أيباك واللوبى الإسرائيلى .. انحدار وليس خروجا

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الإثنين 10 فبراير 2014 - 6:29 ص بتوقيت القاهرة

كتب ستيف ويزمان، عضو مخضرم بحركة حرية التعبير، مقالا نشر بموقع «ريدر سبورتيد نيوز» تحدث فيه عن مقال كتبه عالم السياسة بجامعة شيكاغو جون ميرشايمر والأستاذ بجامعة هارفارد ستيفن والت بعنوان «اللوبى الإسرائيلى» نشر بمجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» فى مارس 2006. وفى العام التالى نشر الاثنان كتابا بعنوان «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الأمريكية». وأشار الكاتبان إلى قولهما أن تحالفا فضفاضا يضم الصحفيين والمنافذ الإعلامية الرائدة والمحافظين الجدد والصهاينة المسيحيين ولجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، يحكم قبضته على السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط وعلى أية مناقشة عامة لها.

أكدت الإهانات التى أعقبت ذلك مقولتهما، كما أشار فيليب فايس فى ذلك الحين. فقد قارن بعض مؤيدى إسرائيل المعروفين بالنازيين الجدد والمعادين للسامية بالقذرين. ووصفت عصبة مكافحة السب والقذف مقولتهما بأنها «تحليل تآمرى تقليدى معاد للسامية يستعين بشائعات النفوذ اليهودى والسيطرة اليهودية.» وقرر آلان ديرشوفيتس أستاذ القانون بجامعة هارفارد، أن الرجلين «دمرا سمعتهما المهنية».

وأشار الكاتب إلى أن الشتامين مازالوا يسمون أعداءهم السياسيين معادين للسامية، الأمر الذى يفرغ الكلمة من كل معانيها، وهذا رد فعل قصير النظر على نحو خطير فى ظل ظهور النازيين الجدد مرة أخرى فى شوارع باريس. لكن من الواضح أن قبضة اللوبى الإسرائيلى على واشنطن قد ضعفت، وذلك إلى حد كبير بفضل شجاعة ميرشايمر ووالت.

ويرى وايزمان، أنه فى أغسطس 2013 عندما دعا أوباما وكيرى إلى توجيه ضربة عسكرية غير محدودة ضد سوريا فى أعقاب تقارير بأن حكومة بشار الأسد استخدمت الغاز السام. وحتى يومنا هذا لم تبين واشنطن أن ذلك الاستخدام الرهيب للغاز جاء من قوات الأسد وليس من المتمردين السنة. لكن إيباك وحلفاءها الموالين لإسرائيل لديهم حملة ضخمة لدعم التدخل العسكرى الأمريكى. وتجاهلا لـ«استحالة» هزيمة اللوبى الإسرائيلى، عبأ منظمون تقدميون الرأى العام كى يغمر البيت الأبيض والكونجرس والإعلام بالالتماسات والبريد الإلكترونى والمكالمات التليفونية المعارضة لأى عمل عسكرى أمريكى آخر فى الشرق الأوسط.

•••

ثم أضاف الكاتب، عندما ووجه أوباما بتدفق الرأى المعارض للحرب، قال فى البداية إنه سوف يترك اتخاذ القرار لتصويت الكونجرس ثم عقد صفقة مع روسيا لتدمير أسلحة الأسد الكيماوية. وفسدت الصفقة. وطبقا لما ذكرته إدارة أوباما فإن الأسد يتحرك ببطء ويقال إنه شحن للخارج 4%فقط من أسلحته الكيماوية الأشد خطورة، التى كان من المفترض أن يكون قد نقلها بنهاية عام 2013. لكن مع تبرم مواطنيه الأمريكيين من الكذب الذى لا ينتهى بشأن حربه التى لا تنتهى، لم يبد أوباما ما يدل على أنه سوف يعيد التدخل العسكرى للنقاش أو أنه سوف يخلص سوريا من الأسلحة الكيماوية إذا دخل الحرب.

ويوضح وايزمان أن الكثير من الكذب والكثير من التهديدات العسكرية يجعل من الصعب على أوباما استخدام القوة حتى إذا كان بإمكانه تقديم حجة قوية لذلك، وهو ما لا يمكنه. هذا لن يمنع اللوبى الإسرائيلى من التدخل حينما يستطيع. وقد فعلت صحيفة «الصنداى تايمز» المملوكة لروبرت مردوخ ذلك بتقرير من تل أبيب يتهم الأسد بـ «تخزين أسلحة متقدمة من بينها أسلحة كيماوية وبيولوجية فى معقل طائفته العلوية كبوليصة تأمين فى حال تقسيم بلاده فى نهاية الأمر.»

•••

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الحرب الأهلية السورية مازالت تسير فى طريقها المأساوى، ولا يقتصر الأمر على دعوة «المحاربين الإنسانيين» فى واشنطن إلى التدخل العسكرى الأمريكى. لكن المعركة الكبيرة هنا هى أن موقف أوباما المعلق بشأن سوريا أدى إلى مفاوضات مع الإيرانيين بشأن برنامجهم النووى، الذى يفعل اللوبى الإسرائيلى كل ما يمكنه لوقفه. وقد اقتربوا من النجاح فى ذلك. ومازال بإمكانهم النجاح. وفى لحظة ما بدوا وكأن بجانبهم ما يكفى من أعضاء مجلس الشيوخ لتمرير مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران، الأمر الذى قد يجعل المفاوضات مستحيلة.

وعبأ المنظمون التقدميون أكبر تدفق من الرأى العام يمكن أن يراه الكثير من أعضاء الكونجرس. ومع ذلك صمد أوباما. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى التابع له «إذا أراد بعض أعضاء الكونجرس قيام الولايات المتحدة بعمل عسكرى فلا بد أن يكونوا صرحاء مع الجمهور الأمريكى ويقولوا ذلك.» وبعد ذلك زاد أوباما التزامه فى خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه. فقد توعد قائلا: «إذا أرسل لى هذا الكونجرس مشروع قانون عقوبات جديد الآن يهدد بوقف هذه المحادثات، فسوف أستخدم حق النقض ضده.»

ويتساءل وايزمان، هل ستمنع المفاوضات الإيرانيين من الحصول على سلاح نووى؟ ويجيب بأنهم قد يحصلون عليه وقد لا يحصلون. لكن الحقيقة طبقا لاستطلاعات الرأى هى أن الشعب الأمريكى لا يريد الدخول فى حرب لمنعهم. ومازال على اللوبى الإسرائيلى أن يعلم أن مواطنينا محقوقون تماما بشأن هذا الأمر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved