احتلال مقاعد البرلمان وتشكيل الحكومة وشعب مستعد للوقوف فى طوابير طويلة للإدلاء بصوته فى الانتخابات.

فقد عدنا اليوم وبفضل ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 إلى أوضاعنا قبل 25 يناير 2011، حتى لو لم يعد الدولار إلى 5.6 جنيه فقط كما كان، ولم يعد سعر كيلو اللحمة إلى 50 جنيها وسعر البيضة إلى 40 قرشا كما كان.

فبفضل الثورة ، عدنا إلى انتخابات الرئاسة التى يخوضها الرئيس دون حملة انتخابية، ولا برنامج انتخابى ولا مؤتمرات انتخابية ولا حتى إعلان نيته فى الترشح، ثم يفوز فيها بأغلبية كاسحة، وعدنا إلى الأحزاب السياسية التى تتسابق فى إعلان تأييدها لترشح الرئيس الذى لم يعلن ترشحه وإلى الانتخابات التى لا يحتاج فيها الشعب إلى النزول للجان والوقوف ساعات طويلة فى طوابير التصويت، لأن النتيجة محسومة قبل أن يبدأ السباق والشعار المرفوع هو «صوتك أمانة احتفظ به لنفسك فالمرشح لا يحتاجه».

فمصر اليوم تعيش أجواء انتخابية مثالية يحسدنا عليها العالم، لأننا أمام انتخابات لها هيئة وطنية جديدة وموقرة، وفيها مرشحون محتملون، لكنها بلا منافسة ولا برامج وربما تكون بلا ناخبين، ولا انقسامات ولا خلافات بين أحزاب وقوى سياسية واجتماعية بحثا عن السلطة التى يجب ألا ينازع من يسيطر عليها أحد.

فالرئيس الذى لم يعلن حتى الآن اعتزامه خوض الانتخابات للفوز بفترة رئاسة ثانية، ولم يعلن عن تشكيل حملة انتخابية، ولا طلب ثقة الشعب، حصل على تزكية رسمية من نحو 500 عضو فى مجلس النواب، وجمع آلاف التأييدات الموثقة فى الشهر العقارى، فى الوقت الذى تسابق فيه السياسيون المعتبرون على إعلان تبرُّئِهم من فكرة خوض الانتخابات فى مواجهة الرئيس، وتسابق فيه الإعلاميون إلى مديح المنسحبين المحتملين والإشادة بوطنيتهم وحكمتهم وحسهم السياسى الرفيع.

من أعظم إنجازات ثورة 30 يونيو العودة إلى الانتخابات الرئاسية ذات النتيجة المحسومة، الخالية من الضجيج والإزعاج والمؤتمرات الانتخابية بحضور المرشحين والحراك السياسى فى الشارع كما رأينا فى انتخابات 2012 التى خاضها 13 مرشحا وتنافسها فيها بجدية 5 مرشحين، واضطر اثنان منهما لخوض جولة الإعادة.

والحمد لله أننا تخلصنا من الانتخابات التنافسية التى تضر الوحدة الوطنية وتمزق الاصطفاف الوطنى وربما تعرقل عجلة الإنتاج ومسيرة التنمية والبناء وتهدد الاستقرار وتماسك الجبهة الداخلية فى مواجهة المؤامرات والمكائد التى لا تتوقف فى الداخل والخارج ضد بلدنا الصامد.

أخيرا فالعودة بانتخابات الرئاسة إلى سيرتها المصرية الأولى ليس إلا تتويجا لسلسلة من الإجراءات والسياسات التى استهدفت إعادة الاستقرار والهدوء إلى البلاد، والتخلص من أضرار الانتخابات سواء كانت للقيادات الجامعية أو حتى لاتحادات الطلاب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved