الألتراس فى عيون فرنسية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 10 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● تجدد اهتمام صحف أوروبية بظاهرة الألتراس فى مصر.. ففى نهاية عام 2011 حضر إلى القاهرة صحفيان بريطانيان من جريدة الجارديان فى محاولة لفهم ظاهرة الألتراس كما قالا لى أثناء زيارتهما للشروق. وقبل أيام حضر صحفيان من جريدة ليكيب الفرنسية أشهر صحيفة رياضية أوروبية، والمنافسة الأولى فى التوزيع مع لوفيجارو حاليا.. لتغطية الحضور الأول للألتراس لمباراة الأهلى وتوسكر الكينى. وعقب المباراة استقبلتهما فى مكتبى.. وبادرنى كريستوف متعجبا من حالة الفوران التى شاهدها وعاشها باستاد برج العرب. وحرك يديه فى إشارة إلى حركة أمواج صاخبة وغاضبة وعاصفة. وكانت إشارة دقيقة.

 

●● سألنى كريستوف عن ظاهرة الألتراس وفورتهم وثورتهم. وقبل أن أجيب بدأت بالسؤال: هل هناك الآن فى ملاعب الكرة الفرنسية جماعات ألتراس مماثلة؟

 

●● أجاب: منذ سنوات كان هناك جماعة ألتراس لفريق باريس سان جيرمان، والواقع أنهما كانا فريقين من المشجعين. فريق يمينى متطرف، وفريق آخر يضم جنسيات أفريقية وعربية وأخرى. وحدث بينهما صراع أسفر عن سقوط ضحايا، وكاد هذا الصراع يفسد كرة القدم.. فقد أحجمت الأسر والجمهور العادى عن حضور المباريات، بسبب أحداث العنف. وبدأت الجهات الرياضية والمسئولة فى الدولة فى التدخل لحماية الناس ولحماية الرياضة. وكان الحل هو دمج الجماعتين فى جماعة واحدة.. وهدأت الأوضاع، وعادت العائلات إلى ملاعب الكرة..

 

●● وأضاف كريستوف: فريق أوليمبيك مارسيليا كان يحظى بمؤيدين من الألتراس، وكانوا قوة اقتصادية لأن النادى سمح لهم ببيع نسبة من التذاكر. وكان ذلك فى عهد برنار تابيه أحد أهم الرؤساء فى تاريخ مارسيليا، وكان سجن لمدة 9 أشهر فى التسعينيات وخرج، وعمره الآن 70 سنة وهو يملك الآن صحيفتين فى مارسيليا، وبالتالى عنده قوة ونفوذ وتأثير أيضا على النادى..

 

●● قلت لكريستوف: لا توجد رواية واحدة أو مؤكدة لنشأة الألتراس، وإن كانت بعض التقارير تشير إلى أن بعض الجماعات ظهرت فى الصين وأمريكا الجنوبية أما الظهور الأول فى أوروبا فينسب لمجموعة أنصار نادى هايدوكسبيلت فى كرواتيا.. وهناك جماعات ألتراس ظهرت فى إيطاليا فى مطلع الخمسينيات، خاصة ألتراس ميلان وتورينو.. لكن هل هناك جماعات ألتراس أوروبية بنفس الروح والمفهوم المماثل للألتراس فى مصر؟

 

●● أجاب: هناك جماعات ألتراس فى أوروبا الشرقية، وهم يهتفون ويغنون، ويشعلون الشماريخ. لكنك لا تراهم فى الشارع كما تراهم فى مصر. ولا تراهم فى السياسة كما تراهم فى مصر. ونحن نعتقد أن أحداث بورسعيد وراء هذا الظهور القوى للألتراس فى قلب المجتمع المصرى. لكننا نعلم أنهم شاركوا فى ثورة يناير وكانوا أكثر الجماعات تنظيما فى مواجهة شرطة مبارك.

 

إلا أننى أود أن أسألك: شاهدنا لافتة كبيرة باستاد برج العرب رفعها التراس الأهلى وتقول ما معناه: «نحن مصر».. ماذا كانوا يقصدون بذلك؟ هل هم يرون أن ناديهم هو مصر؟ هل يرونه أكبر من مصر؟ هل يرونه معبرا عن مصر؟

 

●● كان هذا هو السؤال الأول لكريستوف، وقد انتظر الإجابة لينطلق بيننا حوار طويل عن الأهلى وبطولاته وشعبيته والوطنية والوطن والألتراس والثورة استغرق قرابة ساعتين.. انتهت برسم صورة حقيقية للألتراس بعيون فرنسية..؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved